(المرحلة الثانية)

(كيف تعودين لله)

قولي الحمد لله فربما ماحدث لك مع هذا الشاب وترينها مشكلة هي رحمة من الله لكِ ورسالة وتنبيه لتتوبي قال تعالي (وعسى ان تكرهو ا شيء وهو خير لكم )

لابد ياغاليتي أن تكون توبتك خالصة لله فالعمر يمضي ولاندري متى موتنا ربما الأن ؟؟

وربما نصلي الأن صلاة الظهر والعصر يصلون علينا صلاة الميت فلا يغرك حلم الله لكِ فإنه سبحانه غفور رحيم وأيضاً شديد العقاب


في قلبك وقلب كل مسلم نور الإيمان.... ولكن إما أن يغطي ذاك النور ا بكثرة الذنوب أو يظهر أكثر بزيادة الحسنات
قال تعالى:
{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)

أرأيتي الران هو الغطاء الذي يغطي القلب فيحجب عنه نور الإيمان التي تتسلل للنفس فتشعرها بالسعادة

فالسبب في وجود هذا الران، وتلك الأغطية الحاجبة (ما كانوا يكسبون)، أي ما يقترفونه من الآثام والمعاصي

وكلما كثرت الذنوب كثرت الأغطية الحاجبة



وسأضرب لك مثالا يقرب لك المعنى: لو وضعنا عددا من الأغطية حول مصباح مضيئ، ما الذي سيحدث؟

الأغطية تمنع الضوء، لكن هل هذا يعني أن المصباح انطفأ؟ لا.. بل كل ما حدث أن الأغطية حجبت ضوءه

وكل ما علينا لكي نعيد ضوء المصباح أن نزيل هذه الأغطية وأن نتخلص منها واحدا تلو الآخر.

وكلما أزلنا غطاءً بدا لنا بعضُ الضوء وهكذا حتى يكتمل ضوء المصباح

وكذلك قلب المسلم


اختي العزيزة: لا بد من إزالة آثار المعاصي التي تحجب نورالإيمان

ولن يتم إزالة هذه الآثار إلا بترك الذنوب، والإقلاع عنها، والتوبة إلى الله

وما أن ينزاح عن قلبك هذا الستار الذي يحجب الإيمان عن حياتك، إلا وتراكِ مقبلة على الله محباً له،تتلذذي بالعبادة وبالصلاة وقراءة القرآن ولم لا وقد زال عنك ما يحجبك عن ربك.




لذا فإن أولى خطوات توبتك، وعودتك إلى خالقك عز وجل، أن تقري بذنوبك، وتعترفي بمعاصيك

أقول لك هذا، وأنا أعلم أنها خطوة من أصعب الخطوات، ومرحلة من أثقل المراحل، لأنها تستلزم منك أن تقفي مع نفسكِ وقفة شجاعة و تصارحيها بما ارتكبتيه من ذنوب، وتواجهيها بما سببته لك من متاعب وشقاء وبعد عن الله


ووثقي أن الله إلى عودتك أشد شوقا منك، فهيا إلى الله
فري إليه، ألقي بنفسك بين يديه، ابكي عنده، اشكي له همومك، اطلبي منه العفو والغفران

قولي له "اللهم إني عائدة إليك، مقبلة عليك، فبرحمتك ومغفرتك ولطفك يا أكرم الأكرمين، لا تردني خائبة، واقبلني يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات"

وقولي له:" اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".


لذا لابد من تكثري من الحسنات لتثبتي توبتك

لابد ان تحافظي أولاً على الصلاة في أوقاتها

واكثري من قراءة القرأن فهو يجلو الهم ويريح القلب

حافظي على الأذكار فهي مثل الحصن تحفظ الإنسان بحول الله من نفسه ومن غيره

استمعي لتلاوات بأصوات شيوخ رائعة من النت

واستمعي لأناشيد دينية ومحاضرات رائعة لأنها توقظ القلب

احذفي مباشرة كل شيء من الممكن أن يجعلك تفكيرك في الماضي

إيميلك غيريه كما أخبرتك بتغييرك للرقم السري بأخر طويل ولاتحفظيه لكي لاتعودي لفتحه

وافتحي ايميل جديد واحرصي على الصحبة الصالحة وارتياد المواقع النافعة

اشغلي نفسك بالإهتمام ببيتك وزوجك وابنتك

علميها الحروف وحفظيها الصور القصار

اجعلي بيتك واحة من السعادة ونفحات الإيمان تعبق في أرجائهاو يشتاق زوجك للعودة إليها

شغلي القرأن بصوت عالي كل يوم في بيتك بصوت مقريء شجي يخشع القلب

اعيني زوجك على طاعة الله والصلاة بحب وتشجيع وقصي عليه قصص التائبين خذيها من النت واحفظيها

عند خروجكم في السيارة احرصي على أخذ شريط رائع ومشوق عن قصص التائبين لتسمعوها سوياً

اعينيه على بر والديه وصلة رحمه واقرأي أمامه القران ليتشجع واسمعيه صوت القرأن في البيت ليرق قلبه

في لحظة صفاء بينكم كلميه بهدوء ومحبة بأنكم تريدون العودة لله فالموت يأتي بغتة وانك تحبي له الخير وتريدون أن تشجعوا بعض على الطاعة

اخبريه أن سبب مشاكلكم هو البعد عن الله واتفقي معه ان تعودا سوياً لله ( أهم شيء قربيه من الله بهدوء وبدون زعل وغصب لكي لاينفر منك)






(المرحلة الثالثة)


((كيف تتصرفي مع الذئب البشري ))

بعد التوبة ولله الحمد أعتبر مشكلتك حلت ولكن بقي شيء بسيط لايذكر وهو بخصوص الذئب البشري اسأل الله أن يهديه الطريق المستقيم.


ولاأريدك ان تقلقي من جهته ابدا فالله قد حفظك وستر عليكِ وأنت عاصية له ....فهل سيفضحك الأن بعد توبتك؟؟....بالطبع لا فالله أرحم بنا من أمهاتنا


ماستفعلينه هو التالي:

1- ارسلي له إيميل يخوفه بالله وبه نصائح وضعي له الروابط التي وضعتها لكِ

وقولي له في الختام(يعلم الله اني تبت لله توبة نصوحة فاللهم يامن تعلم صدق توبتي رد عني كيد من أرادني بسوء واشغله في نفسه
واجعل تدبيره تدميره وشل يده وصب عليه الهم والغم وابتليه بالأمراض والاسقام
ولاتجعل في جسده شيء سليم واجعل يتوجع الليل والنهار من كثر الألم
وسلط عليه السرطانات وخبائث الأمراض واكفينه بماشئت
اللهم من أراد فضحي وانا التائبة فافضحه على رؤوس الخلائق في الدنيا والأخرة
اللهم ابتليه في نفسه وماله وزوجته واولاده حتى يعلم عظم ذنبه في فضح التائبات )


اللهم آآآآآآآآآآآآمين



صدقيني بحول الله رسالتك هذه ستردعه وتخوفه وتهز أركانه وتزلزل حياته


2- غيري إيميلك تماااااما والطريقة هي أن تغيري الباسوورد برقم طويل ورموز وحروف ولاتحفظيها واضغطي مباشرة موافق

عندها مهما دعاك الفضول لفتح ايميلك لن تستطيعي فتحه

وبذلك تكوني أغلقت باب الشر والفساد الذي يمكن للشيطان أن يغويك بالدخول إليه

وبعدها لاتفكري في الماضي أبدااااا ثقي فقط أن الله سيحفظك مادام انك تحفظي حقوق الله.








(المرحلة الرابعة)


(علاقتك مع زوجك)

المشكلة بينك وبين زوجك سببها البعد عن الله

نعم ياأختي العزيزة الذنوب تبعد الإنسان عن الله وتحرمه السعادة في نفسه ومع من حوله

قال تعالى( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) أي عيش ضيق كله هم وغم لذا لاتشعرين بالسعادة مع زوجك

ولو قدم لك زوجك كل ماتتمناه الزوجة فأنت لن ترينه شيئاً ولن تشعري نحوه بحب لأن فكرك مع هذا وذاك


وصدقيني بعد توبتك الصادقة بإذن الله الأن ستتغير حياتك

سترين زوجك بمنظور أخر

بمنظور الزوجة المحبة المخلصة لزوجها

بمنظور الزوجة التي تسعى لرضى زوجها إرضاء لربها

فرضى الزوج مهم جداااا وهو بابك للجنة أو النار


احبي زوجك وعيشي معه ساعات وايام العشق والغرام بالحلال

تغزلي فيه واطربيه بالكلام الحلو وتراسلي معه بمسجات مشوقة

كوني له العشيقة والحبيبة والأم والزوجة والصديقة

احرصي على التزين لزوجك وأن يراك عروس كل ماعاد للبيت وكوني له طائعة ولاتعانديه وتعارضيه

احرصي على أن تعملي له ليالي رومانسية كل فترة وعندك النت فيه أفكار كثيرة

اجعليه يرى العشق عندك وإذا لايعرف علميه واسحبيه منه شيئاً فشيئاً حتى يعتاده

اجعليه يشعر أنك عروس من جديد ولكن عروس عفيفة طاهرة قلبها بيض كثوب زفافها


وبعد التوبة ستصبح حياتك سعيدة هانئة وتضعين راسك في الليل وأنت راضية أن الله راض عنك

فقد قال سبحانه{ من يعمل من الصالحات من ذَكَرٍ أو أنثى و هو مؤمنٌ فلنحيينه حياة طيبة } أي حياة سعيدة هانئة






وأخيرا ياعزيزتي لابد أن تعلمي أن حق الزوج عظيم

فقد قال صلى الله عليه وسلم ((لو أمرت أحداً بأن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها)). رواه ابن ماجه، والحديث في صحيح الجامع.

وقــال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة: (( اذات زوج أنت ؟)) قــالت: نعم. قــال (( فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنــتـك ونارك )) رواهالترميذي وصححه الالباني


وقــال النبي صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا : رجل أم قوماً وهم كارهون ، وامراه باتت وزوجهــا ساخط ، وإخوان متصادمـــان ))


وقــال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحـور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيــل - أي ضيف - يوشك ان يفارقك إلينا )) رواه احمد والترمذي


وقــال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر زوجــها ، وهي لا تستغني عنه )) رواه النسائي وصححه الحاكم



((جاءت امرأة إلى النبي فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معاشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله : أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من يفعل))

ولذلك لما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة له
فقال : يا رسول الله هذه ابنتي قد أبت أن تتزوج .
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك .
فقالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدّت حقّه .
قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنكحوهن إلا بإذن أهلهن . رواه ابن حبان وغيره .


****


اسأل الله لك سعادة لاتحول ولاتزول
واسأل الله كما ملأ وجه هذا اليوم بالنور والضياء أن يملأ قلبك بنور الإيمان ولذة الطاعة

فأنت لؤلؤة مصونة عند الله فحافظي على نفسك ان لايراها ولايلمسها ولايسمع منها أعذب حديثها إلا من أحله الله لها لتسعدي في الدنيا
ولتدخلي جنة عرضها السموات والأرض.







{{ ختام الاستشارة ونهايتها }}


الحمد لله غيرت من نفسها كثيرا وتعلقت بزوجها
وشعرت بالراحة والسعادة بقربها من الله
وأصبحت تتلذذ بالصلاة
ونسأل الله لها الهداية والثبات
وأن يحفظها من شياطين الإنس والجان

__________________