هي العانس في هذه الدنيا !
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اضغط على زر التشغيل وانتظر لحظات لتشغيل الملف واستمع للأنشودة أولاً :
::
احتضنتها وقبّلتها بين عينيها وهي ترى نظرات البراءة فيها ..
أخذت تتمتم : أحبك ياصغيرتي .. أحبك كثيراً .. .. كثيراً بحجم السماء ..
وبعدد قطرات المطر .. أحبك يا أنوار .. أنتِ حياتي وأنتِ نور قلبي ..
وأنت الدنيا كلها يا أنوار السعادة ..
ربما اعتادت هذه الطفلة على كلماتها ولكنها تصغي إليها بهدوء هذه المرة !
ربما في جعبتها شيء تخفيه وبذكاءها المعهود تنتظر حتى حين اللحظة المناسبة
لا جديد .. لقد ملّت سيل الثناء كل يوم .. !!
طفلة ذكية تحب المغامرة والسؤال ومعرفة كل جديد ..
حينها تسألت بكل براءة : عمتي سارة .. وين أولادك إنتِ ؟
تنهدت بحرارة وفوق رأسها ألف علامة تعجبّ !!!!
ثم رتبت على كتفها وهي تبتسم والحزن غطى ملامحها :
أطفالي سوف يأتون قريباً .. أممم قريباً إن شاء الله ..
حاولت أن تضمدّ الجراح مرة أخرى :
أتعرفين يا أنوار طفلتي سوف تكون أجمل منكِ ..
وعندما تأتي سوف أشتري لها فستان أفضل من كل فساتينك !!
ابتسمت الطفلة غير آبهة , ولكن مازال في عينها تساؤلات كثيرة !!
عمتي سارة بس إنتِ عجوزة شلون يصير عندك أولاد صغار ؟؟
ماما قالت لي العجوزة هي اللي وجهها زي وجه جدتي فيه خطوط كثيييييرة !!
أممم وإنتِ وجهك فيه خطوط كثيرة ..
وبعد العجوزة مايصير عندها أولاد صغار يصير عندها أولاد كبااااار قدّ بابا !!
وين أولادك الكبار ؟
تساؤلاتها كانت بمثابة صفعات مؤلمة !!
كلماتها كما حجارة تلقى عليها ..
وكأنها تسمع حكم إعدام سعادتها من أنوار السعادة كما تسميها !!
تدحرجت دمعة على خدها وهي تقاوم دموعها ..
وبعد سمفونية صمت حزين !!
نظرت إليها وهي تهزّ رأسها :
طفلتي العزيزة أخبريهم أن أولادي سافروا إلى مكان بعيد .. .. .
مكان بعيد جداً .. ولا أظنهم يعودون أبداً !!
أخبريهم أني أمهّم العانس وسأظل أنتظرهم دائماً
أنا أسيرة في قبضة أحزاني ..
هذه طبيعة الحياة .. بعض الناس تتصدر الوجود ..
وبعضهم في الزوايا .. والبعض الآخر في كهوفٍ منسية ..
.
.
بقلم .. | الملكة |
التعديل الأخير تم بواسطة أطيـــــــاف ; 24-06-2009 الساعة 12:30 PM
السبب: تفرض قوانين المنتدى كتابة العناوين بالفصحى , وفقكِ الله