السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك اخيتي الحبيبة زهرة؟ اشتقت لك كثيرا جدا
و لا أنساك و بقية اخواتي هنا و في المنتدى من الدعوات ..
و
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا الله !
أخيراً التقيت بالأحبة الغائبين عني
والذين رغم البعد لا ينساهم قلبي ... فكيف حالي اذا رأيتهم ؟
مرحباً بكِ أختي الغالية
يعلم الله مدى اشتياقي لكِ ولأخبارك
أشعر أنني في قلب كلماتك يا زهرة , في قلب الحدث تماما ..
هل اصدقك القول انني بت أحسب و أحسب الزمن و العمر و العقود التي مرت بي
و اتسائل - حين قرائتي لما يستشهد به العلماء في بحوثهم- هل سيلامسني ما يقولون من الامراض التي تتشبث بالفتيات اللاتي يتأخر زواجهن , او اللاتي لا يتزوجن أصلا . إن زماننا هو زمان المجهول و الزمان الذي اختفى فيه المستحيل .
ظروف كثيرة تمر بنا تطحننا احيانا و نطحنها نحن مرات أخرى , تمر الفصول تلو الفصول ثم نستنتج استنتاجا خطيرا أننا وحيدات في هذا الزمن .. منذ زمن طويل بات البعض يشعر انهن لا ينتمين الى أي قبيلة او عشيرة او مجموعة ... إنه لشعور مؤلم حين تختفي كل الانتماءات لأجل شيء قد يراه الاخرين سخيفا أو لا يستحق حتى التفكير , نعم و اجل و بلى هو قسمة و قدر و نصيب و لكن ما ينتابنا إنما هي مشاعر انسانية لا يمكن وئدها بتاتا.
صدقتِ قولا غاليتي ...
وكما كتبت في رد سابق أنني أبدو أمام نفسي كما لوكنت قد تفاجئت الآن بسنوات عمري !
كنا في السابق نستحلف الأيام أن تمر سريعاً حتى نكبر ...
سبحان الله !
وها قد كبرنا ... فماذا وجدنا ؟
لا حول ولا قوة الا بالله
ليس القول هنا يأساً ... لكنها أمواجاً متلاطمة نبدو بينها كالغرقى
صادقة أنتِ غاليتي حين قلتِ أن مشاعرنا هذه لبعض من حولنا قد تبدو سخيفة !
قد يقول لكِ أحدهم : " أنتِ هكذا أفضل !"
حتى أن ذلك الاحساس بسخافة تفكيري قد بدأ يزحف نحو عقلي
بدأت أتحدث بيني وبين نفسي :
" لماذا تعطين الزواج هذا الاهتمام ؟
انه شيء عادي جدا ... جاء أو لم يأتِ أصلاً ....فهل هو الحياة ؟
عيشي حياتك واسمتعي بها طالما أنك في غير معصية لرب العالمين "
وهكذا وجدتُ نفسي بين احساسين أغالبهما :
* الناس على صواب ... ويجب أن أكبت مشاعري
* أنا بشر احتاج أن أتنفس ... ولستُ أطلب المستحيل
يؤلمني كثيرا حين أرى امرأة في الخمسينات او الستينات و هي عازبة , فتريني يا زهرتي اوصل بيني و بينها كافة حبال الود, و كأنني أربط مصيري بمصيرهن , أو أشعر بأننا في الهم شرق كما يقولون .
لا قدر الله ياحبيبة ... ربنا أكرم وأرحم من أن يتركنا هكذا نصل لتلك الحال ان شاء الله
تعرفي ...
يأتيني احساس مشابه ... فقط عندما أرى الأطفال الآن
سبحان الله !
طوال عمري ومعروفة أنا بين أفراد عائلتي بحبي للصغار
حتى أنهم يقولون لي " بالك طويل مع الأطفال " ....
الآن أسأل نفسي :
" هل سيكون لي طفل أحمله بين جنبات جسدي ...تختلط نبضاتي بنبضاته ؟"
ربما يكون العمر الذي يمضي سبباً في هذه الأفكار الغريبة
الله المستعان
أخشى ما أخشاه أن أقبع - لا قدر الله - في ذلك الركن
انتظر سؤال أولاد أشقائي عني
يا الله !
كم هو فظيع ذلك الاحساس
لا ينتشلني منه سوى أملي ورجائي بربي وخالقي
ألم يقل لملائكته في ذلك الحديث القدسي : لو خلقتموهم لرحمتموهم ؟!
وكما أخبرنا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن رحمة ربنا التي هي أعظم من رحمة أمهاتنا
كلما كان الضيق أتشبث بالرجاء
وأتسلح بالصبر ...
كم يكون صعباً أحياناً كثيرة
لكن هو النجاة في كل الأحوال
أرى اللحظات حولي ترمقني و هي قارصة البرودة , منذ زمن لم أشعر بدفء و هدوء , اللهم باستثناء لحضات رمضان و تواصلي مع الله تعالى .. كلامي ليس عن يأس كما قلت و لكنها مشاعر و دمع و دم يتحرك فيكتبني و تارة انا اكتبه ..
أحيانا كثيرة ينتاب هذا الموضوع اختناقا شديدا و تمتنع جميع الدول المرافقة لهذ الموضوع من امداده بالاكسجين اللازم لتنفسه ظنا من الدول ان هذا سيقوي من مناعته , ناسين انه (موضوع الارتباط) يحتاج لأن يتنفس حقه مثل حق بقية الدول.. و لكن ماذا يمكننا ان نفعل لسياسة الكيل بمكيالين !
ان الزهرات اذا نقص ماءها ذبلت و ماتت و المشاعر كالزهرات و لكن دوسها بات السمة السائدة في زماننا , فلماذا يا مجتمعنا تفعل ذلك ... و لما بات الكذب و النفاق خصلة من خصالك
أشعر والله بكلماتك ياحبيبة
وما أسميتُ موضوعي بهذا الاسم إلا بحثاً عن تلك اللحظات الدافئة
بفضل من الله ونعمة أعيشها بين أسرتي ....
لكن كيف يكون الحال يا " وفية " لو وجدتيهم يبتعدون عنك واحداً وراء الآخر ؟!
الله يحفظهم يارب ويبارك في أعمارهم ... بالطبع البعد هنا ليس فراق نهائي
هو فراق مكاني ... لكنه صعب لمن لم يتعود عليه
شعور غريب أصبح يطاردني ...
أدركتُ سببه ... لكنني لا أعرف كيف أتغلب عليه
سببه قرب سفر شقيقي الوحيد الذي بيننا الآن
أحاول أن أنسى بأن أدعو الله أن يوفقه في سفره وحياته الجديدة ...
وأقنع نفسي بأن سعادته تسعدني بالتأكيد
يا الله !
هل تذكرين يا " وفية " حديثنا الكثير عن الغربة ؟
كم تجاذبنا أنتِ وأنا أطراف الحديث عنها ...
أخبرتيني عن قسوتها ومرارتها ....
وكنت أدافع عنها بأن " القرب البعيد " أصعب !
ليست فزورة ...
قد تكونين قريبة من أقرب الناس ... لكن شيئاً ما يجعل المسافة بعيدة وهذا هو القرب البعيد
عندها قد يكون " البعد القريب" أفضل !
حتى هذه الغربة الاختيارية صارت في حكم المستحيل بالنسبة لي الآن !
بعد أن بدأت أرتب حياتي استقبالاً لها ...
وجدتُ الأمور تتشابك وتغلق طريق الوصول إليها !
صديقتي المقربة أبدت سعادتها بالعراقيل التي قد تمنعني من السفر
وقالت لي :
" ربما بقاؤك هنا أفضل ... لأن الخير قد اقترب "
ابتسمت من كلماتها ... وتفاءلتُ
لكن شيئاً ما يبقى شاعراً بالجرح بداخلي
وفي كل الأحوال لا أقول إلا قدر الله وماشاء فعل
الحمد لله على كل حال
و في الختام أقول سامحي هذه الخربشة المزعجة في هذا الليل, و في الختام لك مني خالص دعوااااتي الدائمة لك يالغالية