الأعضاء الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
أكتب لكم عن تجريتي الشخصية وأحب أن أنبه كما قال أستاذنا همام بأن الموضوع يختلف وفيه تفصيل، وما حصل معي ليس بالضرورة يناسب غيري فالذي بيني وبين زوجتي يختلف عن الآخر وزوجته وهكذا كما ان قوة الإرادة والتحمل والرغبة والحنان عندي يختلف عند غيري وهكذا أيضاً.
ولكن عن تجربة شخصية، فالحمد لله أني لازمت زوجتي منذ دخولها غرفة الولادة إلى أن خرج ابننا وبعد أن أعطوها المخدر وغابت عن الوعي تركتها وانضممت إلى والدتها ووالدتي في خارج غرفة الولادة ومع ذلك عندما فاقت من البنج ولم تجدني بدأت تصرخ تبحث عني. كان من تسهيل الله لنا أن المستشفى الذي ولدت فيه غرف الولادة منفصلة عن بعضها بحيث يقفل باب على كل زوجة. وبالنسبة لنا فلقد كانت فرصة جميلة ان أذكرها بالصبر والدعاء وقمنا بقراءة الأذكار سوياً وقراءة آيات وأدعية تسهيل الولادة كذلك. وعندما كان يأتيها الطلق كنت أضع كمامة الأكسجين عليها وأظن أنها كانت تحتوي على مسكن أو مخدر خفيف لأنها كانت تفقد وعيها قليلاً ومع الوقت فقدت شعور وأصبحت تتكلم من غير وعي ولقد كانت أوقات بالنسبة لي شديدة ولكن بحمد الله وبفضله كنت متماسك وأحسست بطمأنينة ورجمة لزوجتي العزيزة. وظللت معها حتى حين الولادة وكنت عند رأسها وابتعد قليلاً وقت الدفع عندما تتألم وأرجع إليها وأمسح على رأسها وهكذا.
وفي الحقيقة أن الطبيبة كانت من جهة الرجلين ولكن عند رؤيتها وهي تحمل ابننا بعد خروجه جاءني شعور لا أعرف حتى الآن وصفه لدرجة أن الطبيبة قالت لي اترك يد زوجتك واذهب لتنظر لإبنك حيث أخذته الممرضة إلى مكان معد لتنظيفه فقلت لا ليس الآن ولكن بعد أن ذهبت أعطوا زوجتي المخدر ذهبت إليه وصدقوني لم أتمالك دمعتي عندما سمعت أول صرخة له رغم ما كان يفعل به من قبل الممرضات. وأخذته بعد أن أنهوا عملهن وأذنت في أذنه اليمنى وأقمت في اليسرى. وتركت غرفة الولادة في الحقيقة بمشاعر جديدة علّي تماماً.
في الحقيقة أني مسرور بهذه التجربة ولكني لا أعرف هل سأكررها أم لا؟ ... ولكني أرجو أن أكررها بإذن الله والله الموفق.
بارك الله في الجميع. وأعود واٌول بأن ما حدث معي ومع زوجتي لا يحدث مع غيرنا.
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ