
قالها بـ (صمت) >> ما أبيك لأنك طبيبة
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
سأعود بكم معي إلى الوراء ثلاثة أعوام
هناك في قصر أبي ..كنت أميرة صغيرة تنبع براءة ..طموح.. وجمال داخلي
لطالما غبطت عليه .. وآخر خارجي لايقل عنه (بفضل من الله )..
همي الأول كان كيف أكون ناجحة .. معطاءة ..
أسمع بتطفل عن مايسمونه بـ (الخطوبة) .. وأسأل نفسي ببراءة
متى أكون مخطوبة .. متى سيسمح أبواي للخطاب بالدخول ..
لا أسمع سوى .. صغيرة ..
يالله متى سأكبر في عيناهما ..
إلى أن جاء ذلك اليوم ..
وجاء أحدهم .. كنت أظن أنه السعادة .. والحياة الجديدة
كنت متفوقة ..أطمح لكلية الطب ..
فبادره أبي .. بــ ( البنت معزمة على كلية الطب)
قبل أن يراني .. أو أي خطوة معلنة .. و (قبل ورضي )
فرحت ..وزانت لي الدنيا .. طبيبة .. وأتزوج بطبيب ..
طلب مهاتفتي .. فرفضت ..فهو لايزال غريب .. ولا يحل لي
وانقضى عام وتخرجت بتفوق من الثانوية .. كما توقع أبي لي
وفوجئت بأمرين..تأجيل الشبكة (منفصلة عن الملكة ) فأراد أبي رفضه .. فخشيت أن أظلمه
وآثرت الصبر ..
و طلب نقل لي بشكل مباشر ( لاتدخلي الكلية .. صعبة عليك ..مارح تمشي فيها )
ولكني أغلقت أذني مرة أخرى واستخرت الله ..فما رأيت أمر ميسر مثل دخولي لهذه الكلية
وتحدث أبي مرة أخرى معه ( مافي خاطرك شي .. ؟ قال أخاف عليها فتبسم أبي وشرح له
مدى ثقته بي ) ..
وتكرر طلب محادثته لي في عامي الجامعي الأول ... ولم تتغير نظرتي لهذا الأمر ..
ولم أرضى أبدا أن يتبدل ظن ابي بي .. أو أن يشعر في يوم ما أنه لم يحسن تربيتي ..
فرفضت محادثته رفض قاطع لا نقاش فيه .. وتفاجاءت بعد نجاحي بتفوق من العام الجامعي الأول
بكلمة نقلت لي منه ( الصعوبة ماهو بالآن ولكن بسنة ثاني مارح تقدر عليها ) ..
وأكملت كعادتي بثبات .. ولعل حاجة لأهله جعل الله قضاءها على يد أبي أخجلتهم وجعلتهم
يدفعوا بالشبكة حياءً لا أكثر .. بعد عامين من الخطوبة .. وطلبوا تأجيل النكاح عاما آخر .. بهذه
الطريقة .. وتكرر طلب أبي مني ( ها يابنتي نرده ؟؟ .. ) وصبرت وآثرت الإنتظار
وبدأ عامي الثاني في كلية الطب .. وانقضى وأنا ثابته ..صامدة بفضل الله ..
وتكرر الطلب الغريب مرة أخرى ..تأجيل للزواج بحجة كسرت فؤادي ..
( تأجيل الزواج 3 أعوام أخرى حتى يبتعث ويعود )
أتراه هو نفسه ذاك الرجل الذي حين كنا نسأل أهله لما يؤجل ؟..يقولون يريد أن يكون نفسه..
أتراه نفسه ذاك الرجل الذي قيل لي أنه من حبه لي يريد أن يسافر معي لنكمل سوية ..
جن جنون أبي .. فقال أرفضه وأنهي الأمر لايعقل خطوبة 6 سنوات ..
فخشيت أن أظلمه مرة أخرى .. قلت (لا هو يبغى يكون نفسه ويعوض الفرق المادي الذي بين أهلي
وأهله ..يريد أن يكافح )
فطلبت من أبي أن يحدثه هذه المرة شخصيا .. لعله يقول هذا الكلام أمامه فيحن أبي عليه
ويصبر .. أو يجد حلا لنا ..
ولكن هنا كانت مصيبتي .. يقول أبي عندما حدثه
( لم يذكر أبدا أنه يريد أن يؤجل ليكون نفسه بل لم أترك له فرصة قلت له ( ماراح ينقصكم شي ياولدي وراسي يشم الهواء .. بوقف معكم )
والله يابنتي لو أني لمست فيه هالشي والله لأعطيه بنفسي الجهاز .. ولا يضيق صدرك ..
يا بنتي بكل برود يرد علي :: حنا تونا صغار أروح ثلاث سنوات بعثة
وارجع ... بنتك أكيد غيرانة من أخوها لأنو راح يتزوج السنة .. )
صدمت ..صعقت .. ياااااااااه أنا التي يتباهى أبي بسعة فكري وعقليتي الفذة أغير من أخوي..
أنا اللي خفت أظلمه .. و حبيته .. يرد على أبوي كذا كذا ..
لا بل يزيد من خيبتي فيه ويقول ( بحاول أن اتزوجها خلال عامين .. سأفكر )
فسايره أبي وقال له فكر لك أسبوع ..
ولكنه كان يريد أن يفصلني عنه وأرفضه بنفسي ..
بكيت كثيييرا ..تذكرت كيف كنت بكل سذاجة أصدق مايقال لي على لسانه من كلمات الحب..
كيف ضاع من وقتي الكثير وانا أخطط لحياتي معه .. وأرسم بخيالاتي وألون ..
ولكني اتخذت قراري .. وأنا الآن أرفضه ..
فلم يتوانى أبي بإرجاع كل ماجاء به لي .. ولكأنه أراد ان يخرج الأمر بإرادتي ..
كان لقاءه مع أبي يوم السبت .. واليوم هو الأثنين أعدت له كل شيء ولم أنتظر الأسبوع حتى ينقضي
ولكن أتعلمون مالمفاجاءة التي نقلها لي اخواني ..
( يا أختي لما ناظرنا وحنا نرجع له أشياه ماتغيرت .. احمر وجهه .. وتكلم .. وماتحمل وبكى ..
ودخل ..وجاء أخوه وأخذ الأغراض )
هاتف أبي على جواله مرة واحدة فلم يرد أبي ..
لم يكن لأهله أي ردة فعل ..
ولا له ..
فعرفت أن تحليل أبي لتصرافته كان صحيحا ..وأني ظلمت نفسي ولم أظلمه ..
بل وأعنته على أن يظلمني ..
حسبي الله ونعم الوكيل .. اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ..
كانت تجربة قاسية بالنسبة لي كبرت منها وتعلمت أشياء كثييرة ..
وسأكمل طريقي في عامي الثالث في كلية الطب ..وكلي ايمان ويقين
بأن ربي لن يضيعني أبدا ..أبدا ..
أختكم
.. طبيبة المستقبل .. عالمة الغد .. و أم الرجال بإذن الله