أخي صدق العطا ..
اصبت في أمور وأخطأت في أمور أخرى .. وهو سبب الوضع الذي تعيش فيه
ولحسن الحظ أنه مازال هناك وقت كافي لاصلاح الخلل
اصبت ..لأن رجل مثل تفكيرك وأخلاقك هو حلم كل فتاة .. كل فتاة تتمنى وتحلم أن ترتبط برجل يعرف
إحتياجاتها من غير أن تتكلم .. يتحسس مشاعرها من غير أن تطلب .. يغدق عليها الحب والحنان
يعاملها بكرم أخلاق ... كما هو حلم كل رجل عندما يرتبط بفتاة .. يتمنى أن تسعده بكل تفاصيل
السعادة ولا اريد التفصيل هنا فأنت أدرى بأمنياتك
وأخطأت عندما نظرت للأمور بعين واحدة .. للأسف كانت نظرتك قاصرة
أعطيت بلاحدود لمن لم تقدر قيمة العطاء
تعاملت بنضج مع من لا نضج فيها
أخطأت عندما أعتقدت أن زوجتك تفكر مثلك وتعمل في الخفاء لاسعادك بدون مقابل
أخطأت عندما جهلت بطبيعة النفس البشرية
لا اريد الخوض كثيراً في هذا الأمر .. لأنني سأصبح ممله
بدايتاً أقول أن وجهة نظرك صحيحة إلى حد كبير .. بمعنى أنك لو تعاملت مع زوجتك كما يتعامل أخيك
مثلاً مع زوجته لكانت حياتك تشبه حياته الآن .. والعكس صحيح لو تعامل أخيك مع زوجته مثلك
لأصبحت زوجته كزوجتك وحياته كحياتك
هل تعرف لماذا ؟؟
لأن الغالبية الكبيرة من الناس لا يحركهم الحب ولا الأخلاق ولا حتى الاحساس بالواجب
ما يحركهم شيء آخر ..
هل تعرف ماهو ؟
هو ( الخوف )
ولكن هل معنى هذا أنك مخطئ كلياً .. في تفكيرك وفي تصرفك ؟؟
بالطبع لا ..
لكن كيف السبيل للوصول للغاية
هل تصبح جاف وجلف الطباع .. قاسي الأخلاق ..
كلا .. لأنه اولاً يتنافي مع الخلق الأسلامي الرفيع
ويتنافى مع الوصايا النبوية ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )
ولأنه ثانياً يتنافى مع طبيعتك ومع حلمك وأمنيتك .. أنت تريد زوجة تمنحك بحب وتعمل لأجلك تشعر
بالواجب
لا أن تقدم لك كل شي بدافع الخوف .. تريد زوجة مثلك تفكر وتعمل لأجلك كما تفعل أنت
ولكن هل فكرت يوماً أنه ربما يساء تقدير عطاءك لأسباب كثيرة وأهمها عدم نضج الطرف الآخر
سأختصر .. سأختصر ..الحل بسيط جداً
ولأقرب لك قصدي ساضرب مثال صغير
عندما يكون لديك طفل صغير .. وطفلك أنت مطالب بتربيته تربيه صالحة ليصبح انسان ناضج ونافع
للمجتمع ..
لنفترض أنك طلبت من طفلك أن يقوم بعمل واجباته .. ثم عدت إليه ووجته لم يقم به
ماذا تفعل ؟؟ بالطبع ستعاقبه
فهل هذا خطأ .. وهل إذا عاقبته أنت تكرهه
كلا .. قد نختلف في اسلوب العقاب لكن يبقى مبدأ العقاب ثابت ولا يمكن أن نختلف عليه
أنه اسلوب لتقويم المخطأ
إن اسلوب الثواب والعقاب .. اسلوب تربوي وقرأني ثابت الفعالية
كان يجب عليك قبل أن تفتح صندوقك بالكامل أن تتوقع أن زوجتك غير ناضجة وأنها ربما تفسر عطاءك ضعف
وخاصة عندما تكون الزوجة صغيرة السن .. فغالباً ادراكها صغير ايضاً ولا تقد قيمة العطاء
هي كالطفل عندما تتساهل معه كثيراً فسيعتقد أن الأمور ستجري كما يريد وأنك لا تملك القدرة على
المحاسبة
عاملها بلطف واهديها عندما تمنحك وتقوم بواجباتك ولكن عندما تتصرف بطريقة غير مسؤولة
نبهها بهدوء اولاً وثانياً وثالثاً فإذا لم ينفع معها استخدم الشدة
اعطها قانونك الخاص أنك انسان طيب وخلوق ومحب وتعطي بلا حدود ولكنك في ذات الوقت
لن تسكت عن التجاوزات التي تخل من وضع الاسرة أو تهدد الاستقرار
لا تعطي كثيراً قبل أن تتأكد
عندما تقصر زوجتك في شيء أخبراً بذلك
عندما تشعر بالحاجة لشي معين سواء كان جسدياً أو عاطفياً نبهها فربما مع مشاغل الحياة لم تنتبه
وربما البيئة والتربية أغفلتها عن ذلك وربما لا تملك ذكاء عاطفي .. نبهها عن احتياجاتك
فربما لا تحتاج إلا للتنبيه حتى تفتح صندوقها المقفل
عندما تخطئ زوجتك يجب عليك تنبيهها وتقوينها وهو لا يتنافى مع الاسلوب العصري ولا يتنافى مع الحب
كان يجب عليك بعد زواجك أن تتحسس طباع زوجتك وكيف تتصرف مع الأمور
كان يجب عليك أن لا تتساهل مع قلة الاحترام .. ولن اقول الحب لأن الحب يحتاج فقط إلى ايقاظ
فإذا كان موجوداً في القلب فسيظهر وإن لم يكن موجوداً فلن تراه مهما فعلت
الحياة تقوم على الشد والجذب .. على الثواب والعقاب .. على الشدة واللين .. على الواجبات والحقوق
فإذا تعاملت بهذه الوسطية مع زوجتك ومع العشرة ومرور الزمن فستعمل لأجلك بدافع الحب وبدافع
الاحساس بالواجب
أرى أنني اطلت كثيراً .. استميحك عذراً
أنا تكلمت بشكل عام لأنك لم تفصل مشكلتك فما فهمته أن زوجتك لا تحترمك ولا تمنحك الحب
الذي توقعته
__________________
..كالاطفال نحلم إننا ننام على سحاابة بيضاء يعطرناا المطر ..