عزيزتي نايت..


إجمالاً .. الحب هو شعور جميل نحتاجه جميعاً دون شك ... ورغم أن البعض لا يعتقد بأهمية الحب في الحياة الزوجية .. إلا أنني أزعم أن الحياة الزوجية عندما تبدأ بالحب فإن ذلك يعطيها طعماً حلواً ونكهةً لذيذة .. كما أنه يجعل التعامل مع الكثير من الاختلافات والمشاكل الزوجية مختلفاً وأكثر مرونة.

ولكن هناك فرق يا عزيزتي بين (من يبحث عن الحب) وبين (من يأتيه الحب من تلقاء نفسه) ... بمعنى أن هناك علاقات تُبنى دون تخطيط ودون ترتيب .. ولكن في نفس الوقت فإن هدفها يكون واضحاً ومحدداً منذ البداية.

وحقيقةً فإنني ـ وهذه وجهة نظر شخصية ـ لا أستطيع أن أحمل على أصحاب الحب من النوع الثاني أو أتهمهم .. لأن العلاقة تكون واضحة المعالم والأهداف .. والنية تكون سليمة لا خداع فيها ولا غش ولا مراوغة ... وهذا وإن كان قليلاً قياساً بالعلاقات الأخرى إلا أنني لا أستطيع إنكار وجوده واحترامه.


أما ارتداء عباءة الحب لممارسة السلوكيات المنحرفة والشاذة فهذا بكل تأكيد أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً .... وشخصياً لم أكن أبداً ممن يقبل الحب كذريعة لشيء من تلك الممارسات .. وعندي قناعة شخصية بأن الحب الحقيقي لا يمكن أن يكون فيه أية ممارسة خاطئة وأن المحب الحقيقي يجب أن يربأ بمحبوبته عن مثل هذه الأمور.

أما من تدعي بأن حبها أجبرها على الخضوع والاستسلام والتنازل .. وأن الحب أعمى والثقة يجب أن تكون عنوان العلاقة .. فأقول إنها ربما تكون ساذجة .. وغالباً (تستهبل) .. لأن الحب لا يجب أن يعمي العقل .. ومن يحجب عقله في مثل هذه الأمور فإن العيب فيه بالتأكيد وليس في الحب ذاته.




عزيزتي..

بالتأكيد أنا لا أدعو ولا أشجع أحداً على أي شيء .. ولا أضع تجربي الشخصية مقياساً عاماً للاقتداء .. اللهم إلا من باب التأكيد على عدم إطلاق أحكام عامة ومطلقة لأن تجربتي الشخصية تخالف ما جاء في الموضوع تماماً.

ولا يفوتني أن أشير إلى أن المجتمعات والبيئات تختلف في كيفية تعاطيها ومدى تفهمها لمثل هذه الأمور .. وهذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان.



أخيراً .. نعم عندي قناعة بأن الحب النظيف موجود .. وعندي قناعة بأنه ليس شرطاً أن تكون العلاقة هي علاقة ذئب يتحين افتراس فرسيته .. وعندي قناعة بإمكانية أن تنتهي علاقة حب ما بزواج مستقر وسعيد ودون أية مشاكل .. ولكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أنكر أن لا شيء مضمون على الإطلاق وأن الأمر يدخل في باب المغامرة والمخاطرة دون شك.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.