منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - نُقْطة وسَطر جديد...{ لـــذةُ الطاعة،،، جربها }
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2008, 06:52 PM
  #1
cute_baby
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية cute_baby
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 7,421
cute_baby غير متصل  
نُقْطة وسَطر جديد...{ لـــذةُ الطاعة،،، جربها }

[TABLE1="width:95%;"]


نُقطَة .. وسَطر جَديد






عِندَما تَنتَهي بِنا الجُملَة ـ أثناءَ الكِتابَةِ ـ في نِهايَة السَّطرِ نَضَعُ نُقطَة ثُمَّ نَنتقِلُ إلى سَطرٍ جَديدٍ ..

نقومُ بهذه العَمليَّة بشكلٍ تلقائي ، ودونَ تَعنُّت مِنَّا في رَصِّ الحُروفِ على السَّطرِ الأوَّلِ ، وذلكَ لأننا أدرَكنا ـ تمام الإدراكِ ـ أنَّ السَّطر لَم يَعدْ يَتَّسع لحَرفٍ جَديدٍ ، وما عادَ يَحتمِل مِن الكلماتِ ما يُشكِّل جُملة مُفيدَة ذاتَ مَعنى جَميل ، فيأتي السَّطرُ الثاني بمَثابةِ فرصَةٍ ثَمينةٍ تَهَبُ حُروفنا الحَياة مِن جَديدٍ !



لكن ؛ ماذا لَو أصَرَّت الحُروفُ عَلى أنْ تُكتَبَ كلّها عَلى السَّطرِ الأوَّلِ وانْصاعَ القلمُ لرغبتِها ؟

فراحَ سِنُّ القلمِ يَقطعُ المسافة بين أوَّل السَّطرِ وآخره جِيئَة وذِهابًا بَحثًا عَن فُرْجَةٍ يَدسُّ فيها حروفَهُ ، تُرى هَلْ سَيتَحقَّق له ما يُريد ؟


النَّقطة والسَّطرُ الجديدُ وإصرار الحُروفِ على ألاَّ تَبرحَ السَّطرَ الأوَّل تُذكِّرني بتَجاربِ المَاضي الفاشِلة التي تُخيِّم بقُتمتِها على قلوبِ البَعضِ ، فيَنغَمِسونَ فيها حَدَّ الغَرقِ !


أسرَى هُم لأحزانِهم وإحباطاتِهم ، وإذا ناداهُم مُنادِ الأمَلِ أشاحوا بوجوهِهم عَنه ، وأصَمُّوا آذانَهم ، ثمَّ مَضوا مُهروِلين إلى حَيثُ يَقبَعونَ دائِمًا في تِلك الزَّاويةِ الكئيبَةِ في غُرَفِهم المُنزَويَةِ ، لا يَقوونَ عَلى فعلِ شَيء سِوى البُكاءِ والنَّحيبِ عَلى ما فاتَ ، والأسى عَلى ما هو آتٍ ، مُكبَّلينَ بالعجزِِ وقلَّةِ الحيلَةِ وسُوءِ التَّدبيرِ !





نَظرهم قَصيرُ المَدى وفي اتجاهٍ واحِدٍ ـ كأنَّ داءَ التَّصلُّبِ أصابَ رَقبَتَهم ـ ، وإذا سَألتَهم : ماذا ترون ؟ أجَابوكَ : السَّواد يَبسط رِداءَه عَلى كلِّ شَيء ، فلا نَرى شَيئا !


حَرَموا أنفُسَهم بأنفِسِهم مُتعةَ المُحاولةِ الجادَّة للبدءِ مِن جَديد ، حِينَما أساءوا الظَّنَّ بالله ـ جلَّ جَلاله ـ ولم يَفقهوا قوله تَعالى : ‘ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ … ‘ ـ (الرعد : 11)


لا أعْلمُ كيفَ يُقاسُ النَّجاح عندَ بَني الدُّنيا ، وبمَ يُقاسُ الفَشل ؟



لكنِّني عَلى يَقينٍ أنَّه لا يوجدُ نَجاحٌ مُطلقٌ أو فشَلٌ مُطلقٌ في هِذِه الحَياةِ بَلْ تَجارب وخِبرات ..

فكم مِن تَجربةٍ فاشلةٍ جَعَلَتنا نَقِفُ مَعَ أنفُسِنا وَقفَة تَفكرٍ وتدبُّرٍ ، وكَمْ مِن تَجربِةٍ قاسِيةٍ كانَت السَّببَ في أن نتعلَّمَ سِرًّا جَديدًا مِن أسرارِ النَّجاح ..!

نعم ؛ فما كانَ سرًّا بالأمسِ أصبحَ اليومَ مِن أبجديَّاتنا ، ولليومِ سَّره الذي لم يُكتشَف بَعد ، حَتَّى إِذَا ما تَمَّ اكتشافَه ـ بتوفيقٍ مِن الله ـ تقدَّمنا خَطوةً في دَربِ الفَّلاحِ ، وهَكذا …

فالتَّجارب الفاشلَة لا تنتهي إلا بانتهاءِ الأجَل ، لكنَّها تَقل بزيادةِ الوَعي والخِبرة ، ولا تُكتَسَب الخبرة إلا بِسبْرِ أغوارِ الحِياةِ ، وخَوض التَّجارب والتَّعلّم مِنها ، ومِِن ثُمَّ تَجاوزها لِمَا بَعدَها بتحدٍّ وإيمانٍ كَبيريْن وقلبٍ لا يَعرفُ الحِقدَ !


بقلم: رجاء محمد الجاهوش

( منقول من مصدر الحملة )
[/TABLE1]
__________________


.

إلهيْ ’ / أبدل عُسَرِنا يسُراً ,
وفرّج عَنِا كُل ماَ ضاَقتَ بهِ صدُورَنا , وحَال معُه صبَرنُا و إَرزقِنا مَن حيَثُ لَا نحتَسُبْ..آمينَ

.
رد مع اقتباس