و الله يا أخي .. أنا إنسان غلبان .. و في حالي .. و على نياتي .. و نياتي دائما صافية ..
و الطيبون لا أرد لهم طلبا ..
لا أذكر أبدا أنني أصبت بالرعب أو الخوف يوم دخولي للمدرسة منذ أول يوم .. لأنني كنت قبلها قد دخلت الروضة ..
أضف إلى هذا أنني كنت مسرورا بالمدرسة و أرى فيها طريقا سريعا لأن أكون ( رجلا ) ..
لكن هذا لم يمنع من حدوث بعض المواقف الطريفة .. و أذكر لك واحدا منها ..
في المرحلة الابتدائية ( بين الصف الأول و الرابع ) .. و بعد أن ذهبت السكرة و حلت الفكرة ..
و بعد أن صرت أقارن بين حالي أنا كطالب و حال من حولي من العاملين ( الأقارب ) ..
كان أن اعترضت على الاستمرار في الدراسة لطول المدة المتبقية حتى التخرج .. و لإحساسي بالغبن الواقع علي ..
فالاستيقاظ منذ الصباح الباكر .. ثم المدرسة .. ثم العودة .. ثم البدء في حل الواجبات و المذاكرة .. حتى المساء .. و بعد ذلك النوم المبكر استعدادا لليوم التالي .. و ذلك كل يوم من السبت و حتى الأربعاء ..
أما الكبار .. ففقط عمل في الصباح ( دون خوف من سؤال مدرس أو تأخر عن الطابور الصباحي ) ثم عودة و نوم ثم الاستيقاظ متى يشاؤون .. و بعده إما مشاهدة تلفاز أو حديث مع الأصدقاء أو خروج للتسوق و النزهة ..
ذلك كله وقتما يريدون و كيفما يشاؤون .. و ليس عندهم هم واجبات و لا مذاكرة و لا نوم مبكر ..الخ ..
بينما أنا المسكين .. يمنع علي مشاهدة أفلام الكرتون إلا يومي الأربعاء و الخميس !! ..
عندها شعرت بالقهر و الظلم و ( انتهاك براءة الطفولة !! ) ..
فصارحت من أثق به سرا !! ( و ليتني لم أفعل !! ) برأيي و احتجاجي و نقمي و غضبي ..
و كانت وجهة نظري الموقرة .. أنهم ليسوا أحسن منا في شيء .. و بالتالي فعلينا أن نكون مثلهم .. أو يكونوا مثلنا .. مثلا بمثل و سواء بسواء ..
فإما أن نذهب سوية إلى المدرسة و نعاني معا .. أو نذهب سوية إلى العمل و نسعد معا ..
فـنصحني بأن أواصل حتى نهاية العام الدراسي ( رغم أنني كنت في بدايته !!) ..
فتجلدت و صبرت !! و حاولت أن أصمد .. لكن الثقل كان فوق كل احتمال !! ..
عندها كان لا بد من احتجاج علني يكون تنبيها للمغفلين ممن هم في مثل حالي في البيت أن حقوقكم تسلب !! و يكون في الوقت نفسه عبرة و عظة لمن يجرؤ على احتقارنا أو الاستخفاف بنا !!
و من لها غير ذو الفقار ؟ .. لا أحد ..
فنمت عازما على ألا أذهب اليوم التالي مهما حصل !!
و في الغد ..
و مع تباشير الصباح ..
برفقة أنسام الرياح !! ..
كان ( ذو الفقار ) يتقلب في فراشه غارقا في أحلامه الملاح ..
و مؤملا نفسه بالمضي فيما عزم عليه حتى النجاح ..
و بنومة تنسيه مرارة ما ذاق من قراح ..
إلا أن سوطا واحدا هوى على ظهره فأصاب منه الجراح ..
و علا بعد ذلك صوته بالصياح ..
وهب مسرعا ليدرك طابور الصباح ..
و يواصل فيما كان فيه من جد و اجتهاد و كفاح ..
أتمنى للجميع التوفيق و السعادة ..
سلام
__________________
الحمد لله
التعديل الأخير تم بواسطة ذو الفقار ; 20-10-2008 الساعة 01:33 AM