الأخ الكريم ابوزيـد
كنت اتمنى عند عرضك للموضوع أن تراعي القدرات والطاقات الذهنية والعقلية والإستيعابية المتاحة لشريحة كبيره من متابعي موضوعك بدلا من استخدام أسلوب المحقـقـيـن المحترفيـن في المراوغة وانـتـزاع الاعترافات القسرية من أفـواه المتهميـن المساكين .
فشريحة ليست بالقـليلة من المتابعين وأنا أولهم ليس لديهم مقدرة على فـك رموز طلاسمك العقلية ولا إيجاد شفـرات حواسـيـبك الفكرية ولا الحصول على أرقام سرية لخرائن عقلك العبقرية الثورية .
وشخصيا لا استطيع بقدراتي الفكرية الضحلة وفهمي الفـقـير المعدم من سبـر غـور دهاليزك المكريـة والانزلاق في أروقـة سردايـبك الكيـدية .
ولكن لأنني إنسان بسيط حالي حال الكثيرين هنا أصدق ما تراه عيناي بعالمي في الواقع الحاضر ولا أبصر و أعـي ما تطرحه من فرضيات خيالية من دنيـا وعالـم آخــر .
وإن وافـقـتك عندما افترضت افتراضا لا جزمـا أن النسبة أو فلنقـل الأكثرية من النساء هي كما تـرى أنت من الفـئة الأنانية المتـقـوقـعـة حول الذات ، فإن الشواهـد الواقعية المعاشة تقـول أن الفئـة الأكثر التزاما وأداءا للعبادات وما يقرب إليها من قول وعمل في هـذا الزمـن هم من النساء بشهادة الرجال أنفسهم والدعاة ، فأيـن هـو من يرى نفسـه رجل المسؤوليات و المهمـات عندما كانت زوجته تجـتهـد بالعبادات وهو يتسكـع في الحارات ويلهو ويسهر في الاستراحات ؟!
واعتقـد أن وجود نسبة كبيرة من النساء العابدات مع تمتعهم بما أحل الله لهم من طيبات الرزق الحلال أفضل على الأقـل من وجود نسبة كثيرة من الرجال القليلي الالتزام والعبادة ويعشقـون سوء العشـرة وهجر الزوجـة ثم يطلبـون من المرأة بسيف الحقـوق والواجب حمـل أصـفاد وأغلال تعجـز عن حملـها الجبال !
وتقـول : ( لو سال منخر الزوج دما وقيحا فلحسته الزوجة بلسانها ما أدت حق الرجل )
وأقـول : هـل بقـي أصلا في هذا الزمن للكثير من الرجال مناخـر بعد أن امتلأت مناخرهـم وردمـت بأطنان من الكثبان من فرط ما يحملون من ذنوب وجفاء وآثام ؟ وأصبحت تلك المناخر جرداء كالصحراء لا ينبـت فيها زرع ولا ينبع منها ماء ، ولو وجدت المرأة في هذه الأرض الجافـة القاحلة قطرة قيـح أو دماء لسارعت لبلعة حتى تبقي على نبضات قلبها الذي مات قبل يومـه و الذي جـف دمعـة من فرط البكاء والعواء .
ولـو تقـيأت المرأة دمـا وقيحا وصديدا واغـترف منه الرجل رشفـة لشفي جوفه المثخـثـن والملـوث بأسقام الآثام لأن دمها منقى ومطهر ومعطر بأجـود صنوف الطاعات التي أنجزتها على مـر الأيام .
والأخت التي تطالب بنقاش الموضوع بموضوعية والبعد عن الأهواء الشخصية !
وهي التي ربطت في احد ردودها جوهـر الموضوع بطبيعة حياتها اليوميـة ثم تطالب غيرها بسوق حـجـج منطقية !
فالأخت تقول انها بالحياة زاهـدة ومن زخـرف الحياة غير راغبـة
وضربت لنا مثال بهاتف نقـال ، فهي تهـوى القديم من ماضي بعيد ولا يستهويها الحديث والجديد
ونحن نتساءل هل ستستمر في زهدهـا وتشتري فيما يجمعون من مال بيت جـدا قديم يكون لها فقـط مجيـر أم ترغب بمنزل جـديد ذو أثاث فخم وثيـر ؟!
إن فعلت الثانية فهي قد وقعت في نفس المطب التي حذرت غيرها منه ، فهي تطالب غيرها بالتـقـنـين في سلع أصبحت اليوم شبه أساسية وتـلهـث وراء ما تراها غير كماليـة !
وغير ذلك .. عندما تكمل الدارسة وتحصل على أعلى شهادة .. هل ستقـدم على استقالة وتـتـفـرغ لبيتها طالما أن ليس لها بالمال رغبة و حاجة وهـي دون خادمة وبهذه الحياة قانعـة ؟
أم ستقـول أنـا المرأة الخارقة التي تجعل الوقت المحدود زمنـا ممـدود !
وقـد تقول لا يوجـد للخوف في قلبي مكان طالما أجد في جحـر هذا الرجل الأمان
ونحن نـقـول أليس من الأنانية وحب الذاتية التي تلصقينها بغيرك من النساء استغلال هذا طيبة الرجل المثـقـف الراقي وإن بدا لنا قانع راضي !
أليس ذلك يمثل وجـه آخـر للأنانيــة وإن كان بمناهـج علمية عبقرية !
التعديل الأخير تم بواسطة سيد الرجال ; 30-01-2010 الساعة 09:49 PM