المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Simply, a Woman
الأخ العزيز صاحب الموضوع،
أحب أقولك إن موضوعك مشابه بطريقة غريبة لموضوعي، فأنا أعترف أن لي مثل صفات زوجته (الله يقومها بالسلامة)، غير أنني كنت أكترث كثيرا لأمره وأموره كلها بشكل عام، كما أنني لا أعمل من الحبة قبة ومتسامحة لدرجة كبيرة جدا. مشكلتي الوحيدة هي العصبية.
ولكن تصرفك أنت كان أرجح من تصرف زوجي على ما أعتقد. فزوجي اعترف لي أكثر من مرة بأنه لا يريد حياتنا الزوجية وأخذ يسيء معاملتي وهجري بالأسابيع، ثم طلب مني أن أخلعه حتى لا يتكلف النفقة والعدة وهذه الأمور، ورفض والدي بما أن زوجي هو من طلب الطلاق. ثم توجهت أنا إلى منزل أبي أسبوعين راجعت فيهما نفسي جيدا جدا ,ادركت مواضع خطئي وقررت التغيير كليا لأنني اشتقت إليه كثيرا. ولكنني ظننت أن خلالها سيأتي هو للاعتذار ولم يأتي. بعد اسبوعين توجهت إلى منزلي وفوئجت بأنه جاء بأمه وتتدخلت ووطردتني من بيتي وغيرت مفتاح شقتي واستولوا على جميع أغراضي بالإضافة إلى إهانتها لي هي وأخيه وأخته. كل ذلك لأنني رفضت الخلع وهو غير راغب في الاستمرار معي.
فقارن أخي العزيز بين موقفه وموقفك ... أنت إنسان راق بأخلاقك حتى لو كنت طلقت طلقة أولى قد يكون ذلك ناجم من غضبك، ولكن قد لا يدري الإنسان ماذا يقول أو يفعل حين الغضب. أنا اليوم لو كنت مكان زوجتك لرجعت إليك فورا ..... وإن هي لم ترجع، فأنا أؤيد إنك تخليها عند أهلها حتى تضع، عند ذلك ستكون هي في أمس الحاجة والاشتياق إليك، وستكون بالفعل قد عزمت التغيير الجذري من أجلك، بل قد تواجه أبيها كي ترجع إليك .... والشرع والدين الإسلامي الحنيف كان واضحا عندما قال أنه ليس من حق أحد على وجه الإطلاق أن يتدخل في عودة الزوجين إلى بعضهما طالما ذلك بإرادة من كليهما ... حتى لو كان ذلك الشخص ذويها.
ويا أخي العزيز، أود أيضا أن أذكر لك موقفا مهما جدا حدث مع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، لو تذكره كل رجل عند خلافه مع امرأته لهدأ باله وتوجه إليها يحتضنها ويغدقها بحنانه:
كان عمر بن الخطاب قد أوصى قومه أن يرجعوا إليه للمشورة إن اختلف أحدهم مع امرأته. فكان أن احتد النقاش بين أحد الرجال وامرأته فغضبت وأخذت بالصياح والتذمر. فما كان منه إلا أن توجه إلى منزل عمر بن الخطاب ليشكو إليه امرأته، فعند طرقه على بابه سمع امرأة عمر وقد احتدت في الخلاف معه بغضب وصياح، فخجل الرجل وهم بالذهاب، ولكن عمر بن الخطاب كان قد سمع الطرقة فهرع إلى الباب وفتحه ونادى الرجل: يا هذا من أنت وماذا تريد؟ فرد عليه الرجل: يا عمر، جئتك أشكي إليك فوجدتك تشكو مما أشكو منه. فضحك عمر وربت على كتفه فقال: عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "خلقت المرأة من ضلع أعوج، وإن أعوج ما فيها قمته (يقصد طريقة تفكير المرأة وعندها وكلامها)، فإن قومت إعوجاجها كسرته، وإنما باللين والرفق. فمن أراد أن يستمتع بها، فليستمتع بها على عوجها، فاستوصوا بالنساء خيرا"
سبحان الله .. امرأة عمر غضبت وثارت وهو من أشد الرجال حزما وقوة وقد خاض حروبا ومعارك قد يخاف أن يخوض رجال هذه الأيام واحدة منها.
أسأل الله أن يهديك أخي العزيز، ويهدي امرأتك، وأن يغفر لك ولوالديك وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
|