التعدد أمر مباح ولكنه ليس بواجب
ولا يستطيع أحد حرمان الرجل من حقه بالزواج
كما لا يستطيع أحد الانكار على المرأة من حقها في التضايق من الأمر وحتى إن طلبت الطلاق
فربما وقع في قلبها كره زوجها وبذلك تفتن في دينها ولن تستطع إعطاءه حقوقه الكاملة ولن تكون ودوده بطبيعية الحال
من النساء من ترغب بالتعدد وتود بزوج له أخرى وقد صادفت أبكارا بهذا الفكر
ومن النساء ترضى كل الرضا وأخرى ترضى على مضض
ومنهم من لا تتحمل
وأم سلمة رضي الله عنها قالت من بين ما قالت عندما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم ينكر عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بل دعى لها أن يخفف الله عنها
عندما يكون هناك سبب واضح للزواج كزيادة الرغبة الجنسية أو العقم أو أي سبب فله الحق في البحث والزواج
أما عندما يكون الأمر مجرد تجديد وتشبب بحكم أن امرأته كبرت فيتزوج من هي بعمر ابنته
أو بسبب زيادة المال فهذا يجرح في النفس جرحا عميقا ولم تبقى المشاعر مثلما كانت
وهنا لا يصدق عاقل أن زواجه للتقليل من العنوسه
ففتاة 18 والعشرين ليست بعانس
والأمر ليس بهين فجاء في الآية الكريمة أنه بمجرد الاحساس بالخوف بعدم القدرة على العدل فالاكتفاء بواحده
ففي بداية الآية ربطت الاباحة بالزواج من أكثر من واحده إذا خاف أحدهم أن لا يقسط في اليتامى
فجاء في التفسير :
اقتباس:
وَقَوْله " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء مَثْنَى أَيْ إِذَا كَانَ تَحْت حِجْر أَحَدكُمْ يَتِيمَة وَخَافَ أَنْ لَا يُعْطِيهَا مَهْر مِثْلهَا فَلْيَعْدِلْ إِلَى مَا سِوَاهَا مِنْ النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ كَثِير وَلَمْ يُضَيِّق اللَّه عَلَيْهِ.
|
وانتهت الآية بـ " ذلك أدني ألا تعولوا " النساء : 3
وجاء في التفسير :
اقتباس:
قَالَ بَعْضهمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ لَا تَكْثُر عِيَالكُمْ قَالَهُ زَيْد بْن أَسْلَم وَسُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَالشَّافِعِيّ وَهُوَ مَأْخُوذ مِنْ قَوْله تَعَالَى " وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَة " أَيْ فَقْرًا "
وَالصَّحِيح قَوْل الْجُمْهُور " ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا " أَيْ لَا تَجُورُوا يُقَال عَالَ فِي الْحُكْم إِذَا قَسَطَ وَظَلَمَ وَجَارَ
|
أي أن التعدد ابتلاء وامتحان للرجل أكثر من كونه متعة وهذا ما يتصوره الكثير من الرجال
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يتزوج على خديجة رضي الله عنها على الرغم من أنه في الجاهلية كان لدى المرء ما يصل إلى 10 زوجات
وكذلك علي رضي الله عنه لم يتزوج على فاطمة رضي الله عليها
ومن تحجج بكون الرسول أخبره بأن هذا يضيمه كما يضيم ابنته بان من أراد التزوج بها كانت ابنة عدو الله
لماذا لم يتزوج غيرها في حياتها ؟
عثمان بن عفان رضي الله عنه أحب زوجته رقيه بنت رسول الله ولم يتزوج غيرها في حياتها
فالتعدد رغبة شخصية وليست واجبا
ومن يقول أنها سنة .. فتوجد سنن مؤكدة لم يواظبوا عليها
سمعت أحد الشيوخ الفاضلين يقول : إن لم يكن الزواج حلا أو علاجا لمشكلة فسيكون بحد ذاته مشكلة
فالتعدد من شرع الله وهو فعلا حل لمشاكل قد تعترض طريق المتزوج ولكنه الأمر اشترط فيه العدل
فليتزوج من يريد التعدد وليبقى من يريد على واحدة
ولترضى بتعدد زوجها من تريد ولتتطلق من تريد إن كرهت زوجها
التعديل الأخير تم بواسطة colors ; 18-03-2009 الساعة 12:45 PM