منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - معاناة زوج من سلبية الزوجة وإنعدام ثقتها بنفسها

14-09-2008, 05:35 AM

#11

ابو فراس النمري

كبار شخصيات المنتدى

تاريخ التسجيل: Aug 2006

المشاركات: 1,886

اخواني واخواتي الافاضل ..

اشكركم على مداخلاتكم وردودكم ولي عودة لها بإذن الله لمناقشتها ..

وادعو الجميع وبالذات اختي (ام ادهم) لمتابعة المتبقي من القصة ..

---------------------------------------------------------

ضربت كفاً بكف وانا اتذكر ماقاله لي قريبي عن معاناته مع زوجته ..ولكن للإنصاف ..وجدت بأن افضل طريقة هي ان اهاجمه في الحوار واستفزه لأعلم حقيقة شكواه ..فربما ظهرت شكواه هذه بسبب وجود امرأة جديدة بحياته ..وربما كان يتظلم من زوجته لأن نفسه قد عافتها لسبب او آخر ..

فتحت الماسنجر ..ولم اجده في باديء الامر ..ثم بعد مرور نصف ساعة تقريباً ظهر من جديد ..وارسل لي رسالة ترحيبية من فوره ..
فأستنتجت من هذا بأنه كان ينتظر وصولي اولاً ..فتحدثنا .

انا : كيف حالك ؟؟

هو : بخير والحمد لله ..لقد كنت اترقب ظهورك ..لاتعلم مدى راحتي بعد حوارنا السابق..بل لقد وضعني امام نفسي قليلاً ..

تفكرت بهذه الجملة وقلت بنفسي ربما هو يشعر بتأنيب الضمير ..وربما سيكون حوارنا اليوم حافلاً باعترافات مثيرة ..

قلت له : لماذا ؟؟

قال : اتصدقني إذا قلت لك بأنني افكر جدياً بالإنفصال عنها !!!

اخذتني الدهشة ..وأستبدت بي الظنون ..فلم يدر بخلدي هذا النوع من التفكير ..فأنا اعلم بانه يحب زوجته و هي ايضاً تحبه ..وبأن بينهما طفلة بريئة لاذنب لها ..إذن ..مالذي يدفعه للتفكير بهذه الطريقة ؟؟

قلت له : أذكر الله يارجل ..بالأمس تقول بأنك تحبها واليوم تقول بأنك ستطلقها ؟؟

قال : ثق تماماً بأن الحب لايبني البيوت ولا يدعم الزواج ..إن مايدعمه في الحقيقة هو اهتمام كل منهما بالآخر ..

قلت : انا اتفق معك على أهمية الاهتمام ..ولكنك تلغي دور الحب تماماً ..وماذنبها إذا كانت تحبك ثم تطلقها لمجرد عدم إهتمامها الذي تزعمه ؟؟

قال : انا لا ازعم عدم إهتمامها يا صديقي ..أنا اعيش به منذ فترة ليست بالقصيرة ...

قلت : ولكن ماقصة عدم الاهتمام هذه؟؟ ..الم تكن تشكو من سلبيتها وعدم ثقتها بنفسها ..

قال : نعم صحيح ..ولكن سلبيتها تلك هي التي اوقعتها في هذه المشكلة الجديدة ..(عدم الاهتمام) ..

قلت له : كيف ؟؟

قال : إن من اهم الامور التي تحدث للمرأة الغير واثقة من نفسها هي (الترقب) و (الحذر) من الخطأ ..وزوجتي انا من النوع الذي يخطيء بإستمرار وبشكل مكرر ومبالغ فيه ..نفس الخطأ يا صديقي يتكرر ..وعندما اقوم بنقدها او لومها او توجيهها تعدني بعدم التكرار ..ثم يتكرر بطريقة غير متعمدة ..ولكن بها الكثير من الغفلة ..فهي فاقدة الاحساس بمن حولها وأقرب الى الجلافة في التعبير ..لاتشعر بما تقول في الكثير من المواقف ..بل ربما أنظر لها بإستغراب حين تتحدث عن الرجل الذي كان عاقداً قرانه عليها قبلي ..كانت تتحدث بإنطلاق (دون أن اعطيها الضوء الاخضر) وكأنها لاتبالي بمشاعري ..بل كأنني صديقتها المقربة ...وعندما اطلب منها التوقف عن الحديث بسبب ما احمله لها من حب وغيرة تنظر لي بإستغراب وتعجب وكأنها تتحدث عن مباراة في دوري كرة قدم او عن فيلم سخيف بالتلفزيون !!!

قلت : ربما كانت هذه الغفلة التي تتحدث عنها هي مزيج من الإرتياح لك ..و ربما كانت تحدثك عن ماضيها من منطلق أنك الاقرب الى نفسها وتريد بذلك أن تثبت لك مدى حبها لك وبأنك الافضل من اي رجل آخر سابق بحياتها ..

قال : ولكنها لاتعني ذلك ..بل هو نوع من الثرثرة الغير محمودة بين الزوجين ..فالرجل والمرأة الاسوياء لايحبذون الحديث عن هراء الماضي الذي يخصهم الا إذا كانوا يريدون هدم العلاقة العاطفية بينهما..

قلت : ولكن ماعلاقة هذا المثال (بحديثها عن خطيبها السابق) بمشكلة عدم ثقتها بنفسها ؟؟؟

قال : هنا تكمن المشكلة ياصديقي ..فحين تتحدث عن ماضيها فكأنها ترسل لي رسائل خفية تقول بها (انظر لنفسك انت وحاسبها ..فأنا كانت لي حياة قبلك وكنت مرغوبة وذات اعتداد وثقة بنفسي ..فالمشكلة بك انت يازوجي) ..وهذه الرسالة كانت دعامة قوية لكل ماتفعله من خطأ غير مقصود ..فكأنت تنظر الى هذا الخطأ بالكثير من التساهل بينما يكون خطأ فادحاً بالنسبة لي ..

قلت : اخي الحبيب ..انت تحلل وتحلل وتحلل ...ولاشيء لديك غير هذا الهراء النفسي الذي تتحدث عنه ..فلا انت بطبيب نفسي ..ولا انت بعالم للغيب وماتخفيه الأنفس ..فكف عن تحليل زوجتك نفسياً وانظر لها بعين اخرى ..

قال : عين ماذا ؟؟

قلت : عين الرضى التي لاتبدي المساويء ..

قال : ولكن اذا لم يكن بالعين رضى ؟؟

قلت : إذن انت تريد لنفسك المشاكل ..صدقني ..

قال : لماذا لانأخذ الامور بواقعية ؟؟ ..فأنا لا احلل نفسية زوجتي بقدر تضرري من تصرفاتها الغبية !!
بل انا على استعداد لأن أنزوي (على الرغم من محبتي لها) في غرفتي بعيداً عن الاحتكاك معها ومع تلك المواقف اليومية التي لاتنتهي ..والتي تعكس مدى غباءها وعدم ثقتها بنفسها ..

قلت : اخبرني المزيد عن هذه المواقف ..

قال : على سبيل المثال ..انت تعلم بأننا في غربة ..والقابض على دينه هنا في استراليا كالقابض على الجمر ..فأنا اسعى بكل طاقتي للحفاظ على هويتي وإنتمائي الديني والعربي ..ولكن ارى من زوجتي الكثير من التهاون بالدين ..وبالرغم من تنبيهي لها بضرورة المحافظة على الصلاة إلا انها لاتبالي بإيقاظي للصلاة مراراً وتكراراً ..وربما عاتبتها مرة او مرتين ..ووبختها مرة او مرتين ..فماذا افعل اكثر من هذا ؟؟ ..هل اضربها واجرها من شعرها من اجل ايقاظي للصلاة ؟؟
بالطبع لا ..فقد اعتمدت بعد الله على المنبه في جوالي ..ولكن ..عندما اشعر بأن زوجتي لا تعير هذه الامور اهتماماً كبيراً أشعر بالخوف والقلق على مستقبلي ومستقبل اولادي من هذه الناحية ..

قلت : الصلاة مهمة ولاشك ..فهل هي تصلي ام لا ؟؟

قال : بلى تصلي ..ولكنها لاتكترث بي إذا صليت ام لا ..وهذا يغيظني جداً لاسيما وانني انبهها للصلاة حباً وخوفاً عليها ..فلماذا لاتعاملني على الاقل بالمثل بالرغم من محبتها لي ؟؟

قلت : لماذا برأيك ؟؟

قال : لأنها لاتشعر بمن حولها يا صديقي ..هي كثيرة السرحان والغفلة عن الامور الهامة بالحياة ...

قلت : من غير المعقول ان لايوجد بتفكيرها اموراً هامة ..لاتبالغ ارجوك ..بالتأكيد هي تقوم بواجباتها على قدر ماتستطيع ..ولكنك لاتريد الا الكمال ..

قال : انا لااريد الكمال ..اقسم لك لا اريد الكمال ابداً ..بل اريد إمرأة تبدي إهتماماً بالثوابت الرئيسية بحياتنا الزوجية ..

قلت : مثل ماذا ؟؟

قال : مثل الصلاة ..مثل الحب ..مثل اعداد الطعام ..مثل الجماع ...مثل ...

قاطعته قائلا : مهلاً ...كل هذه الامور تقوم بها زوجتك رغماً او حباً ..الا ترى ذلك ؟؟؟

قال : ولكنها تقوم بها بطريقة تجعلني محتاراً بمدى اهميتي لديها ..تقوم بذلك وهي متخوفة وكارهة ومترددة ..تقوم بذلك وهي فاقدة لهوية الشيء الذي تقوم به ..تقوم بها وهي فاقدة الثقة بنفسها ..
فكيف بربك ستكون الطريقة هذه ؟؟

قلت : عفواً ..حتى الجماع ؟؟؟

قال : نعم ..وانت تعلم ان هذا الامر ركيزة اساسية بالحياة الزوجية ..فتخيل معي كيف تكون الحياة اذا غابت هذه الركيزة ..

قلت : ولكن اعذرني ..ارى بأن الجماع امر من المفترض ان يقرب بينكما لا ان يباعد ..فكيف حدث هذا معك في الوقت الذي تقول بأنك تحبها ..وعلى الطرف الآخر تقول بأنها لاتثق بنفسها؟؟؟
فكيف لاتثق بنفسها في هذا الامر ..

قال : اسمع ياصديق ..الجماع بين الزوجين ليس مجرد معاشرة جنسية فحسب ..بل هو اختبار حقيقي لمدى مايتمتع به الإنسان من نظافة ورقي وجمال مخبر ومظهر ...فالزوجة الحكيمة لاتسلم نفسها لزوجها الا بعد ان تتيقن من نظافة نفسها ومن قدرتها على إحتواء رغبة زوجها بها ..
وثق تماماً بأن (الميانة) في هذا الامر و (التعود) و (الروتين) سوف يقتل كل امر جميل ينبغي له ان يحدث..

قلت : ولكن الإنسان الحذر والمتردد يفكر الف مرة قبل ان يقوم بعمل ما ..وزوجتك كما تقول بأنها مترددة وحذرة

قال : نعم صحيح ..ذلك الإنسان الحذر ..ولكن الإنسان الغير واثق من نفسه يبقى يفكر ويفكر ولايقوم بعمل أي شيء ..

قلت مهاجماً : إذن هي تكره الجنس معك ..على هذه الحسبة التي ذكرتها

قال : غلطت يا صديقي بالحسابات ..بل انا من اصبح يكره القيام بذلك ..ورغم ذلك ..اصبحت افعله من باب الحقوق والواجبات .. هل فهمتني الآن ؟؟

تفكرت قليلاً ..فربما لم افهمه ..وربما لم اكن يوماً بموقفه ..وربما هناك منكم من شعر بمشاعره ؟؟
ولكن في كل الاحوال ..وجد في حديثه معي فسحة من البوح والفضفضة ..

وللحوار بقية هامة ..

اعذروني ..فقد طلع الصباح ولا بد من السكوت عن الكلام المباح

أسأل الله أن يجمعنا على الخير والمحبة

__________________
الفضاوة إما تصنع مبدع أو

مريض