منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - بهذا تصنع حياتك
الموضوع
:
بهذا تصنع حياتك
عرض مشاركة واحدة
05-10-2009, 09:59 PM
#
1
همس الأصيل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 792
بهذا تصنع حياتك
هناك حقيقة تقول: “يبقى الشيء ساكنًا حتى تفكّر فيه.. فيتحرّك باتجاهك”. وهي تؤكّد لنا أن حياتنا
هي نتيجة لما نفكّر ونعتقد ونؤمن بحدوثه. فحينما تعرف كيف يفكّر المرء؛ يصبح من السهل أن تعرف كيف
هو وكيف هي حياته. فأفكارنا تساهم في تشكيل حياتنا وتجسيد أحلامنا وطموحاتنا، فكلّما كانت
أفكارنا إيجابية، وتفاؤلنا كبيرًا.. جاءت الأحداث -بإذن الله- مشابهة لما اعتقدناه وفكّرنا فيه. وفي ذلك قال
الحبيب صلّى الله عليه وسلّم: تفاءلوا بالخير تجدوه. كذلك نجد بين أوامر رسول الله صلى الله عليه
وسلّم نهيًا عن التشاؤم.
لذا فإنه عندما نؤمن بالفوز والنجاح والسعادة نجد أن الظروف من حولنا تساعدنا على تحقيق ذلك -بإذن
الله- وقد يسمّي البعض نجاح الآخرين حظًّا باسمًا؛ بينما لا يوجد شيء اسمه حظ سعيد وآخر تعيس.
ولكن يوجد تفكير مشرق وآخر عبوس.. والحياة من حولنا تؤكّد ذلك. فإذا ما تأمّلنا العديد من الأحداث
التي تمرّ بحياتنا نجد أن المشاكل والمصائب حينما تحدث، فإنها أحيانًا تأتي متعاقبة وكأنها حبات عقد
انفرطت. وهذا غالبًا ما يحدث لأن الشخص حينما تنزل به مصيبة أو تحلّ عليه مشكلة فإنه ينغمس في
التفكير فيها ولا يستطيع أن يأخذ تفكيره وتركيزه بعيدًا عن عالم الهم والغم والبكاء على ما فات.. الأمر
الذي يجعل الأحزان والمشاكل والمصائب الأخرى تتحمّس للانطلاق نحوه، والاستقرار لديه؛ لأن لديه تربة
خصبة، ومغناطيسًا جاذبًا لها؛ بل إننا نجد البعض يصاحبون من هم أمثالهم من المتشائمين والعابسين
والذين لا عمل لهم في الحياة سوى الوقوف على أطلال كل همٍّ وغم وحزن مرّ بهم والبكاء عليه
والتحسّر على ما ضاع فيه، فكيف يمكنهم بعد ذلك أن يروا من الحياة جانبًا مشرقًا، أو وجهًا باسمًا؟
بينما نجد الشخص الذي يتفاءل، ويفكّر بطريقة مشرقة، راسمًا لنفسه خريطة النجاح والفوز، متغذّيًا
بالأمل والثقة بالله وحسن الظن؛ تجده يقف مجدّدًا بعد كلّ كبوة، وينجح مرّة بعد أخرى مهما تعاقبت
عليه الصعاب ونغّصت عليه حياته العقبات. حامدًا الله في السرّاء والضرّاء. وتجده ينجذب إلى صحبة من
هم مثله، ويسخّر الله له من يدعمه ويشد من أزره. وذلك لأن تفكير المرء وتصوّره للحياة يحرّك نحوه كل
ما يناسب هذا التصوّر والتفكير.
وفي عصرنا اليوم، تجد الناس وقد ارتدت قناع العبوس، وألفت الحديث عن المشاكل والحروب والفقر
والمجاعات، ولم تعد ترى النعم بسبب نظرها الدائم للنقم. وإذا ما قلت لهم: تفاءلوا.. قالوا لك: أي تفاؤل
هذا الذي تدعو إليه والحياة من حولنا موج عاتٍ يضرب سفينتنا دون رحمة، والأمل في النجاة ضعيف،
وينسون قول المولى جلّ شأنه في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله وإن ظن
شرًّا فله.. إذ بيّن جل شأنه أنه عند ظن عبده به، أي أنه يعامله على حسب ظنه به، ويفعل به ما
يتوقّعه منه من خير أو شر. فعندما يكون حسن الظن بالله، حسن الرجاء فيما عنده، فإن الله لا يخيب
أمله ولا يضيع عمله. فإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويغفر ذنبه، وإذا دعاه ظن أن الله
سيجيب دعاءه، وإذا عمل صالحًا ظن أن الله قابل عمله مجازيه أحسن الجزاء. ومن هنا كانت أفكارنا
ومعتقداتنا سببًا في رسم ملامح حياتنا. فهناك من يرى المحن محنًا.. وهناك من يراها منحًا. وكم من
سعادة نسجت بأفكار بسيطة ملؤها التفاؤل والأمل والثقة فيما عند الله. وكم من قصور هُدمت وأسر
تفكّكت وحياة ضاعت بسبب أفكار سلبية زُرعت.. فلم تثمر سوى شؤم وسوء وتعس!!
يحزنني حال الذين لا يرون من الحياة سوى البكاء والحسرة والمرض.. رافعين شعار (طريقك مسدود
مسدود) فتضيع حياتهم بين أفكار سلبية وأوهام وهواجس..!!
إن السعادة لا تأتي من الخارج؛ بل هي تنبع من الداخل. وأن من يزرع فكرًا فاسدًا لن يجني سوى ثمر
فاسد. وأن لا أحد يستطيع أن يؤثّر في حياتنا قدر تأثير أفكارنا ومعتقداتنا فيها.
النصيحة للجميع وخاصة المنطلقات عشان تتفائل وتخاصم التشائم
منقول
__________________
لو لم تكن الحياة صعبة لما خرجنا من بطون امهاتنا نبكي:
سبحان الله وبحمده & سبحان الله العظيم
همس الأصيل
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع العضو همس الأصيل!
البحث عن المشاركات التي كتبها همس الأصيل