عزيزتي..
أولاً كون العمر لا يظهر عليكِ فهذه نعمة دون شك ... ولكنها لا تلغي السنوات الكثيرة الفاصلة بينكِ وبين ذاك الشاب .. فنعم قد لا يبدو عليكِ كبر السن حالياً .. ولكن بعد بضع سنوات ستكونين أنتِ في الخمسين وسيكون هو لا يزال يخطو في منتصف العشرينات .. وبعدها ستكونين وصلتِ الستين وهو لا يزال يستمتع بمنتصف الثلاثينات.
اعذريني .. فرغم كل تلك التفاصيل التي ذكرتِها إلا أنني شخصياً لازلت أجد في نفسي رفضاً لقبول الفكرة.
الشاب عمره 18 سنة .. هل يدرك معنى وجود طفلة مريضة ومقعدة تحت مسؤوليته؟ .. هل هو مستعد بالفعل لتحمل هذه المسؤولية .. وهي بالتاكيد ليست مسؤولية هينة.
الأمر الآخر .. أخلاقه واستقامته أمران ضروريان وممتازان بالفعل .. ولكنه يا أختي غير ناضج عقلياً .. أو هكذا أزعم .. وعدم النضج يا عزيزتي لا يعني بالضرورة الطيش .. ولكنه بالتاكيد مرادف للتسرع وعدم بعد النظر .. وغالب ظني أن إصراره الحالي سيختلف تماماً عندما يكبر وينضج وتتبلور نظرته وتقييمه للأمور.
ثم .. لن ألتفت إلى عدم إكمال تعليمه .. ولكنه يا أختي لا يعمل .. فكيف له بتحمل مسؤولية بيت وزوجة وطفلة مريضة وأطفال آخرين في المستقبل؟
أدرك أن الظروف التي تعيشينها صعبة .. ولكن يا عزيزتي بالتأكيد هناك حلول كثيرة أكثر منطقية وتعقلاً من ارتباطكِ بهذا الصغير .. فلا تسمحي للمصاعب التي تعيشينها أن تعمي عينيكِ عن رؤية المستقبل.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.