منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - الوظيفة ام البيت
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2008, 08:25 AM
  #7
مهره
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية مهره
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 17,491
مهره غير متصل  
عزيزتي..

أتفق معكِ على أن شعور العمل شعور ممتع جداً .. خاصةً لمن يعمل إثباتاً للذات وتلبيةً للطموح والرغبة في النفع والبناء .. وليس لمجرد الحصول على راتب.

ولكن......

هناك يا أختي أولويات يجب ان نرتبها بطريقة حكيمة وذكية حتى ننجح في حياتنا .. والمنطق .. وقبله الشرع يقول بأن أولويات أية زوجة يجب أن يكون على رأسها زوجها وأبناؤها وبيتها .. ثم بعد ذلك تأتي الأمور الأخرى مثل العمل.

وصدقيني لو كانت مشكلتكِ تتعلق بالدراسة مثلاً لكنتُ وقفتُ معكِ وعاتبت زوجكِ على موقفه وعدم صبره .. ذلك أن الدراسة في النهاية ذات وقت مؤقت ومعلوم .. أما العمل فامره مختلف كما تعلمين.


عزيزتي..

لقد كنتُ موظفة متميزة ولله الحمد والفضل ... وكنت عاشقة لعملي ومتفانية فيه بطريقة كان يراها البعض غير طبيعية .. وكنتُ أشعر بأهميتي وذاتي عندما أتم عملاً أو أخدم مراجعاً وأرى علامات الرضا في عيون من حولي من الرؤساء والمراجعين .... بل إنني كنت على وشك الترقية وتولي منصب محترم عندما قررت ترك العمل والتفرغ لزوجي وابني.

صحيح أن زوجي كان يرغب في مكوثي في البيت منذ بداية الزواج ولكنه للحق لم يضغط علي ولم يجبرني على شيء ... ولكنني من نفسي وجدت أن البقاء في البيت هو الأفضل لي ولزوجي ولابني الذي كان قد وصل لمرحلة يجب أن ألازمه فيها لما تتطلبه من متابعة وتعليم وتصويب.

ولا أخفيكِ إنني أفتقد عملي بطبيعة الحال ... ولكنني عندما أنظر لمهمتي الأهم تجاه زوجي وابني فإن الأمر يهون كثيراً .. ففي العمل هم يستطيعون إيجاد بديل عني .. أما في بيتي فلا بديل لي كزوجة وأم بكل تأكيد.

وصدقيني يا أختي .. مهما كانت أمكِ أو أم زوجكِ حريصة ومحبة إلا أنها لن تكون مثلكِ أبداً ... وشخصياً لديّ قناعة تامة بأن الجدة ستحب ابنتكِ .. وبالتأكيد ستدللها ولن تقسو عليها .. ولكنها في نفس الوقت لن تكون ((حريصة)) على مسألة ((التربية)) كحرصكِ أنتِ الأم .. ولا يخفى عليكِ يا أختي أن الطفل ابتداءً من عمر السنتين وحتى الخامسة فإنه يكون ورقة بيضاء .. وأعتقد أنكِ أنتِ التي يجب أن تشرفي على ما سيُكتب فيها من أولها لآخرها وليس أحداً آخر حتى لو كانت أمكِ.



وفقكِ الله.
__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.