السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،.
بدايةً أود أن أبشركم بأن حملي ولله الحمد يسير بشكل جيد .. وأنا والنونو بخير .. فاللهم لا تحرمني ولا تحرمها هذه النعمة ومتعني ومتعها بالصحة والعافية والسلامة .... اللهم آمين.
وها نحن نقترب من موعد اللقاء إن شاء الله .. حيث بقي أقل من شهرين على الموعد المفترض للولادة بإذن الله ... فلا تنسوني من دعائكم.
في كل الأمور الحيوية والهامة وفي كل المراحل الانتقالية في حياة ابني سلطان أنا حريصة دائماً على مسألة التهيئة النفسية والاستعداد ... وهذا ما حدث مع أمر الحمل حيث حرصت على أن أهيئ سلطان لوجود النونو الجديدة .. وبدأت منذ مراحل حملي المبكرة في التحدث معه عنها .. ووضع بعض التصورات المستقبلية عندما تأتينا النونو مثل أين ستنام وماذا ستأكل وكيف ستلبس ... إلخ .... بل إنني اصطحبته معي إلى المستشفى حتى يرى معي النونو على الشاشة .. وإن ذهبت بدونه فإن أول ما أفعله بعد عودتي هو أن أريه الصورة التي تعطيني إياها الطبيبة بعد انتهاء الفحص الدوري.
ولا أخفيكم أن السبب الأكبر الذي يحركني في هذا الموضوع هو خوفي من مشكلة الغيرة وحرصي على أن تكون نفسية سلطان مستقرة وإيجابية حيال وجود أخته فيما بعد إن شاء الله.
وقد أبدى سلطان فديته تجاوباً كبيراً منذ البداية ـ ولله الحمد ـ مع فكرة حملي ووجود النونو ... وأصبح يترقب قدومها بلهفة لدرجة أنه في كل مرة أذهب فيها للمستشفى يسألني إن كنت ذاهبة لإحضار النونو
ولم يحدث أبداً ما أسمعه عن بعض الأطفال الذي يركلون بطون أمهاتهم الحوامل .. بل إنه منذ بداية الحمل حريص على سلامة بطني ألا يصيبه مكروه .. لدرجة أنه في أحد المرات ارتطم ببطني خطأ أثناء لعبه فسارع فديته للاعتذار وتقبيل بطني وسؤالي عما إذا كانت النونو زعلت وفيها (واوا) أم لا .. كما أنه بين الفينة والأخرى يضع يده على بطني ويمسح عليها ويقول لي (أقرأ على النونو) كما أقرأ عليه أنا المعوذات قبل نومه.
كما أنه يتحمس عندما نذهب لشراء تجهيزات النونو وملابسها .. ويظل يستعرض أغراضها بعد العودة إلى البيت وهو يردد (الله هذا حلو .. وهذا وايد حلو) .. حتى أنه أصر على مساعدتي في ترتيب ملابسها وحاجياتها في خزانتها.
وهو مستعد ومتجاوب مع فكرة مساعدتي في الاعتناء بالنونو من حيث إطعامها وتحميمها وتبديل ملابسها وحفاظها وغيرها من الأمور .. بل ويتشرط ويوزع المهام بيني وبينه منذ الآن
ورغم أنني أدرك أن عدم وجود النونو حالياً هو أمر مختلف عن وجودها فعلياً فيما بعد ... إلا أن هذه المواقف ومثلها الكثير تطمئنني إلى حد بعيد .. وتخفف الكثير من خوفي وقلقي من الغيرة التي يتحدث عنها الجميع ويتوقع حدوثها باعتبارها أمراً لا مفر منه .. بالإضافة إلى أن اعتمادي مبدأ التهيئة المسبقة لأي أمر يخص سلطان كان دائماً يأتي بثماره الإيجابية سواءً من حيث استيعاب سلطان لأي أمر أو تقبله له والتعامل معه بسلاسة ودون أية عراقيل كبيرة أو جوهرية.
إلا أنني في الحقيقة بدأت منذ فترة أواجه مشكلة .... وإليكم مثالين حدثا خلال الأسبوع الماضي فقط:
1. كنا مجتمعين حول مائدة الغداء .. وكان سلطان جالساً بجانبي ثم بدأ في ممارسة دلعه عليّ من خلال احتضاني وتقبيلي .. وهذه عادة في سلطان فديته .. فما كان من جده ـ هداه الله ـ إلا أن قال لسلطان: كلها شهرين وتأتي من ستأخذ مكانك وانت خلاص بيطيح سوقك!!!!
2. في صباح أحد الأيام توجهت إلى المطبخ أنا وسلطان لإعداد فطوره المدرسي .. وكانت جدته قد سبقتنا .. فدخل سلطان دون أن يسلم .. فسألته: لماذا لا تسلم عليّ .. فاختبأ سلطان خلفي ولم يجبها .. وبينما أنا أحاول إفهامه ضرورة إلقاء السلام على جدته إذا بها تقول: خلاص براحتك لا تسلم .. وإياك أن تأتي لغرفتي فيما بعد .. بس النونو باخليها تدخل عندي الغرفة واعطيها كاكاو وانت لا!!!!
طبعاً مثل هذه التعليقات بدأت منذ حوالي أربعة شهور .. ومن معظم أهل البيت .. وأنا في الحقيقة لا شك عندي على الإطلاق في أن جميع من في البيت يحبون ابني .. وأدرك أن المزح هو سيد الموقف عندما يلقون مثل هذه التعليقات وأنهم يتعاملون مع الموضوع من باب اللعب أحياناً وإغاظة سلطان أحياناً أخرى .. إلا أنني رغم ذلك طلبت من عماته وأعمامه أن يحرصوا على عدم إلقاء مثل هذه التعليقات أمامه على الإطلاق .. والحق أنهم استجابوا لطلبي وتوقفوا عن ذلك .... ولكن ما الحل مع الجدين الكبيرين اللذين رغم التلميح والتصريح إلا أنهما لا يزالان بين الحين والآخر يلقيان كلمة هنا وكلمة هناك من تلك النوعية من التعليقات؟!!!!
كما قلت سابقاً .. سلطان يبدي حماساً إيجابياً كبيراً أنا نفسي لم أتوقعه .. وينتظر وصول أخته بفارغ الصبر ... وأخشى أن تؤثر عليه تعليقات الجدين فيتحول حماسه إلى نفور!!!!