لابد من إتقان مهارات التعامل مع الزواج
الخلل في العلاقه بين الزوجة وأخت الزوج هي قضية اجتماعية لها أبعادها المتشعبة، وترى الدكتورة منى حجازي أخصائية علم النفس الإكلينيكي أن
من أهم أسباب التوتر في العلاقه ما يلي:
- طريقة التنشئة والتركيبة الأسرية التي تربت فيه الزوجة وأخت الزوج، وما مر على مسمعها(الزوجة) من افتعال أهل الزوج للمشاكل وتدخلهم في حياة الزوج، كذلك الخوف من زوجة الأخ على غرار ما يُسمع من (أخذها للأولاد وإبعادهم عن بيت الجد والعمة، وسيطرتها على الزوج وتنحيته بعيداً عن أهله...)، والكثير من الأمور المترسبة من خلال التربية والتي على أساسها يتم التعامل.
- الغيرة النابعة من الشعور بفقدان شيء عزيز، فبعد أن كان هذا الأخ هو ملك لعائلته أصبح هناك شريكة، وقد يكون هذا الأخ يصرف من دخله على أخته إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر، فاختلف الأمر بعد زواجه، وقد أصبح لديه التزامات أخرى، فتشعر الأخت أن هذه الزوجة امتصت حقاً من حقوقها.
- كذلك الغيرة ما بينهن قد تنجم في بداية دخول الزوجة بما أنها اندمجت مع أسره جديد، فهي تحاول التظاهر بأنها الأفضل، فإما أن تقبلوا بي أو لا، بمعنى أن هناك دائماً صراعاً في بداية الزواج خشية رفض أسرة الزوج لها،
هذا الصراع يندرج تحته كثير من الأنماط فمثلاً:
• حديث الأهل أو الصديقات لها قبل الزواج؛ فقد صاغوا حديثهم لها على أساس تنبيهها "لا تفسحي لهم المجال، لا تفعلي لهم كذا، كوني قوية.... عندها تدخل الزوجة بنية التسلط خشية ً من أهل الزوج.
• نمط الزوجة التي تريد كسب رضا أهل الزوج، فكلما أفرطت في ذلك بإعطائهم كل شيء تمادوا في السعي لتملكها والسيطرة عليها.
- غيرة الأخت الكبرى أو القريبة من عمر الزوج من هذه الزوجة، فهي كانت تقدم له العديد من الأمور من أكل وشرب وضيافة أصدقائه.. وتجدها حتى ليلة الزفاف هي من تقوم بجميع المهام، غير مدركة أن هذا آخر يوم ٍ لها، وقد أصبح لزوجته في المشاركة معه بالحياة أكثر من علاقتها بأخيها لتوكل هذه المهام لأخرى، وينسحب البساط منها، فتُقيم الحرب الباردة مع الزوجة، وذلك بإلقاء الأوامر والتوجيهات (البسي كذا، أخي يحب أن يأكل ويشرب كذا، عليك بتقديم الفطور له وووو.. قد تتحمل الزوجة ذلك خاصة في بداية الزواج لشعورها بنوع من الخجل، ومحاولتها كسب رضا الجميع إن كانت بسيطة وغير قوية كفاية، لكن بعد فتره لن تحتمل ذلك، فتندلع الحروب بينهم، وتتفاقم المشكلة أكثر في حال كانت الزوجه تسكن مع أهل الزوج.
- معاملة أخت الزوج لأخيها كما كان يُعامل قبل الزواج من الأخطاء الشائعة، فهي لا تقيم أي اعتبار لدورة حياته الجديدة، فيظل التوجيه والإرشاد والتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وذلك جراء الشعور بالغيرة، فتبدأ الخصومة والمكيدة أحياناً، مما يجعل له الأثر السيئ في نفس الزوج لشعوره بالضياع إما زوجتي أو أختي.
- أحد الأسباب ترجع لعدم فهم كل من الزوجة وأخت الزوج حقوقها وواجباتها، ونطاق التدخل المسموح لهما به تجاه الزوج، فليس للزوجة الحق في منعه من زيارة أهله، وحل مشاكلهم، واستقبالهم في بيته؛ لأنهم جزء منه، بالمقابل على أخت الزوج أن تدرك وجوب عدم تخطي الخطوط الحمراء بتدخلها في كل كبيرة وصغيرة بحياته، ولتفهم أنه انفصل بحياته منذ لحظة زواجه، بهذا سيكون الاحترام بينهم قائماً، والحياة أفضل بكثير.
- وجود رواسب داخلية سابقة في حياة أخت الزوج من "اعتماد كلي على الأخ كأب لهم، طلاق، العنوسة، العقم، الشعور بالنقص وحب السيطرة".
تؤكد الدكتورة منى على ضرورة الالتحاق ببرامج تأهيل المقبلين على الزواج ليس فقط لتهيئتهم لكيفية التعامل مع (الزوج، الزوجة) بل مع الزواج بشكل عام، وأنه من أهم الوصايا التي تُقدّم للمقبلين على الزواج من الشباب أنه "عليك قدر الإمكان تقدير حياتك الزوجية، فلو أن لك قصراً وسط العائلة افصلْ عيشتك، واترك عروسك تهنأ، وتستمتع ببيتها ومملكتها الخاصة فإشراكك أحداً مملكتها يُعدّ أحد أسباب نفورها وافتعالها للمشاكل.
وكثير ما تبدأ المشاكل من أخوات الزوج؛ لأن المرأة عندما تتزوج تحاول جاهده العمل على بناء حياتها، فلا يكون لديها أي خطط سالبة أو نفسية سيئة، فتصطدم ببعض الأمور والمواقف كالتي ذكرت في البداية.
ولنقسم أخوات الزوج إلى مجموعات:
• أخت الزوج الكبرى والتي كثيراً ماتحاول السيطرة على الزوجة، ومن واجب الاحترام يتقبل الزوج ذلك، ويطيعها دائماً فتغتاظ الزوجة، وتعتبر ذلك سيطرة منها عليه، وبما أنها جديدة وسط العائلة فهي تحاول توضيح الفرق بين مفهوم الاحترام والسيطرة للزوج، خاصة إن كانت أخت الزوج قوية ومتسلطة.
• الأخت التي هي بعمر الزوجة دائماً ما ينتابها شعور بالغيرة من زوجة الأخ لطريقة لبسها وحديثها وصداقاتها لتقاربهم في السن.
• أما الأخت الصغرى فلا تشكل هاجس خطر على حق الزوجة؛ لأنها تحاول دائماً كسب أخيها وطاعته لنيل حبه ورعايته، فتتقرب بذلك أكثر من الزوجة.
موقــــــــــــــف الزوج والزوجـــــــــــــــة:
إن لسلبية الزوج دوراً كبيراً في تفاقم المشكلة؛ فقد يفقد السيطرة على الطرفين (الزوجة وأخت الزوج). إنْ تهرب الزوج من مسؤولياته تجاههم، وأرجأ حل النزاع لهما فإنه يكون قد فتح لهما الأبواب ليفعلوا مايحلو لهم، وفي حال تدخله عليه مراعاة مسألة عدم التحيز للزوجة أو الأخت بحيث لا يفقد إحداهما بل عليه إنصافهما، متجاهلاً بذلك نوع الصلة التي تربطهما به، وهو المستفيد دائماً من جعل العلاقة جيدة، حتى لو اضطر إلى تقليل زيارات زوجته لأسرته. فلِم لا؟! فهي أم أولاده والرابط بينهم فمن غير مصلحته أن يربى أبناءه على كره أهل الأب وعماتهم من خلال مايرونه ويسمعون عنهم .
أما الزوجه فعليها محاولة الحفاظ على زوجها وعائلتها، والتحكم في انفعالاته، بمعنى عدم التكلم وقت الانفعال من موقفٍ ما، وفتح الموضوع مع نفس الشخص عندما يكون الوضع أكثر هدوءًا ليكون الرد عقلانياً أكثر منه هجومياً، والحديث عن سبب إثارة المشاكل كاستفسار، وإذا لم تجد الزوجة جواباً فإنه يكفيها إيصال رسالة تظهر تذمرها من هذا الموقف.
الموضوع منقول يرحمنا ويرحمكم الله