لا يختلف أحد على أن ((الهدف)) من الفلاش جليل وعظيم دون شك ... وتنبيه الاباء والأمهات للحرص على أبنائهم وأن يكونوا هم القدوة الحسنة لهم حماية لهم من الوقوع في براثن الإثم والرذائل هو أمر ضروري وهام دون شك.

كما أنني أؤمن بالطبع بأن الله قادر على كل شيء .. وقادر برحمته على ان يهدي كل ضال .. وأن يتحول العاصي والفاسق ـ بحول الله وقوته ورحمته ـ إلى مؤمن ملتزم بشرع الله.

ولكن المعذرة.

القصة لا تبدو لي منطقية .. وفيها من المبالغة الشيء الكثير!


فأين تعيش هذه الفتاة بالضبط حتى أنها لم تسمع بالصلاة على الإطلاق ولا تعرف حركاتها!!!!!!
فحتى الكفار وأهل الكتاب يعلمون بأمر الصلاة .. ويعرفون حركاتها .. وبالتأكيد إن رأى أي شخص منهم رجلاً يصلي فإنه بالتأكيد سيعرف أنه يؤدي الصلاة وليس شيئاً آخر.

طيب .. والديها لا يصليان ولم يعلماها الصلاة .. أفلا تشاهد التلفزيون؟؟ .. ألا تسير في الشارع؟؟ .. ألا يوجد في حيها أو شارعها أو المدينة التي تعيش فيها مسجد واحد؟؟ ألم يصدف أن رأت رجلاً واحداً طوال حياتها اضطرته الظروف إلى الصلاة في العراء أو حتى خارج المسجد في حال الازدحام مثلاً؟؟ ... أم أنها تعيش على المريخ؟!!!!!!!!!!!!!!


وعن المدرسة .. فمهما بلغ فسوق الأبوين وانغماسهم في الذنوب والتهائهم بالرذائل فإنني لا أظن أن الأمر يمكن أن يصل لحد عدم إدخال ابنتهم للمدرسة


ثم .. ما هي سلطة ذلك الضابط بالضبط حتى يتحكم في مصير قرار القصاص و (يقرر) من نفسه وضعه في الدرج وعدم تنفيذه!
قرار القصاص هو قرار رسمي ملزم صادر عن المحكمة بحكم القاضيٍ .. وتترتب عليه أمور وعواقب ويفترض أن هذا الضابط هو مسؤول ومساءل عن الالتزام بتنفيذه .. بل ومحاسب على عدم تطبيقه .. يعني الموضوع (مب على كيفه)!!!!


الأمر الأخير .. أنا أفهم أن يهدي الله تلك الفتاة .. وأن (تبدأ) في محاولة تعلم تعاليم دينها .. ولكن أن تتحول إلى داعية يهتدي على يديها كل من في السجن فهذا أمر يتطلب اطلاعاً وإلماماً وعلماً .. والأهم ((وقتاً)) حتى تتوفر لديها الخلفية العلمية التي تجعلها مهيأة ومؤثرة لهذه الدرجة في المحيطين بها .. خاصةً أننا ندرك أن الدعوة لا تكفي بمجرد الكلام العادي ولكن يلزمها الإقناع والحجة والدليل.. ولا يبدو لي من خلال القصة أن الفترة الفاصلة بين دخولها السجن وصدور قرار القصاص كان كافياً لكل ذلك!!!!

وأساساً إن كانت تلك الفتاة لم تدخل المدرسة فإنني سأفترض أنها لا تعرف القراءة والكتابة أصلاً .. فكيف بالاطلاع وتعلم أصول الدين ونقلها للآخرين؟!!



المعذرة مرة أخرى.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.