منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - قصتي مع غربتي
الموضوع: قصتي مع غربتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2010, 05:38 PM
  #1
أحمدنت
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 46
أحمدنت غير متصل  
قصتي مع غربتي

هاذي القصة كتبتها في وقت فراغي في ديار الغربة من اجل ان اتذكرها في المستقبل والمصاعب التي تواجه كل شخص في بداية كل شي في حياتك

قصتي مع بعثتي

تمر الأيام والشهور والسنين ولا ندري ماذا يخفي لنا القدر من إحداث قد تغير مجرى حياتك الحقيقة لم أكن أتوقع في يوم من الأيام إن ابتعد وطني الذي ترعرعت في أحضانه و كبرت وأنا لا اعرف سوى هذا الوطن لم أكن أعلم يوما أني سأفارق أمي الحبيبة التي طالما ارتميت في أحضانها عندما تضيق على هذه الدنيا لم أكن يخطر في بالي يوماً إن أفارق والدي الذي طالما اهتم بي بشكل مبالغ به حيث انه لا يريد مني إن أقود للفترة طويلة أو أماكن بعيده وكان يكلف أخي الذي يكبرني بأربع سنوات بهذه المهام .
لم أتخيل في يوم من الأيام إن أفارق إخواني الذين كبرت بينهم أقاسمهم همومي وإحزاني وأفراحي آه آه كم الغربة مؤلمة .
بعد أن تم قبولي بالبعثة إلى استراليا فرحت فرحا شديدا لا اعرف لماذا هل لأني مقبل على تجربة جديدة لا اعتقد حيث أني لم أحب التجارب والحقيقية أني من عشاق الروتين القاتل لا أحب التغيير لا أنكر بأنه في بعض الأوقات قد يخالجني شعور بالخوف ولكن كنت مصر على الذهاب إلى استراليا لا اعلم لماذا هذا الإصرار مع أني قد رفضت بعثة إلى أمريكا قبلها .
بدأت رحلة الاستعداد إلى السفر وبدأت بالتسوق الملابس فليس من الملائم أن اذهب إلى استراليا بالثوب والشماغ إلا أذا كنت قد فقدت عقلي حيث أن الشماغ مع الأسف أصبح يرمز للإرهاب وخصوصا بعد ما انتشار صور الإرهابيين وقد لفو الشماغ حول رؤوسهم فأصبح المسكين مرفوض من قبل الثقافات الأخرى للجريمة لم يرتكبها.
بدأت مع أصدقائي بتسوق وحيث أني امتلك جسما غير معروف المعالم وذلك بسبب جرائم الهمبرجر وحقد المظبي ونذالة المثلوثة فقد كانت رحلة البحث عن الجنز أمرا شاقا بالفعل فعندما اذهب إلى المحل أول سؤال وبشكل مؤدب وهادئ ((فيه مقاسي ؟؟؟)) قبل السؤال عن كل شي وعن الماركات وعن الألوان فكان همي الأول والأخير هو المقاس فإذا كان صحاب المحل شخص مؤدب ردني بلطف وهدوء أما أذا كان ممن لا يعرفون طريق الأدب فتجده يصرخ بالمحل ويرسم على وجهه ابتسامة صفراء معلنا بها انه قد تم إحراجك فأنسحب جارا خلفي أذيال الهزيمة .
بعد عناء البحث ولله الحمد وجدت محل قد تجهز للأصحاب الأوزان الثقيلة من كل شيء فتجد العاملين يرحبون بي ويدعوني إلى الدخول وطبعا بدون تردد دخلت لعلي أجد ضالتي في هذا المحل والحمد الله وجدت ضالتي بعد عناء البحث والتعب وبدأت انقض على الملابس منه كالمجنون من كل شي حيث إني أحسست أني قد وجدت كنزا ولابد من استغلال هذا الكنز قبل إن يأتي شخص من فصيلتي وينافسني بأخذ التي لا اسميها ملابس إنما هي اقرب إلى الستائر وبيوت الشعر حتى نستر هذا الجسم المترامي الأطراف والذي ليس له نهاية حيث إن هناك بعض من أجزاء جسدي لم أرها من أيام الحرب الخليج .
بعد عودتي إلى المنزل وقد ملئت يدي بالأكياس وقد افرغ جيبي من النقود حيث إن ملابس الأحجام الكبيرة سعرها يكون أضعاف أضعاف الملابس العادية وذلك بسبب الأيدي العاملة الني استقدمت من اجل انجاز هذا المشروع الضخم وأيضا المواد الخام التي استهلكت في هذا المشروع حيث أن الجينز الواحد من الحجم الكبير يعادل ثلاثة من الحجم الطبيعي فلذلك وجبت علينا ضريبة الليالي الحمراء التي قضيناها مع سندوتش الفلافل أو ضريبة الخلوة مع صحن كنافة أو اغتصاب وجبة بروستد بدون رحمة .
الحقيقة أني عرفت نعمة الثوب الذي نرتديه كل يوم بذهابنا إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل فقد كان الثوب نعم الساتر على أجساد قد تكون اقرب إلى مدائن صالح بضخامتها نعم من هذا المقام أحب أن أقدم كل حبي وتقديري إلى هذه القطعة البيضاء المدعوة ((ثوب)) وذلك لأني رأيت منظرا مرعبا عندما ارتديت الجينز مناظر اقرب ما تكون إلى أفلام الرعب أحسست أني من بقايا الديناصورات فلم أكن أتوقع أني بهذا الشكل فقد برز الكرش كأنه مطب بأحد شوارع الرياض أما بالنسبة للصدر فحدث ولا حرج فقد أصبحت سلسة جبال السروات أما بالنسبة للأفخاذ فقد ذكرني المنظر بشاورما ماما نورة بوقت العصر حيث أن الشاورما تكون في أوج ضخامتها ورونقها أما للخلفية فقد سئلت عن عظيم فلا ادري كيف استطيع الجلوس دون أن اسقط بسبب الشكل الدائري بعد أن رأيت هذا المنظر تعوذت من الشيطان الريجيم وقلت في نفسي أن الغربة سوف تجبرني على أنزال وزني لما اسمع من أخبار من سبقنا إلى الخارج .
بعد اكتمال ملابسي واحتياجاتي وكل شي وقد قرب موعد السفر وبدا قلبي ينبض من شدة الخوف حيث أني لا اعرف ماذا ينتظرني هناك وحيث أني لا اعرف من للغة الانجليزية ألا YES و NO فقد كانت مهمتي صعبة جدا فلا اعرف أين اسكن ولا ادري أين أقيم ولا اعرف ما أذا افعل ولكن الله لا ينسى عبده فقد سخر الله لي طالب مبتعث قد وفر لي كل شي فجزاه الله كل خير مما خفف علي الأمر وهان علي المصاب .
ولكن المشكلة الأخرى تكمن في أمي الحبيبة ففي يوم السفر الموعود رأيت أمي بحالة لم أرها من قبل فكان وجهها اصفر وكانت صوتها خافت وكانت تريد الجلوس معي أكبر قدر ممكن من الوقت فقد تقطع قلبي وكتمت في نفسي دموع لم أرد أن أظهرها لها فقد راودتني فكرة العدول عن البعثة ولكن تعوذت من الشيطان وهممت بالذهاب والتوكل على الله وحل الليل ضيفا ثقيلا على نفسي وقد قاربت الساعة 12 منتصف الليل وهو الوقت الذي كان مقرر الرحيل به إلى المطار حيث أن موعد الرحلة الساعة الثالثة فجراً .
لا أستطيع أن أصف لحظات خروجي من المنزل بعد أن اتصل اخي يعلمني بوصوله وانه ينتظر خارج المنزل لكي يوصلني المطار برفقة ابن خالي لقد رأيت دمعات أمي وقلبي يتقطع حيث أني لن التقي بأمي الا بعد سنة كاملة ودعت امي والدموع تنهمر من عيني لم أستطع أن احبس تلك الدموع فقد كان الموقف حزين جدا .
ذهبت الى اخي الذي ينتظرني بالخارج ليوصلني الى المطار ركبت السيارة وقد تظاهرت بأني سعيد لأني مسافر الى الخارج ولكن من داخلي هناك حزن وبكاء يمزقني
__________________
اللهم آتنا في دنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار