الأخت البرنسيسه ..
لا تخافي قط من الجان و الشياطين و العفاريت ، لا أنكر قط قدراتهم المتفوقة و لكن في نفس الوقت لا أتجاهل حفظ الملك الجبار الذيلا ينفذ شيئا في كونه إلا بإذنه و أمره " و اعلم أن الأمه لو إجتمعت علي أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و إن إجتمعت علي أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " الأمر إذا منته ، فالنفع و الضر بيد ملك الملوك و ليس بيد عفريت أو مارد أو شيطان ، و لتعلمي أختي الفاضلة أن الجان مخلوقات مثلنا تماما ، فلماذا أخاف من مخلوق مثلي ؟ يموت و يحي و يصح و يمرض و يفرح و يحزن و هم ليس أعلي منا في الدرجه لأنهم لو كانوا كذلك لفضلهم الله علينا و لكن ما حدث هو العكس فبني البشر هم المقدمون عن جنس الجان ، إذا فنحن أفضل و إلا لما أمر الله إبليس بالسجود لآدم ..
أما عن وساوسك ، فحلها أن تعرفي الله أكثر و تعلمي أنه عظيم قدير ، لا يعجزه شيئا في هذا الكون ، و أن جميع ما فيه خاضعا له و لإرادته خضوعا مطلقا لا جدال فيه ، و أن نوعا واحدا من خلق الله تعالي كالملائكة ، من القوة و القدرة و الجبروت ما يستطيع به أن يهد الأرض فوق رؤسنا ، فهم من القدره علي هدم الجبال و شق البحار و حمل قري بأكملها علي الجناح و قلبها رئسا علي عقب في غمضه عين ، بل و قادرين علي تحطيم أعتي الأمم و أقواها و ليس الملائكة فقط بل جنود الله كثر ، فمن جنوده الريح و الطير الأبابيل و الطوفان و الجراد و الضفادع و القمل و غيرها و غيرها ، فقدرته سبحانه و تعالي ليست لها حدود ..
فإذا علمت ذلك عن ربك ، إستقر حبه في قلبك و كبر تعظيمه في عينيك مع علمك بحجم الشيطان و ضعفه و أنه لا يتعدي كونه مخلوق من مخلوقات الله .. لا يملك لنفسه حتي ضرا و لا نفعا ..
فإذا حدثتك نفسك بما تكرهين فلا تغضبي و إبتسمي بكل برود و إستعيذي بالله من الشيطان الرجيم و أخبريه " لن تستطيع أن تجعلني أغضب أو أتضايق أو أحزن ، فأنا أعلم أن ذلك قصدك و سأغيظك و أجعلك تموت كمدا بتجاهلي إياك ، بل سأشتمك أنت بما توسوس لي به ، و سأسبح الله كثيرا عوضا عن تلك الوساوس التي تبثها في عقلي " فإذا قلتي ذلك في نفسك مع مداومتك علي الطاعات و قراءة القرآن ، فإن شاء الله ستشفي من الوساوس .