منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - [قسم الثقافة الإسلامية] وقفات مع سورة ( ق)
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2010, 12:27 AM
  #1
انتظار الفرج
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية انتظار الفرج
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,935
انتظار الفرج غير متصل  
[قسم الثقافة الإسلامية] وقفات مع سورة ( ق)




تأمل هذه الصورة !






ماذا ترى؟

جبل عظيم


شاهق


قاسي


شديد الصلابة


ثابت

هذا الجبل على الرغم من ذلك قال الله تعالى فيه

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }

هذا الجبل لو أنزل عليه القرآن لخشع بل وتشقق وتصدع






وقلبك





الذي في حجمه كقطعة صغيرة من هذا الجبل , كم سمع القرآن وقرأه



ومع ذلك



لم يخشع ولم يتأثر .


والسر في ذلك


كلمة واحدة :


إنه لم يتدبر


قال تعالى : ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب )) ...


فالغاية العظمى من نزول القرآن هي تدبره وربط القلب به.

إذن أخوتي في الله دعونا نستمع ونتدبر سورة (ق) وبعدها نقف على بعض آياتها نفعني الله واياكم بها





فهذه السورة على القول الصحيح هي أول المفصل والمفصل هذا الذي هو آخر القرآن ( من سورة ق الى سورة الناس )

وهو ما كان يتكرر كثيراً في الصلوات وما كان يقرأه الناس غالباً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم


وورد فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأها في المجامع الكبرى، و في العيد , وفي الجمعة أيضاً

. ومن الأسرار التي قالها العلماء أن هذه السورة تذكر بالآخرة ,فيوم العيد ويوم الجمعة يوم اجتماع وزينة

فكأنها تقول لهم أن هذه الزينة وهذا السرور لا يتعدى إلى منكرات قد تؤثر على الشخص في اليوم الآخر.

ولذلك جاء فيها (ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ )).

فجاءت هناك آيات تدل على تذكير الإنسان بالآخرة، وبالقيامة والتذكير بالقيامة من أفضل ما يخوَّف به الإنسان .

فموضوع السورة يدور حول إثبات البعث, وأنه ليس أصعب من الخلق الأول

(بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ )



فسورة (ق) ما من أحد يرددها، فيفتح مسامع قلبه لها إلا فتحت كل السدود التي تراكمت بسبب الذنوب...

إن الآمر بقوله: (ألقيا في جهنم) هو نفسه القائل: (ادخلوها بسلام) هو أيضا الآمر: (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)

فيا قارئ (ق) ويا من تسمع الآن سورة (ق) قد لا تنجو من الأولى، وتظفر بالثانية إلا بالثالثة.

من يريد الهداية ومن يريد السداد ويريد أن يسير في هذه الحياة الدنيا على هدى ونور

ويكون في الآخرة في رفعة وجنات عالية فعليه أن يكون مع هذا القرآن

فلا حيلة فيمن لم يفهم ذلك ولم ينتفع به ولم يخشى الرحمن بالغيب

قال تعالى ( من خشي الرحمن بالغيب )

قال الفضيل بن عياض : هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها .

ومما يدخل في هذا المعنى أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله . ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .

أي من تذكره لعظمة الله ولقائه ، ونحو ذلك من المعاني التي ترد على القلب

فإن في هذا القرآن لذكرى , لكن لمن ؟


{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }

فإن من يؤتى الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين

إما رجل رأى الحق بنفسه فقبله واتبعه ولم يحتج إلى من يدعوه إليه فذلك صاحب القلب

أو رجل لم يعقله بنفسه بل هو محتاج إلى من يعلمه ويعظه ويؤدبه فهذا أصغى فألقى السمع وهو شهيد أي حاضر القلب


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، وشفاء صدورنا ، وجلاء أحزاننا وهمومنا ، وسائقنا وقائدنا إليك وإلى جناتك

جنات النعيم ، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين .





__________________

إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن،
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

التعديل الأخير تم بواسطة منادي ; 15-04-2010 الساعة 12:39 AM