إذا نظرنا إلى معاجم اللغة العربية سنجد أن
كلمة عانس تطلق على ( الرجل والمرأة ) على حد سواء
فالمرأة عانس اي طال مكثها في بيت أهلها بعد إدراكها ولم تتزوج فهي عانس
والرجل عانس أي أسن ( كبر سنه ) ولم يتزوج فهو عانس
اي أن كلمة عانس تعني ( المتأخر في الزواج )
وليس لهذه الكلمة اي دلالة أن الفتاة غير مرغوبة أو غير صالحة للزواج أو بها عيب
أنما هي متأخرة في الزواج لا أسباب خارجة عن إرادتها غالباً
لأنه قد تتزوج فتيات صغيرات لكنهن غير صالحات للزواج ..
فهل سننظر إلى هذه الغير صالحة بعين الاعجاب والرضى لأنها لم تتأخر
وتلك التي لم تسمح ظروفها أن يتقدم لها شخص كفى وربما يكون ابتلاء من الله
ننظر إليها باحتقار أو شفقة أو نقول لها غير مرغوبة وأنها ذبلت ولم يعد لها اي قيمة
واسباب التأخر في الزواج كثيرة حسب ظروف كل فتاة
فهناك فتيات لا يتقدم لهن الكفئ في صغر سنهن فتتأخر في الزواج _ فهل يفترض ان تقبل بأي كان حتى
لا يقال ( عانس ) أم تتبع المنهج ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
وهناك فتياة يرفض الأباء تزويجهن لأسباب معينة فتتأخر في الزواج
وهناك من لا ترغب في الزواج لأسباب خاصة بها فتبقى بدون زواج
والرجل كذلك قد يكون عانس ويتأخر في الزواج
أما أنه لم يجد الفتاة التي يريدها فيتأخر
أو أنه يمر بظروف صحية أو مالية تعيقه عن الزواج فيتأخر
أو قد لا يرغب بتاتاً في الزواج فيبقى هكذا
أما بالنسبة للسن التي يطلق على المرأة عانس وبما أننا أتفقنا أنها تعني ( المتأخرة في الزواج )
فهذا يرجع إلى المجتمع والمرحلة التاريخية التي نعيش فيها
فالسن الذي كانت تطلق عليه المرأة عانس في قديم الزمان .. يختلف عن عصرنا هذا
أما بالنسبة لصلاحية المرأة في الزواج ومدى قدرتها على إسعاد الزوج فتحدده هي حسب شخصيتها
واستعدادها .. فقد يسعد الرجل مع فتاة في مثل سنه .. وقد يشقى أخر مع من هي اصغر
منه بكثير ... وقد يحث العكس
لا يوجد قانون محدد .. نحن من نجلب السعادة أو الشقاء لأنفسنا بتفكيرنا الذي قد نحصره
في دائرة مادية ضيقة .. وبهذا نحن نضيق على انفسنا أسباب السعادة ونعيش في دائرة
الشقاء .. ثم نجري لنبحث عن الحلول ونحن لا نعلم أن ما نحن فيه سببه تفكيرنا الضيق
__________________
..كالاطفال نحلم إننا ننام على سحاابة بيضاء يعطرناا المطر ..