لغة الحوار فن لا يجيدها الكثيرين وقد يكون تعبير بعض الناس بطرق قليلة ولكنها وافية وكافية على قولة خير الكلام ما قل ودلّ.
ولأنني من عشاق الهدوء والصوت المتزن وليس الصراخ والعويل تجديني دائماً أتضايق من حدة صوت نبرة زوجتي وصراخها مع العيال بعض الأحيان وهذا لا يعني أن أقف في صف زوجك وأجد العذر له ولا أكون منصفاً..
هكذا البيوت أختي.. لا تخلو من المنقصات وطبائع خلق الله تختلف .. وكما قال أحد الأعضاء ربما هنالك نبرة في صوتك العالي تنفره منك وهذا شيء وارد وعلمي .. فلماذا لا تحتاطي وكما تتزيني وتتعطري اعملي أيضاً على مراعاة وجوده وتهيئة الجوء المناسب .. ولأننا بعض الأحيان نتصرف دون وعي فليكن هنالك اعتذار (معلهش ما قاصدة أرفع صوتي.. بس نرفزوني العيال أو قوم أتكلم مع العيال بدل ما تقولي بعدين وطي صوتك .. وهكذا).. أما حكاية احترام أحدكم للآخر أمام العيال فهذا واجب تربوي مهم لابد أن ينتبه له ولو بلفت النظر بطريقة دبلوماسية لان ذلك له تأثير سلبي على نفوسهم.. وعن تنازلك عن عملك فهذا شيء تشكرين عليه ومسئوليتك نحو بيتك وعيالك واجب..
ونأتي لمربط الفرس:
فما بدر منه من صنيع وكب الماء البارد في وجهك لن أقف في صفه وأقول معليش غلطة وتعدي فعلى كل إنسان منا أن يتحكم في تصرفاته ويراعي من يقف أمامه فأنت لست ابنه ولا بنته ولكنك زوجته لك احترامك وتقديرك وأسلوب معين في التعامل خاصة إذا كان ذلك في حضور العيال.. وفكرة أنك تذهبي إلى بيتكم استبعدها وتدخل طرف ثالث يعقد الأمور وبعدك عن الفراش لا إرادي ورد فعل طبيعي ولو أخذنا الجانب الإيجابي بأن ذلك قد يترك مسافة للشخص يعيد فيها محاسبة نفسه ولكنه ايضاً قد يعكس صورة غير جميلة أمام الأولاد يتربون عليها ويكون ديدنهم في حل المشاكل الهروب (وهذا ما فعلتيه أنت).. ليس هنالك أختي أفضل من المواجهة ولو أنها قاسية لكنها ناجحة في كل الأوقات.. واللجوء لله في هذه الحالة خير معين.. لذلك أبحثي عن طريقة ترجعين فيها إلى فراشك وإلى غرفتك بنفس الصمت الذي تتمتعين به هذه الأيام.. ولدى زوجتي نوع من المكيدة جبلت عليها أن تأتي عند ما يكون بيننا خلاف وتترك الغرفة أن تأتي في منتصف الليل تستنجد بي بأنها لا تقوى على الوقوف وأن جسمها كله يرتجف ومنهار من ارتفاع الضغط لديها فأعطف عليها واعمل لها كوب عصير وتنام في حضني إلى الصباح.. وإذا كان هو من نفسه الذي ترك الغرفة فسوف يعود عليها وإنما هو الآن عاتب على نفسه من سوء تصرفه معك (سماح).
وفقك الله اختي.. مشكلتك ليست كبيرة ولا تكبيريها ولكن علاجها بالحكمة والعقل.