*القصة الثانية*
..يوم مع بابا..
تأليف الأستاذة: ريهام محمد فريد.
استيقظ والد أيمن كعادته في الصباح الباكر وخرج قبل أن يستيقظ أولاده الخمسة ليذهب إلى عمله مبكراً في أحد الفنادق الكبرى حيث يعمل عاملاً للنظافة.
قام أيمن من نومه فلم يجد والده فسأل أمه: لماذا يا أمي دائما يخرج أبي مبكراً ونحن نائمون ويعود في الليل؟ أنا أفتقده كثيرا وأتمنى أن يكون موجوداً حينما استيقظ فأراه قبل أن يخرج.
قالت الأم: أنت تعرف يا أيمن أن والدك يعمل بجد كي يوفر لنا المأكل والمشرب، وظروف عمله تقتضي أن يخرج كل يوم في الصباح الباكر.
قال أيمن: أتمنى أن أقضي مع والدي وقتا أطول فأنا تقريبا لا أراه إلا في يوم الإجازة.. عندما يعود اليوم سوف أخبره بهذا..
* * *
عاد والد أيمن في تلك الليلة وهو مرهق بعد يوم عمل شاق، فوجد أيمن ساهراً في استقباله بينما نام بقية أخوته..
قابل الأب ابنه بابتسامة حانية، وقبله ثم سأله: ما الذي يبقيك ساهرا هكذا يا أيمن؟
رد أيمن: يا أبي إني أفتقدك كثيراً وأريد أن أقضي معك وقتا أطول..
قال الأب: وأنا أيضاً يا ابني الحبيب أفتقدك أنت وأخوتك كثيراً وأتمنى قضاء كل الوقت معكم ولكن أنت علم ظروف عملي هي التي تمنعني..
قال أيمن: أبي أريد أن أرى عملك، ما رأيك أن تصحبني معك في يوم وأقضيه كله معك في العمل.
فكر الأب قليلا ثم قال: لا أعرف يا أيمن إذا كان هذا ممكنا أم لا، سأحاول تدبير هذا الأمر ثم سأخبرك بإذن الله.
جلس أيمن مع والده بعض الوقت وحينما دخل إلى فراشه في تلك الليلة بات يحلم باليوم الذي سيتمكن فيه أن يرى عمل والده ويقضي اليوم كله معه..
* * *
استأذن والد أيمن مديره في أن يصحب ابنه معه في أحد الأيام ثم عاد إلى ابنه وزف إليه الخبر السعيد والذي فرح به أيمن كثيراً لدرجة أنه لم ينم تلك الليلة كلها وهو في انتظار الصباح ليذهب مع والده..
وفي الصباح خرج أيمن مع والده واتجها إلى مقر عمل الأب وما أن وصلا حتى فوجئ أيمن بمنظر مبنى الفندق الفاخر من الخارج، فقال لوالده: ما هذا يا أبي، إن حجم هذا المبنى أكبر من حجم عمارتنا مع العمارات المجاورة.
ابتسم الأب وأخذ ابنه ودخل إلى الفندق حيث مكان عمله، وكلما مر أيمن بمكان داخل الفندق كلما ازدادت دهشته وإعجابه بكل ما يرى، فقد كان كل شئ يراه مختلفا تماما عما اعتاده في حياته..
دخل الأب إلى أحد الغرف حيث كان عليه أن يبدل ملابسه بملابس العمل ثم أخذ أيمن واتجه لأحد غرف الفندق ليبدأ في تنظيفها، وما أن دخل الغرفة حتى أطلق أيمن صيحة إعجاب يملؤها الدهشة وقال: "أبي أنا لا أصدق هذا، هذه الغرفة أكبر من منزلنا، هل هناك ناس فعلا يعيشون في مثل هذه الغرفة؟"
ضحك الأب وقال: "بالطبع يا أيمن"
نظر أيمن من نافذة الغرفة فرأى حمام السباحة بالأسفل ووجد بعض الناس يسبحون به والبعض الآخر يجلسون أمامه يشربون العصائر المختلفة ويستمتعون بوقتهم.
قال أيمن: "ما أجمل هذه الحياة يا أبي، ليت كان لدينا مال كثير فنعيش هكذا"
لم يرد الأب وإنما أخذ يفكر فيما قاله أيمن..
* * *
وللقصة بقية..