هكذا علمني شيخي
قبل سنوات عدة ذهبت أنا وبعض الأحبة لزيارة أحد مشايخنا الفضلاء,, فرحب بنا الشيخ واستقبلنا بابتسامته المعهودة وتواضعه الجمّ..
دخلنا لمجلسه وكان ابنه(عبدالله) وابنته (نسيت اسمها) معنا في المجلس,, فكنا نداعبهم ونمازحهم وندخل السرور عليهم, ثم لما بدأ المجلس يأخذ طابعه الجدي طلب الشيخ من طفليه (عبدالله وأخته) الخروج من المجلس,, فخرجت البنت حفظها الله مسرعة[يا حليل البنات طيبات] ... وتلكأ عبدالله بعض الشيء فكرر عليه الطلب, والولد مصر على البقاء... (ياله من عنيد).
المهم هنا ومربط الفرس يكمن في هذه المحاولة حينما بدأ الشيخ يتوعد ويهدد ابنه !!!
نعم يتوعده ويهدده ولكن بأسلوب تربوي رفيع ما رأيت مثله قبله ولا بعده....
طبعاً الشيخ لم يرفع صوتاً ولا صوطاً ولا أخذ في السباب والشتائم... لالالالالا .... ما عهدت شيخنا هكذا..
أتدرون ماذا قال؟؟؟؟
قال : سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر
فما أن انتهى الشيخ من هذه الكلمات الأربع إلا ونشاهد الطفل يفرّ هارباً ويلحق بأخته..
ضحكنا من تصرف الولد وأعجبنا أسلوب الوالد المربي..
سألته أو سأله غيري: لماذا هرب الولد ؟
قال: لأنه سيعرف أني بعد آخر جملة (الله أكبر) سأتخذ معه أسلوب آخر..
الله اغفر لشيخي وأصلح له زوجه وذريته..