
الرسالة الخامسة جوهر الصيام
جوهر الصيام
الأخوة والأخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله العلي القدير أن تكونوا جميعاً بخير وصحة وعافية وعلى خير مايحب ربنا ويرضى
تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم . وكل العام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك
فيما يلي الرسالة الخامسة من رسائل الدكتور عبد الكريم بكار أنقلها لكم و كلي أمل أن يهتم جميع الأخوة والأخوات بهذه الرسائل وقرأتها بتمعن وإدراكها وفهمها جيداً والأستفادة منها وتبليغها.
أترككم مع الرسالة الخامسة: جوهر الصيام
أيها الإخوة الكرام أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرجو أن تكونوا على أحسن حال ، كما أنني أهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يعيننا فيه وإياكم على الصيام والقيام ، وأن يرزقنا فيه عتقاً من النار. هذا الشهر المبارك منحة ربانية لهذه الأمة حيث صار صالحو هذه الأمة يجعلون منه مناسبة كبرى لإظهار العبودية لله ـ تعالى ـ فهو ليس شهراً للصيام فقط ، لكنه أيضاً شهر للقيام وقراءة القرآن والصدقة وبر الفقراء والعمرة والتواصل الاجتماعي . رمضان أيها الأفاضل فرصة لتقوية الإرادة وتدريب النفس على الممانعة في وجه الشهوات والمغريات ، وهو فرصة لصقل الروح وتخليصها من أثقال عام مضى ، كما أنه فرصة لتغير بعض الأشياء غير الجيدة في حياتنا : فرصة لمدمني الدخان أن يقلعوا عنه نهائياً وفرصة لمن تعودوا هجر المصحف أن يرتبوا على أنفسهم قراءة جزء يومياً، وفرصة لمن يتقاعسون عن الذهاب إلى المسجد وعن قيام الليل أن يبدؤوا عهداً جديداً مع الله ـ تعالى ـ المهم والمهم جداً أن نشعر أننا في شوال أصبحنا شيئاً مختلفاً عن شعبان ولو على صعيد التخلص من عادة سيئة واحدة واكتساب عادة واحدة حميدة ، وبعد خمس أو ست سنوات سيجد الواحد منا نفسه ، وقد خرج من زمرة الناس العاديين إلى زمرة الناس الأخيار الذين يقتدي بهم ، وينتفع بصحبتهم .
ألا ترون معي أيها الكرام وأيتها الكريمات كيف يمكن للمبادئ أن تفرّغ من مضامينها ، فنتحول إلى شعارات ، وكيف يمكن للعبادات أن تفرغ من مقاصدها ورمزيتها فتتحول إلى شكليات؟ ! هذا ما يفعله كثير من المسلمين اليوم في رمضان ، وإلا فما معنى أن يستهلكوا في رمضان من الأطعمة أكثر من أي شهر آخر ؟!
وما معنى أن يسهروا إلى ما قبيل الفجر ويناموا إلى نحو العصر وقد فاتتهم صلاة الفجر ؟ وما معنى أن يجلسوا أمام المسلسلات الساعات الطويلة أكثر مما يفعلونه في أي شهر آخر ؟!
نحتاج أيتها الفاضلات ، وأيها الأفاضل إلى أن نقف وقفة مراجعة حازمة وواعية حتى لا ننجرف مع التيار ، ونسلم أنفسنا للعادات السيئة
رمضان فرصة لتقوية الصلة بالله ـ تعالىـ وزيادة رصيدنا من الحسنات وتوفير شيء من ثمن الطعام حتى ندفعه للفقراء ، هو هكذا ، وينبغي أن يظل كذلك بمبادرات كريمة من مسلمين كرام . وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأنا بدوري إلى أن ألقاكم أتمنى منكم الأهتمام والمشاركة والنقاش نظراً لأهمية الموضوع والحاجة
الضرورية الملحة له في توعية المجتمع المسلم في ظل التحديات والتهديدات التي تحيط به من كل الجهات
وتقبلو مني كل الأحترام والتقدير ، ولا تنسوني من صالح الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم الفقير إلى رحمة الله، والمحتاج إلى دعاءكم. الأبيض الناصع
__________________
إنما أشكو بَثِّي وحُزني إلى اللهِ