أهلاً بك

يا أم داليا

أشكرك على هذا النقل الرائع الذي سلط الضوء على جزء بسيط جداً من معاناة المرأة المطلقة

لكي وقفات سريعة على هذا الموضوع .

• أنا أرى أن السبب الرئيسي لمعاناة المطلقة هو المجتمع الصغير وأقصد به الأسرة التي

لازالت متمسكة بموروثها الاجتماعي الذي يقول ((( أن المرأة لا تحترم ولا تصبح ذات أهمية ودور إجتماعي إلا أذا تزوجت .هذا الزواج هو من يعطي هذه المرأة قيمة إجتماعية كبيرة تحفظ لها مكانتها وأهميتها بينهم . ومتى ما نزعت منها أو فقدت هذه القيمة بالطلاق فستخسر كل ما كانت تتمتع به من أحترام وأهمية )))

هذا الموروث وبهذا النص الحرفي يعيش الآن في كل بيت في خليجنا ووطننا العربي الكبير ..

لن تجدي أم تنصح ولدها الشاب بالزواج من مطلقة حتى لو علمت أن هذه الفتاة ليس لها يد في طلاقها . تختصر هذه الأم الفاضلة معاناة المطلقة بكلمة واحده .

(إذا يا ولدي تزوجت من مطلقة فأنا لست أمك )

أو تقول ضاربه بهم ومعاناة المطلقة عرض الحائط

( ماذا يقول الناس عنا إذا تزوجت مطلقة >>> وكأن المطلقة مجرمة تخرجت من سجون الأعدام بالعفو )

هذه الأم تساهم بشكل غير مباشر في أستمرار الموروث الوضيع يهيمن على شريحة المطلقات معلناً إقصاءهن

بعيداً عن محيط المجتمع .

• من هنا تميل أغلب المطلقات للأنعزال وهذه العزلة ليست إختيارية وإنما إجبارية بها تبتعد المطلقة
عن النظرات القاسية والمقارنة الظالمة والكلمات التي لا تخلو من الأتهامات الصريحة .

الى وقتنا الحالي هناك أسر تشعر بالخزي من وجود مطلقة في بيتهم ( هذا الشعور نابع بأن المطلقة مرأة غير سويه أو مرأة غير صالحة لتكون مسؤولة عن أسرة وزوج ... المطلقة شخص يجب الإبتعاد عنه
فهي لا تجيد شيئاً .

منطق عجيب يشعرني بالضحك أوقات كثيرة .

من المواقف المضحكة التي مررت بها في حياتي .

قابلت طبيبة مشهورة جداً ..فسألتني عن وضعي الإجتماعي قلت لها مطلقة ... وفجأة لاحظت تغير وجه هذ الطبيبة وبدت عليها علامات الإستغراب ... وهي تكرر قول لا حول ولا قوة إلا بالله 7 مرات ..

فشعرت بأني أستحق العزاء والنعي .

فقلت لها بعد أن لا حظت توترها ( معليش فجعتك ..) فتعجبت أنها أصبحت تسألني بصوت منخفض عن إذا كنت جاده أم أمازحها .

هل وصلنا الى أن نخجل أن نبدي حقيقة وضعنا الإجتماعي !!!!

• حقوق المطلقة مصـــــــادره

المطلقة مثلها مثل أى مرأة أخري تحلم وتتمنى وتسعى لتحقيق حلمها في هذه الحياة ... ترغب بالزوج الصالح وترغب بأن تكون أسرة وتنجب الأبناء وتعيش دورها كأم وزوجة .. لماذا يصادر المجتمع هذا الحق .
في مجتمعنا من يلوم المطلقة إذا رفضت زوج في الستين من العمر . وتجد من يلومها نساء بكل أسف
في مجتمعنا من يلوم المطلقة إذا طالبت بسكن في بيت مستقل لها ، لتعيش فية بسلام
في مجتمعنا من ينعت المطلقة بالفضيحة لأنها ألتقت بزوج فاشل وأختارت الطلاق عن العيش معه
في مجتمعنا من تخجل عن أن تذكر أن لديها صديقة مطلقة .
في مجتمعنا من يرفض مد يد العون لها لأنها مطلقة


*****************************


ولكن وهنا المــــــهم : التغيير الى الأفضل يبدأ من المطلقة نفسها .

وأنا أدعوهم واجهوا المجتمع لا تميلوا للعزلة عنه شاركوا في النشاطات الإجتماعية مارسن حياتكن كما كنتن . وثيقة الطلاق ليس شهادة فشل إنما شهادة بدء حياة جديدة أكثر سعادة .أهتموا بجمالكن وثقافتكن

عززوا تقتكم بأنفسكن .لا تلمن أنفسكم على هذة الإسقاطات الإجتماعية التي لم ينزل الله فيها من سلطان

دمتم عزيزات كريمات سعيدات قويات حبيبات

مودتي