منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - *علمتني الأحاديث النبوية* سلسلة رائعة من المواقف التربوية للأطفال..
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2004, 12:57 PM
  #19
mema
مراقبة سابقة
 الصورة الرمزية mema
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 4,710
mema غير متصل  
*القصة الرابعة*

..جزاء الأنانية..
تأليف الأستاذة: ريهام محمد فريد.

جاء يوم الجمعة المنتظر والذي كان من المتفق فيه أن تذهب أسرة الأستاذ مصطفى والمكونة منه هو وزوجته وطفله وليد لقضاء يوم مع الأستاذ محمود وزوجته وابنه علاء في منزلهم المطل على البحر.

وصل الأستاذ مصطفى وأسرته ليجدوا الأستاذ محمود في استقبالهم. رحب الأستاذ محمود بالأسرة ونادى على زوجته لترحب بضيفتها، زوجة الأستاذ مصطفى، وجاء علاء وسلم على وليد ودعاه للدخول للعب معه على الشاطئ أمام المنزل.

خرج وليد مع علاء إلى الشاطئ وأمضيا وقتا لطيفا في اللعب على الرمال إلى أن ناداهما والديهما للذهاب إلى المسجد من أجل صلاة الجمعة.
* * *

وصل الأستاذ محمود والأستاذ مصطفى إلى المسجد مع علاء ووليد، وبالرغم من أنهم قد وصلوا قبل ميعاد الصلاة إلا أنهم وجدوا المسجد ممتلئ بالمصلين ولا يوجد مكان للصلاة إلا خارج المسجد فبحثوا عن مكان به ظل فلم يجدوا سوى مكان صغير تظلله شجرة متشابكة الأغصان. وعندما استقروا أسفل الشجرة، وجد وليد أن الشجرة لا تظلله تماما وأن هناك جزء منه معرض لأشعة الشمس ونظر فوجد أن علاء بعيد عن أشعة الشمس تماما، ففكر وقال في نفسه: "أنا لا أريد أن أقف في الشمس، يجب أن أجد طريقة لأقف مكان علاء في الظل وليقف هو في الشمس"

وبينما هو يفكر في وسيلة ليأخذ مكان علاء، نظر علاء فوجد وليد وقد أصابه بعض من أشعة الشمس بينما يجلس هو في الظل فقال لوليد: "وليد، صديقي العزيز، لا تقف في الشمس، فلتأتي مكاني هنا فكله ظل وسأقف أنا مكانك"

ابتسم وليد وفرح أن علاء قد حل المشكلة من نفسه وذهب إلى الظل تاركاً علاء مكانه في الشمس.

بدأت خطبة الجمعة ومع بدايتها هبت نسائم هواء لطيفة، خففت من حرارة الجو والشمس، وجعلت الشجرة تتمايل مما جعل أغصانها تظلل مكان علاء فلم يشعر بأشعة الشمس طوال وقت الصلاة.

ولكن أثناء الصلاة شعر وليد بأشياء تتساقط عليه من الشجرة ولكنه لم يستطع أن يتبين ما هذه الأشياء ولم يستطع أن يتحرك لتفاديها لأنه كان في وسط الصلاة.

وعندما انتهت الصلاة نظر فوجد بعض فضلات الطيور تغطي ملابسه وأكتشف أن هناك عشاً للطيور فوق المكان الذي يقف فيه على الشجرة، ويبدو أنه عندما هبت نسائم الهواء فإنها حركت الشجرة مما أسقط تلك الفضلات عليه.

شعر وليد بالحزن لأن ملابسه قد اتسخت بهذا الشكل ولكن علاء قال له: "لا تحزن يا وليد، عندما نعود للمنزل يمكنك أن تحصل على ملابسي الجديدة التي اشتراها لي والدي بالأمس"

فتعجب وليد وقال له: "ولكنك لم ترتديها من قبل فكيف ستسمح لي بارتدائها قبلك؟"

رد علاء مبتسما: "وليد، أنت صديقي وأنا احبك، وعندما ترتدي هذه الملابس، أكون كأنني أنا الذي ارتديتها وسأكون سعيداً بهذا"

تعجب وليد من هذا المنطق ولكنه لم يشغل باله بالتفكير في هذا الأمر فكل ما كان يهمه أنه سيرتدي ملابس جديدة بدلاً من تلك التي أتلفتها فضلات الطيور.
* * *

عاد الجميع إلى المنزل وأبدل وليد ملابسه بملابس علاء الجديدة وذهبا لاستكمال لعبهما على شاطئ البحر إلى أن حان ميعاد الغذاء والتفت العائلتين حول مائدة الطعام الشهية التي قامت بإعدادها أم علاء.

وبعد الانتهاء من الطعام، قامت أم علاء بتقديم الفاكهة وأخذ الجميع منها ما عدا وليد وعلاء.

نظر وليد إلى طبق الفاكهة، فوجد المتبقي به تفاحة كبيرة وثمرة جوافة خضراء اللون وثمرة مشمش صغيرة، ففكر في نفسه وقال: "ثمرة الجوافة هذه لونها أخضر فأكيد لن يكون طعمها حلو، أما ثمرة المشمش هذه فصغيرة جدا، سآخذ تلك التفاحة بالتأكيد لأنها كبيرة وليأخذ علاء الجوافة أو المشمش"

أخذ وليد التفاحة وأخذ علاء ثمرة المشمش وأكل منها فوجدها حلوة المذاق.

أما وليد فقد أخذ قضمة من تفاحته ثم فوجئ الجميع به يصرخ ويلقي تفاحته في الهواء لتسقط على الأرض وسط دهشة الجميع من هذا التصرف.

أشار وليد بيده إلى التفاحة وقال: "وجدت دودة داخل التفاحة"

نظر الجميع فوجدوا بالفعل دودة صغيرة تزحف خارجة من التفاحة.

وجد علاء قطعة معه متبقية من ثمرة المشمش الصغيرة فأعطاها لوليد وقال له: "تفضل يا وليد هذه الثمرة حلوة المذاق وستعجبك بإذن الله"

فقال وليد: "ولكن هذه الثمرة أصلا صغيرة فكيف ستعطيني منها؟"

رد علاء: "يا وليد، عندما تأكل منها أشعر وكأنني أنا الذي أكلت تماما"

لم يفهم وليد ماذا يعني علاء ولكنه لم يتوقف كثيراً عند هذا الكلام وأخذ المشمش من علاء وأكله.
* * *
وللقصة بقية..
__________________
..في قلوبنا للأبد..