منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - قصة حليمة قصة كفاح وإرادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2010, 12:20 AM
  #2
منتظرة
عضو نشيط جدا
 الصورة الرمزية منتظرة
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 682
منتظرة غير متصل  
الجزء الثاني ..


ولكن هي..

هل تستحق ان تضع مبلغا باهظا من المال لاجل اكمال تعليم جامعي بمثابة شيء كمالي لها؟؟

ترددت في حيرتها.. وهي تراوح نظراتها بين اسفل السلم وأعلاه… هل تقف هنا.. وينتهي الحلم؟ هل تتابع؟ لكن كيف؟؟؟

جلست ذات ليلة تبكي وتدعو ربها.. يا رب.. ماذا عساي ان افعل؟؟؟ هي رغبة شديدة جامحة.. تريد ان تتابع التعليم الشرعي.. تريد ان تتعلم اصول الدين والفقه.. تريد وتريد..

لكن ما باليد حيلة!

هو الرزاق الكريم.. فتوكلوا عليه… اضاء نور هذه الكلمات في قلبها.. صلت استخارة.. ثم تناولت ورقة وقلما.. وكتبت رسالة..



الى:

شيخ الامارة صاحب السمو فلان ابن فلان… حفظه الله..

ماذا طلبت؟

طلبت منحة دراسية.. لتكمل تعليمها الجامعي.. في جامعة امارة الشيخ. شرحت ظروفها، واوضحت مستوى تعليمها، كيف بدأت وإلام وصلت..

كم لديها من ابناء، كم يحفظون من القرآن. واتصور انها قالت في نهاية ما قالت:

قد لا اكون اكثر من يستحق هذه المنحة.. لكن اعلم ان ربي كريم واني استحق كرمه!





وألقت الرسالة في صندوق بريد المدينة وقلبها يخفق ويلهج بالدعاء… لتتركها بين يدي الله سبحانه وتعالى……

جاءها الرد بعد عدة ايام.. او ربما اسابيع… جاءها مختوما من ديوان الشيخ… ليبلغها انه تم تسجيلها في كلية الشريعة الاسلامية بالجامعة الفلانية وفق طلبها في رسالة وصلت منها…..

ما هو شعورك عندما تغلق كل الابواب الا بابه؟

حليم كريم… لا يرد أمته. ان كنتِ صادقة… صدق الله معك!



بدأت حليمة حياة جديد… ودخلت كلية الشريعة.. وانهت البكالوريوس.. ولم تكتفِ..

تابعت واتمت الماجستير…. ولم تكتفِ..

يا الهي هل تجرؤ؟؟؟

نعم جرأت وتجرؤ وتتجرأ…

كان الله كريما معها… فارادت ان تكون أهلة لكرمه وجوده… وتعدت كل حدود البشر…!

نعم.. حليمة اليوم اتمت رسالة الدكتوراه.. تحمل لقب د. حليمة.. وتعمل كمحاضرة في نفس الجامعة بكلية الشريعة…

وحصلت على درع تكريم من سمو الشيخ الذي امهر بختمه على رسالة طلبها…

كان هذا ما آخر وصلني من اخبار حليمة الزنجبارية…

انقلها لك مع بعض الاسقاطات البسيطة..

وهذه الاسقاطات تشمل سنوات من المعاناة والتعب والالتزامات والظروف حولها… لم اذكرها لأني لا اعرفها تفصيلا..

لكن بامكانك ان تتخيلي حجمها وهي في هذه المسيرة المضنية يوما بعد يوم لسنوات!!

لكل من ضاقت بها الدنيا..

لكل من فشلت ولم تستطع المتابعة..

لكل من تعثرت.. وتدهورت.. واستصعبت.. واستسلمت.. وانقطعت بها السبل…

لكل اولئك.. قصصتُ عليكن قصة حليمة الزنجبارية..

قصة صمود وكفاح.. ونجاح مبارك بفضل الله تعالى اولا واخيرا.

تحية اكبار واجلال لحليمة وامثال حليمة..

تحية للامهات.. القدوات الرائعات لابنائهن في كل زمان ومكان…

تحية للمطلقات.. اللواتي لا يعتبرن الطلاق نهاية المطاف.. انما بداية التفاؤل بالحياة..

تحية للطالبات المجدات.. اللواتي يقطفن العلم ثمرة ثمرة من اشجار المجد..

تحية للمغتربات.. اللواتي يعتبرن غربتهن نزهة علم وتحقيق طموح وبلوغ أمانيّ..

تحية لحافظات كتاب الله.. اللواتي يقدسن واجب من علم القرآن وعلمه..

تحية لكل امرأة مسلمة.. ترى انها تستحق كل خير.. وتستحق كل نجاح….

واتحية لمن اخلت جيوبها من الاعذار.. وتحدت الزمان والمكان والظروف المحيطة..

تحية لمن اثبتت انها تقدر.. بتوكلها على رب العالمين.. وبيقينها انه لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى…

كانت هذه قصة نجاح حقيقية.. واقعية.. تبعد بضع ومضات عن عقلك..

فهل لديكِ بعد الان من عذر؟

اترك الجواب لكِ
__________________