Blue
"]تشبيه بليغ[/COLOR]
شبّه اللّه تعالى الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة. لأنّ الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع. يقول ابن القيم: «وهذه الشجرة لا بدّ لها من عروق وساق وفروع وورق وثمر فعروقها العلم والمعرفة واليقين وساقها الإخلاص وفروعها الأعمال الصالحة. فالمؤمن دائما سعيه في شيئين: سقي هذه الشجرة وتنقية ما حولها فبسقيها تبقى وتدوم وبتنقية ما حولها تكمل وتتمّ يقول اللّه تعالى: }ألم تر كيف ضرب اللّه مثلا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء* تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها ويضرب اللّه الأمثال للناس لعلّهم يتذكّرون{ /ابراهيم :2425/
وقد جاء في تفسير الرازي: «للبحث عن خصائص هذه الكلمة المعطاء لا بدّ من البحث عن صفات الشجرة التي شبّهت بها حيث تظهر من الآية بعض الخصائص: فالصفة الأولى لتلك الشجرة كونها طيبة وذلك يحتمل أمورا:
أحدها: كونها طيبة المنظر والصورة والشكل.
وثانيها: كونها طيبة الرائحة. وثالثها: كونها طيبة الثمرة. ورابعها: طيبة بحسب المنفعة.
والصفة الثانية قوله: «أصلها ثابت« أي: راسخ باق آمن الانقلاع والزوال والفناء.
والصفة الثالثة قوله: (وفرعها في السماء) وهذا الوصف يدلّ على كمال تلك الشجرة من وجهين: الأول: أنّ ارتفاع الأغصان وقوّتها في تصاعد يدلّ على ثبات الأصل. والثاني: أنها متى كانت متصاعدة مرتفعة كانت بعيدة عن عفونات الأرض.
والصفة الربعة قوله: }تؤتي أكلها كلّ حين{ وهي أن ثمراتها لا بدّ أن تكون حاضرة دائمة في كل وقت ومن المعلوم بالضرورة أنّ الرغبة في تحصيل مثل هذه الشجرة يجب أن تكون عظيمة«.
سرّ السعادة الزوجية
وكم توقفت أتأمّل في تفاصيل تلك القصة التي كانت سببا لقلب حياة إحدى الزوجات وتغيير سلوكها تقول وهي تدون قصتها وتسطرها بحروف المودّة: «عندما كنت مسترخية ذات مرة على أريكة واضعة الإبهام على خدي أعيد شريط ذكرياتي مع زوجي العزيز. فقلت وأنا أتذكر كلماته الطيبة ونصائحه الغالية: سبحان اللّه الذي جعلني أتذكر كلمة قالها زوجي قبل عشرات السنين كانت سببا لهدايتي وسعادتي.
وهذا التابعي الكوفي الثقة أبو عبداللّه زادان الكندي الذي كان يضرب ويغني بالدف وكان له صوت حسن فمرّ على عبداللّه بن مسعود فقال: «ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب اللّه« فتاب من ضرب العود وكسره ولازم ابن مسعود حتى صار إماما في العلم .
وقد أوضح نبيّنا أثر هذه الكلمة ومجالها في الارتقاء إلى مرضاة اللّه والنجاة من عذابه وناره بقوله عليه الصلاة والسلام: «اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة« يقول النوويّ رحمة اللّه عليه: «الكلمة الطيبة سبب للنجاة من النار وهي الكلمة التي فيها تطييب قلب إنسان إذا كانت مباحة أو طاعة«.
تأثير وجاذبية
قد تكون الكلمة الطيبة أكثر جاذبية إذا أضيفت معها التوجيهات التالية:
* اللين والوضوح والتأني في الخطاب.
* التدليل والنداء بأحبّ الأسماء.
* الإيناس والثناء والتسلية في الحديث.
* المصارحة والمجاملة والحوار الناجح.
* إشعار المخاطب بالاهتمام به.
* البدء بالسلام والابتسامة والمصافحة.
* الكلمة المناسبة في الوقت المناسب.
وبهذه التوجيهات سنجد للكلمة الطيبة أثر في النفوس وجاذبية في القلوب ومع ترويض النفس وتدريبها على هذه التوجيهات ستجد بعد فترة أنها تجسّدت فيك وامتزجت مع شخصيتك وأصبحت عادة وسجية فيك.
العطاء المتدفق
المسألة ليست كلمة ولا قطرة ماء إنها العطاء المتدفق الذي يفيض ويتدفق في كل اتجاه إنها الحركة التي تحرّك المشاعر في أعماق قلوبنا فالكلمة الطيبة طيبة في عطائها.. في لونها وشكلها.. في ثمارها ورائحتها.. في مستقرها ومستودعها.. في الماضي والحاضر والمستقبل وستظل تؤتي وتعطي ثمارها كل حين بإذن ربها.
والكلمة الطيبة تحيا بحياة المحبين.. وتحيا بموتهم.. فإذا مات الإنسان تظلّ كلماته باقية حية تحيي القلوب وستظلّ تتكرر في الألسنة وتقرأ في الصحف والكتب وتمرّ في القلوب والذاكرة.
اتمنى التطبيق ....
اللهم الف بين قلوبنا .......
__________________
الفيلم الوثائقي : أحداث الاربعاء 16 - 11 على اليوتيوب