أحببت مشاركتكم في هذا الموضوع القيم
لذلك سوف أنقل لكم كلاما كتب عن الأمل والنسيان
كنت ولازلت أحبه واعتبره من الحكم في هذه الحياة
[SIZE="4"]قال أحمد حسن الزيات عن الأمل :
الله في السماء ، والأمل في الأرض ،
وبين روْح الله المؤاسي ، ومدد الرجاء الآسي تندمل الجفون القريحة ،
وتلتئم القلوب الجريحة ، وتنتعش الجدود العاثرة . الكروان يموت فرخه في المساء ،
وفي الصباح يرقص ويصدح ، والشاة يذبح حملها في الحظيرة ، وفي المروج تثغو وتمرح ،
والقلب يُقطع من القلب والرُّوح تُنزع من الروح ، ثم يعيش المُحِبُّ بعد حبيبه ،
والوالد بعد ولده ، كما يعيش النهر الناضب في ارتقاب الفيضان ، والروض الذابل
في انتظار الربيع .
لله على الناس نعمتان لا يطيب بدونهما العيش ، ولا يبلغ إلا عليهما العمر :
النسيان والأمل ماذا كان يصنع الأسى بالقلوب الوالهة إذا لم يمح النسيان
من الذهن صورة الحبيب الراحل أو الهاجر ؟ تأمل حالك يوم فجعك الموت في عزيز عليك ،
أما كنت تجد لهيب الحزن متصلاً يوقد صدرك من غير خُبُوَ ، ويذيب حشاك من غير هُدْنَةٍ ؟
تصور دوام هذه النار على نياط القلب وأعصاب الجسد ، ثم قَدَّر في نفسك الحياة
على هذه الصورة ، على أنها والحمد لله لا تدوم ، فإن الجبار الذي سَلَّط الألم على الروح ،
وهو الرءوف الذي سلط الزمن على الألم ، فالزمن لا ينفك يسحب ذيول الأيام والليالي ،
على الصور والآثار حتى تنطمس المشابه وتعفو الرسوم ، ولا يبقى
من المفقود إلا صورة لا تنطق ، ولا من الجراح إلا ندبة لا تحس .
وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبة إذا لم يفتح الأمل أمامها فرجة في
الأفق المُطْبق ، وفسحة من الغد المجهول ؟
يا ويلتا للفقير يعتقد أن فقره يدوم بدوام الحياة ، وللمريض يرى أن مرضه ينتهي
بإنتهاء الأجل ، ويا بؤسى للحياة إذا لم يقل المأزوم والمحروم والعاجز :
إذا كان في اليوم قنوط ، ففي الغد رجاء ، وإذا لم تكن لي الأرض فستكون لي السماء)...[/SIZE]
التعديل الأخير تم بواسطة أمة التواب 80 ; 07-05-2010 الساعة 10:17 PM