وآخيرا وفي غمرة الحديث مع أخيها أطلت المخطوبة....
تحمل كأسا مليئاً بشراب التوت أو البيبسي....لا أذكر بالضبط....
ووضعته على الطاولة أمامي وجلست قريبا من أخيها....
كنت أواصل الحديث وأنا أسترق النظر إليها....
وأحاول إظهار الاهتمام بحديثي مع أخيها....
ثم فكرت أن صنيعي هذا حماقة ما بعدها حماقة....
فكيف أدع العروس لأتحدث مع أخيها حديثا ثقيلا غليظا!!!..
على نفسي..وربما على نفسه أيضاً...
فاعتذرت بلباقة من أخيها...
وأقبلت بوجهي وحديثي عليها وربط الله على قلبي وأنطلق لساني يتلاعب بفنون المحاورة..
وأركان المناورة وزالت مخاوفي وتبددت في أجواء من اللطافة والأنس الجميل....
طبعا....الأسئلة المعتادة....عن الإسم....والمؤهل....والدراسة....وقد فتح الله عليَّ في ذلك المجال:
وقلت لها:اسألي عما تريدين....فكلي صفحة ناطقة...
وطفقت أتكلم معها بنشوة وربما جئت بنكتة....(من باب استخفاف الدم كما يقول الكثيرون)....
وما نغص علينا إلا ذلك الأخ الثقيل...الذي كان ينظر إليَّ نظرات شزرا..
فإذا التفت إليه حاول التبسم فظهرت أنيابه تحكي ابتسامة سبع طاوٍ مفترس....
ولم يقطع ذلك الجو الودود إلا صوت الأخ معلنا انتهاء الجلسة....
معتذرا بأننا قد تأخرنا على الرجال في مجلسهم....
قمت بعد أن تبادلت مع المخطوبة الابتسامة....
وتيقنت تماما أنني قد حزت على إعجابها...
واستوليت على مركز التحكم في قلبها.....
خلال تلك الجلسة القصيرة.....
وفي الطريق...
قعدت ألملم افكاري المبعثرة....
وأستذكر شريط تلك الليلة لأدرسه وأتأمله....
خرجت بانطباعات عدة...
المرأة حنطية البشرة برونزية اللون....ملامحها حلوة وجذابة...وأما ابتسامتها فأكثر من رائعة....
وأما جسمها....وأنا من مدرسة كمال الأجسام....الأنثوي.... فقوام ممشوق....وجسد راوٍ بالنعومة والأنوثة.....
كل المؤشرات تقول:اقدم ولا تتردد....وجرب ولا تخف....
لا أخفيكم سرا...
بأن وضع زوجتي الحبيبة في فترة النفاس كان من الأسباب الكبيرة التي دفعتني لخوض هذه التجربة الجديدة....
استخرت الله عز وجل....
واستشرت واستنصحت.....
وعزمت على خوض المسيرة مهما كلف الأمر....
وبعد عدة مداولات....
وضعنا النقاط على الحروف....
وأسفرت المحادثات عن تحديد موعد العقد (المِلْكة)بعد معرفة مقدار المهر وبقية الشروط.....
وجاء اليوم المشهود....
ورتبت مع أصدقاء العمر إحضار المأذون والشهود....
وخرجت من البيت بعد أن أوصلت زوجتي وطفليها إلى بيت أهلها....كالمعتاد....
وللنساء حاسة شم غريبة تفوق حاسة الشم عند القطط وربما الكلاب....أعز الله نساءنا....
إلى أين تذهب؟؟؟....وما المناسبة....الله يعطيني خير هذه الليلة....أنا قلبي منقبض....لا أعلم لماذا!!
ماذا تخطط له هذه الليلة؟؟؟....
كانت هذه باقة من كلمات زوجتي ذلك اليوم قبل خروجنا من المنزل وفي أثناء الطريق إلى منزل أهلها....
حاولت تطمينها....وتهدئتها....وأن هذه وساوس شيطانية لا أساس لها من الصحة....
وما أن أنزلتها حتى شعرت بأن حملا كبيرا وعبئا عظيما كان على ظهري وقد أعانني الله على التخلص
منه......
وانطلقت من بيت الأصهار القديم إلى بيت الأصهار الجديد......
وأنا أمشي بين رغبة ورهبة....
__________________