منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اليوم رسمياً اكتشفت ان زوجتي تخونني
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2009, 01:14 PM
  #24
gawlp
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية gawlp
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 3,942
gawlp غير متصل  
الســؤال
هل من الممكن أن تُسقط الحامل أحد الأجنة التوأم وتحتفظ بالآخر - إن أرادت ذلك - على يد طبيب، علما بأنها في شهرها الأول؟

الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا يخفى عليك أن من أعظم النعم التي منَّ الله تعالى بها على خلقه هي نعمة الذرية، فالذرية جعلها الله تعالى هبةً ومنحةً منه، وجعل سببها متعة اللقاء بين الزوجين، لينشأ من هذا اللقاء خلقاً كاملاً ينمو برعاية الله وبحفظه، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.

ولهذا المعنى العظيم كان أغلب تعبير القرآن عن هذه النعمة بلفظ الهبة، فالذرية هبة خالصة من الله تعالى، كما قال جل وعلا: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، وقال تعالى: {فوهبنا له إسحاق ويعقوب}، وقال تعالى على لسان زكريا: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}، وغيرها كثير في التنزيل الحكيم.

والمقصود أن هذه النعمة العظيمة يجب أن تُقابل بالشكر والحمد، والإقرار بالعجز عن الثناء على الله تعالى، لا سيما وقد حَرَم الله كثيراً من الخلق هذه النعمة، فيودون لو بذلوا الغالي والرخيص ليظفروا بولدٍ يملأ عليهم حياتهم، ويجدد السعادة في قلوبهم، فإذا علم هذا كان الصواب هو عدم البحث عن كيفية إسقاط الجنين، بل الصواب هو البحث عن سبل رعايته وطرق حفظه والقيام عليه، سواء كان ذكرا أم أنثى، فرداً أم توأماً، وهذا هو الظن بك وبأمثالك من المسلمين، لأن إسقاط الحمل لا يجوز إلا إذا كانت هنالك ضرورة تبيحه، كأن يكون الحمل خطراً على حياة الأم، أو يجلب لها ضرراً محققاً كإتلاف بعض حواسها.

وأما إسقاطه بدون عذرٍ مبيح فالصواب القطع بتحريمه، لأن الله جعل من الإفساد في الأرض إهلاك الذرية، كما قال تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.

فنوصيكم بالشكر على نعمة الذرية، وبأن تستبشروا بهذا المولود وأخيه، والله يوفقكم وييسر أمركم ويحفظكم من كل سوء.

وبالله التوفيق.

المصدر .. http://www.islamweb.net/ver2/istisha....php?id=262625

__________________