السلام عليكم

مرحبا باريسا ... أشكرك لجهدك ومتابعتك

وخانك تخمينك في بعض ماقلتِ وهو ذكرك ودعائك لوالديّ بأن يسامحهما الله لأنها لم يعوداني على المسؤلية وكنت مدللاً لديهم ... وسأخبرك الحقيقة :


أنا الإبن الأكبر لهما ورزقهما الله بـعدي بـ ثمانية أطفال ما شاء الله فبالله عليكِ كيف أكون مدللاً ؟

على العكس كنت متحملاً المسؤلية منذ صغري وأذكر أنني منذ كنت في الصف الأول المتوسط وأنا أسافر بأبي لكي نجد لقمة عيشنا من منطقه لأخرى .. وفي الثانوي كنت أجوب مناطق المملكه لأبيع الحبحب أو التمر أو البرسيم لكي أساعد والديّ ... لم أخضع لمن يقول الشغل عيب أو لماذا تبسط في الأزقة وتحت الكباري .. لقمة عيش حلال ومن تعبي أفضل من ملايين تأتي بطرق ملتوية .. أو بقاء في جوع .

ومثال آخر على عدم تدليل والديّ لي .. وعدم تحملي المسؤلية ... لقد تغربت خمس سنوات أدرس الجامعة في منطقة تبعد عن أهلي 1000 كم ... عايشتها بحلوها ومرها وإن كان مرها أشد ... وكان لي أيضاً أصدقاء أسافر معهم لبعض أرجاء المملكة أو لدول الخليج المجاورة نرفه عن أنفسنا بالطرق الشرعية لايذهب تفكير كل من يقرأني بعيداً ... أنا أقدم أدلة تثبت أنني لم أكن ولم أحظى بالتدليع منذ أبصرت عيني النور .

أيضاً إخوتي الصغار لأن أبي كبير في السن أنا من يلاعبهم ويأخذهم للحدائق والمنتزهات وأيضا أذاكر لهم دروسهم ... وأذهب لمدراسهم لكي أستفسر عن مستوياتهم ... ووقفت على بناء بيت والدي سنتين من الزمان ليل نهار .

وأزيدك ... جربت التجارة هنا وهناك وكلها لم يكتب الله لها النجاح دون مساعدة من والدي أو أي أحد .

ربما يكون صابني بعض الرخو والكسل والتحطيم الآن ... ولكنني لم أكن مدللاً يوماً ما ... ورغم ذلك حبي لوالديّ ليس مشروطاً بتدليلي بل والله إن والدي من شدتة كان يضع ركبته على رقبتي ويضربني حتى أكاد أفارق الحياة ... حرم الله تلك اليدين والقدمين على النار وألبسها لباس الصحة والعافية ... بل هو نابع من محبة الإبن لوالديه .. للفطرة التي خلق الله الإنسان عليها .

نهاية حديثك عن أنني قد اموت ولا يدري عني أحد .. هذا جل ما أريده لا أريد لأحد أن يذكرني سوى والديّ وأهلي فقط .. لا بالخير ولا بالشر .. لا حياة ولا موت .

شكراً لجهدك أختي وأثابك الله على نصائحك التي وجدت قلباً أتمنى أن يعيها ويطبقها .

والسلام عليكم