يبدو أن المشكلة تشعّبتْ كثيرًا و لم تعد حكرًا على زوجة صاحب الموضوع؛ بل إن الموضوع صار بمثابة الهجوم الشديد على جميع – أو أغلب – النساء, و الحقيقة أن الأنثى تجتهد دائمًا في إرضاء شريكِ حياتها, ليس لأجل الحُبّ فقط بل لأجل أن حياتها قد تنتهي - بثلاث كلمات أو بشريكةٍ أخرى - إن لم تكن كاملةً مكمّلة و الكمال لله لكن أنّى للذكور أن يدركوا ؟! و المؤسف فعلًا أن نجد من يتهم الأنثى بكثيرٍ من الأشياء السيئة في حين أن المُسبب الرئيسي لها : الرجل ! أبًا أم زوجًا أم غير ذلك و سنظل ندور في حلقة مفرغة أبدًا .. لأن كلًا منا يجني على الآخر ثم يتجنى عليه .
ليس من العدل أبدًا أن أريد من كائنٍ ما .. أن يكون كل الأشياء التي أريدها, إنها الأنانية .. الداء الذي يفتك بحياتنا و بنفسياتنا, و من قلة الفهم أن أتهم الإناث بإنجاب جيلٍ ميّت .. لأنني سأغيبُ دور الذكر تمامًا في التربية و صناعة الحياة, سيكون أداة للإنجابِ و تكثيرِ النسل لا أكثر, الأنثى تفعل أشياء جمّة و الرجل أعمىً لا يبصر .. أو هو يتعامى لأنه أراد – في وقتٍ ما – أن تكون زوجته نسخة من إناثٍ أُخَر, لستُ أتحدث عن صاحب المشكلة طبعًا لأنه تدارك خطأه – أو هو يتناقض - فقد وضّح أن زوجته كسولة و لا تعمل و ... الخ, بينما كان أساس المشكلة عنده أنها مملة و لا تقرأ و أن تفكيرها لا يرقى لمستوى تفكيره و تخصصه, أرى أننا بحاجة إلى أن نعرف جيدًا ماذا تريد أنفسنا .. قبل أن نختار, حدثني أحد أقاربي يومًا أن زوجته مملة و traditional و لا ترضي طموحه, هذا بعد سنواتٍ من الزواج .. و كانتْ حامل أثناء شكواه؛ فلربما هذه آفة يعاني منها الذكور .. عدم التفهم, تعاظم الإحساس بالذات و رغباتها وقتَ تعب الآخرين .. الآخرين الذين ندّعي كثيرًا أننا نحبهم .
نصيحتي - و هي عديمة الصلاحية الآن - أن يختار الإنسان جيدًا, أقصد أن يحدد ماذا يريد بالضبط لكي لا يستهلك من عمر زوجته عشر سنواتٍ ممتدة .. ثم يكتشف - في لحظة مقارنة - أنها ليستْ ما يريد .
ثمّ إنه .. شكرًا للحياة لأنها ما زالت – رغم كلّ هذا – بخير .
و شكرًا لكم .