سادسا :الاحصان بكل معانيه قصد به هنا الاحصان بمعناه الشامل( النفسى والعاطفي والمعنوى بالاحاطة بالرعاية والحماية .........) والبيت هو الحصن وقيل عن الاحصان هو الوقاية والحماية والدور الأكبر فيه يكون على الرجل وهذا من قبيل القوامة التى وهبها الله اياها ووجوب حفاظه على من استرعاه الله اياهم فهو المسئول عنهم مصداقا لقوله – صلوات الله وسلامه عليه - :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته؛ والمرأة راعيةٌ على بيت زوجها وولدِه" متفق عليه. كما ان من ثماره الوقاية من الزلل فكان نداء المولى وتحذيره بقوله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد، لا عصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم: 6].
ولقد أفاضت الدراسات العلمية في توضيح مفهوم الاحصان ومستوياته الذى قصدها الشارع الحكيم .
سابعاً : القناعه والرضا بما قسم الله لك: إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك، وان تبحث عما بها من مميزات تقربك منها ، وما يجدد حياتك معها اذا كنت تبحث عن السعادة وراحة البال إذ لا مفر لك من ذلك ولك في قصة أبى عثمان النيسابورى عبرة . و قد قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟ قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي. فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها، وكان فقيراً فزوّجني منها، وفرح بذلك. فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء، عرجاء مشومة!! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني الخروج فأقعد حفظا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئا. فبقيت هكذا خمس عشر حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها. [صيد الخاطر].
ثامناً : تقبل التغيير من ذاتك إذا دعت الضرورة كما ينتظر الرجل من المرأة أن تؤدى واجباتها نحوه ، تنتظر الزوجة من زوجها نفس الشئ فان كان يطالبها بحسن المظهر وعذب الكلام والوقوف على ما يحب وجب عليه ذلك ، وكما يجب على الزوجة أن تتزين لزوجها وجب عليه التزين لما في ذلك من تقريب للقلوب وأثر جميل في النفس وليتذكر ان ذلك سيعم عليه أيضا بالصحة النفسية و يقربه من قلوب الخلق ، قال أحد الحكماء: من نظف ثوبه قلّ همه، ومن طاب ريحه زاد عقله .
تاسعاً : تجنب النقد الهادم هناك بعض الرجال من يحلو له نقد زوجته والوقوف على عثراتها وكيف أنه مأجور بالصبر عليها ولم ينظر إلى انه بشر أيضا وله اخطاؤه ونسى أن الأصل التوجيه عند الزلل ، كما يكون النصح سرا لا على ملأ أمام الأبناء بتجريح دائم ، فتسقط من نظرهم وقد يتجرأ عليها أحدهم أو بعضهم في يوم من الايام ، فهل يرضى الزوج أن يكتب له ذلك في ميزان سيئاته؟ وهناك من يذكر زوجه دائما بنقصان العقل والدين ، واذا أحسن أحد الأبناء فقد شابه أباه وان أساء ردد قول الشاعر:
فكيف نظن بالأبناء خيراً *** إذا نشئوا بحضن الجاهلات؟!
وهل يرجى لأطفال كمال *** إذا ارتضعوا ثديَّ الناقصات؟!
عاشراً : مقتبسات من العشرة الطيبة:
1. احرص ما كنت عليه عند بداية العلاقة بينكما من تأنق في الملبس وتميز في الألفاظ وتجمل في ابداء الاعجاب والمديح ، واحرص على ابداء وتوصيف العواطف لا تتركه أبدا وليكن لك عادة وجه بالبشر صبيح ولسان بالحب صريح .
2. احرص على أن يكون وجودك بالبيت سبيل سعادة وفرح وعلى ألا يفتقدوك لطول غياب فتدركهم الوحشة والملل واياك اياك أن تكون في بيتك ممن هم غائبى الوح حاضرى الجسد .
3. الرعاية للزوجة بألطاف السلوك ومجاملات القلوب وتعاهد النفوس ،ومراعاة الخاطر تزرع الثقة وتنقى القلوب، وتمنع علائق الظن بالمحبوب بالانشغال عمن يحب.
4. لا تسأم من دعوة أهل زوجتك والقرب منهم وتوطيد الصلة بهم لما له من أثر بالغ في حياتك .
5. لا تظهر خلافاتك مع زوجتك لأهلكما أو أمام الأبناء واسع لى حلها مع زوجتك بالتفاهم وقبول الرأى الآخر .
منقول