أختي المسالمة...
مررت على موضوعك أكثر من مرة... وكل مرة أحاول المشاركة... لكن أصابعي تتوقف بعد أن أبدأ في الكتابة...
فأخرج من موضوعك ... لأن سؤالك أو طلبك ذكرني بالكثيييير...
ولكني سأخبرك بكلمة خفيفة كي لا أطيل عليكِ....
أنا أعيش في الغربة... وأدرس في أصعب جامعة على مستوى الدولة... ومن أصعب جامعات العالم ( وأفضلها )
وعندما تقدمت لخطبة زوجتي... لم تمانع... بل تقبلت وضعي... وأنا طالب...! مصروفي من والدي...
وكنت بعد عقد القران عدت لألمانيا كي أكتب بعض الامتحانات... وكي أرتب شقة زوجتي... وكي أعمل وأفعل...
لكن المواد تكاثرت علي... وخصوصا أننا في الجامعة مجبرون على التفوق!!!
وإذا رسب الطالب في أي مادة ( أسهل أو أصعب مادة لا يهم )... إذا رسب الطالب في المادة نفسها ثلاث مرات... فهو يفصل من الجامعة!! ولا يحق له دراسة الفرع مجددا... ( يعني أنا أدرس طب... ولو رسبت في أي مادة... معناه وداعا للطب! )
ولن أطيل عليكم.... فقد تكاثرت علي المواد... وكثرت مشاغلي... ومسؤولياتي... وفي ليلة من الليالي... تكاثرت الهموم علي... فغلبتني... وسالت الدموع من عيني... ( لأني الآن مسؤولا عن عائلة وعن زوجة! ولا أريد الفشل ولا أريد أن تتعذب معي... والخوف من الرسوب في جامعتنا كالوحش يطاردنا حتى في نومنا )...
المهم... سالت الدموع من عيني... واتصلت زوجتي بي... لتطمئن على حبيبها... فوجدته غراقا في الهموم مثقل الكاهل...
فقالت لي كلمتين.... لا أنساهما طيلة عمري.... ( حتى لو كان مجرد كلام )!
قالت لي... حبيبي... أنا معك على الحلوة والمرة... إن شاء الله حتى لو أعيش على الحصير... إن شاء الله أعيش على الأرض... بس أكون معاك.... حبيبي لا تشيل هم... الله معك... وأنا معك على طول المشوار...
ريان... شو ما صار... أنا معك... وما أتنازل عنك!!! ريان... سواء طبيب أو غيره... يهمني صحتك... وتكون بخير...!
ولا تهتم للشقة... ولا تتصل بأهلي وتطمن على أحد... اترك الناس.... واترك واجباتك... واترك اللي حواليك ... وادرس...
ولو تحب... اتصل فيني في أي لحظة تحتاجني فيها... أنا موجودة وبانتظار سماع صوتك!
وبالفعل... اتصلت بها فجرا ومساء وليلا ونهارا... وكانت دائما موجودة كلما احتجت لها... فصارت حاجتي لها إدمانا... وصار حبي لها متينا... لأني شعرت بضعفي أمامها رغم قوتي أمام البشر أجمعين!!!
شعرت برقة قلبي معها.... رغم جديتي وحزمي مع الغير....
شعرت برحمتي وأحسست بغضاضة قلبي الذي تحجر بسبب الغربة والبعد عن كل حبيب...
ولا أنسى لها هذا الموقف ما حييت....
آسف على الإطالة...
خالو ريان
__________________
إلى زوجتي.. إلى مقلتي.. إلى فؤادي...إلى بسمتي... إلى دمعتي... إلى وردتي وزهرتي ... إلى عشيقتي، حبيبتي، فارستي، أميرتي، إلى الروح والكيان... والحب والهيام...
إلـــى الـــغــــالـــيـــة...
تمنيت لو كانت لي ألف حياة... كي أختارك زوجة لي...مرة بعد مرة...
إلى أبد الدهر... وإلى نهاية العمر...