أختي اتمنى أن تكوني دائما في حالة من الهدوء لتستطيعي التحكم في نفسك وبذلك التحكم في من حولك، نعم قد يكون الأمر في البداية صعبا لكن مع الايام وبالمحاسبة والمراقبة الدقيقة للنفس نستطيع الوصول لما نريد ومنها التحكم في الانفعالات النفسية التي تظهر على شكلنا أو من خلال تصرفاتنا.
اختي كما قلت لك سابقا أنت تحبين زوجك كثيرا وهو يقدر ذلك (وقد تبين ذلك بشكل واضح من تصريحك الأخير) لكنك تطمحين لما هو أفضل وهذا من حقك لكن عليك النظر للظروف الموضوعية ولكل ظرف له تاثير في هذا الموضوع.
ومن الأمور التي عليك التركيز عليها هي نفسك خصوصا حالة العصبية والانفعالات التي تتبعها، وللتخلص من هذه الحالة علينا أن نتعامل مع الامور بإيجابية مثال ذلك هذه القصة الخيالية من تأليفي:
زوجا وزوجته اتفقا في ذكرى زواجهما على اقامة حفلة مبسطة في المنزل، فخرج الزوج قبل الحفلة بساعات لانشغاله بعمل أو لقضاء بعض الأمور وفي طريق عودته اتصل على زوجته بأنه سوف يأتي في الموعد المحدد، فقامت الزوجة بالتزين وتجهير المنزل بالأجواء الرومانيسة للحفلة وبعد أن انتهت أنتظرت الزوج على أحر من الجمر لكن الزوج تأخر عن الموعد المحدد فاتصلت به فلم يرد فكررت وكررت الاتصال لكنه لم يرد عيلها،فزعلت من عدم رده عليها وأخذت تبكي وبعد ذلك نزعت كل زينتها، وهي تقول لنفسها هذا لا يستحق مني أن أتزين له، هذا غير مبالي، هذا لا يحبني، هذا رجل مستهتر، اذا أتى سوف أفعل كذا وكذا ليتأدب، وفي غمرة هذا التفكير السلبي اذا بالباب يفتح وكان الزوج وعليه علامات الفرح والسرور وبيده هدية لزوجته، فما كان من الزوجة سوى التجاهل للزوج وعندما أقترب منها ثارت ثائرتها وأخذت تقول له كل ما حدثت به نفسها والزوج بادلها الكلمات الى أن حصل ما لم يكن في الحسبان وهو تحول الحفلة الى شجار وخصومة!!!!
من هذه القصة نستفيد عدة أمور لو كان التعامل ايجابي بدل الحالة السلبية وهي عندما تأخر الزوج كان على الزوجة بعد الاتصال به احتمال الأمور الايجابية بدل السلبية:
1-الاحتمال أن الزوج ذهب الى شراء هدية لي لكنه حادثا في الشارع أعاقه عن الوصول الى المنزل في الوقت المحدد!!!
2- الاحتمال أن الزوج قد تعطلت عليه السيارة في الشارع!!!
3-الاحتمال أن الزوج أصابه مكروه لا سمح الله مما دعاه لعدم الرد علي.
4-الاحتمال أن الهاتف لم يكن موجودا معه وقت اتصالي أو أنه فقده.
5-اخذ الزوج بالأحضان بعد أن أتي والاطمئنان عليه وعلى سلامته وسؤاله عن سبب تأخره...
الى غيرها من الاحتمالات الايجابية التي لا تشعل نار العصبية بل تشعل نار الشوق وحالة الترقب والسعي نحو الاطمئنان على صحة الزوج....
تعامل الزوج كان ايضا سلبيا مع الزوجة وهو عدم وضع الاحتمال الايجابي لها بل أخذ يتعامل مع الموضوع بردة فعل نفسية مشوبة بالرد العصبي، وكان حري به أن يضع الاحتمال الايجابي مثلا:
1- ينتظر الزوجة لأفراغ كل ما بها شحنات عصبية وبعد ذلك يبرر لها تأخره باسلو ب هادئ مليئ بالحب والشوق
2-أخذ الزوجة الى حضنه وضمها وتقبيلها لتهدئ وبعد ذلك يتكلم معها عن الحفلة ووو
3- التعامل مع الموضوع بمسؤلية كبيرة وهي عند العلم أنه سيتأخر عن الموعد المحدد يتصل بزوجته من أي مكان ليوضح لها ويكون التوضيح برومانيسة وعلى الزوجة ان تكون ايجابية وان كانت سلبية يتعامل هو بإيجابية.
الخلاصة أختي أن الحياة فيها ما نتمناه وفيها ما لا نتمناه وعلينا أن نأخذ ما نريد ونسعى لأخذ الأفضل وتطوير واقعنا وعدم الركون للواقع بدعوى أن ما عندنا أفضل مما عند الآخرين بل علينا لتطوير واقعنا الشخصي وواقعنا الاسري مع المحافظة على الايجابيات، وحذاري من هدم كل الأمور لأنه لم لنصل لما نريد ولن يفعل هذا الا غير العاقل وأنت بحمد من الله عقلك راجح ولديك حب لزوجك وتسعين لتعميق حبك وتطوير زوجك وحياتك الزوجية مع المحافظة على نبض الحب الموجود في أسرتك...
أختي أنت أعلم وأبصر بنفسك وبحياتك الأسرية وعلمك يجعلك مسؤولة عن رعاية أسرتك وتطويرها وتغيير سلبياتها فأنت من يدير لمنزل مع زوجك وأنت الشريك الذي يقال عنه وراء كل رجل عظيم امراة عظيمة... خذي من ما يساهم في رقيك وتطويرك واترك ما ليس له دخل في ذلك... الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها....
لدي سؤال أتمنى ان تجاوبي عليه بكل صراحة هل أنت تقارنيين بين زوجك وبين أزواج أخواتك أو أزواج صديقاتك؟
أتمنى لك الموفقية في الدنيا والآخرة