
ماذا يفعل رب الأسرة المسكين ... دعوة للمشاركة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إخواني الأفاضل / أخواتي العزيزات ... هذا الوضع السلبي الذي سوف أتحدث عنه انتشر بصفة رهيبة وكبيرة بين الأسر ... وهذه دعوة للمشاركة والنقاش في إيجاد الأسباب والحلول لهذه المشكلة التي باتت توجد في كل أسرة إلا من رحم ربي ... وأرجو من الكل أن يدلوا بما في دلوه ... وبسم الله نبدأ ...
طبعا نعرف جميعا كيف كانت للأب هيبته فكلمته مسموعة مطاعه وكذالك الأم ... وكلمة لا أبدا ماتقال لهم ... كان الأولاد يد الأب اليمين وعلى قولهم عصاه التي ماتعصاه ... والأم كانوا بناتها خير عون لها في المنزل والمساعده ...
كانت الأسرة تنام كلها في وقت واحد وتستيقظ في وقت واحد ... وكان الأبناء عندما يستيقظون يذهبون لغرفة الجلوس ويقبلون يد والديهم ويصبحون عليهم بعد أن توضئوا لصلاة الفجر واستعدوا للصلاة يذهب الأب وأبنائه لصلاة الفجر والأم وبناتها يصلونها في المنزل ... ثم تذهب الأم إلى المطبخ لكي تجهز الإفطار وبناتها خلفها لكي يساعدونها ويقدمونه معها ... يكون وقتها قد عاد الأب هو وأبنائه ويجلسون سويا ويتناولن وجبتهم جميعا ... ثم كل يذهب كل إلى مايخصه من مدارس و وظائف هذا بالنسبة للأب والأبناء أما ربة المنزل فتهتم بترتيب منزلها وإعداد طعام الغداء ...
ثم يعودون في وقت الضهيرة ... ويجدون سفرة طعام الغداء جاهزة ويتناولونها مع بعض ... ثم تأتي دور القيلولة ...
يأتي وقت العصر وينهض الكل ويستعد الأب لصلاة العصر ويذهبون للمسجد ... بعد الصلاة كل يهتم بشؤونه من زيارات او مذاكرة او ذهاب للسوق ... الخ هذه الأمور ..
ثم يأتي وقت المغرب ... بعدما يعودون من الصلاة ويكون هذا الوقت مخصص لتجمع العائلة ... ويتحدثون وتناقشون في أمور الأسرة أو في الأوضاع التي حولهم أو في أي موضوع هادف ... حتى يأتي وقت العشاء فيصلون ويعودون وتجهز الأم هي وبناتها طعام العشاء ويتعشون جميعا ثم يذهبون لنوم بعد يوم حافل وجميل بعد أن يقبلون يد والديهم ...
هذا النظام اليومي ... وما أحلاه من نظام ...
نأتي لهم بعد أن يكبر الوالدان ... نجد الأبناء بارين بهما اشد البر ويكون بيتهما بيت العائلة الأساسي وهو بيت عامر ولا يفضى ... لهم يوم محدد في الأسبوع ولا يتخلف عنه أحد مهما صار ... وأيضا يكون سكن الأبناء قريبا منهم أو في نفس العمارة ... كي يكونوا قريب منهم ويرعونهم مثل وارعوهم في صغرهم ولا يحسسونهم بأي نقص أو حتى يكلوا أو يملوا من ذلك ... فيسعدون في كبرهم ويفخرون بأبنائهم ...
أما في يومنا هذا ... فقد تغير الحال ... فلم يعد الأبناء بارين في آبائهم بالدرجة نفسها نعم هناك بر ولا كن ليس البر المفروض أن يكون ... لم تعد كلمة الأب مسموعة كالسابق ولم تعد له هيبته ووقاره ... والأم لم تعد بناتها تساعدنها ... الأب لم يعد يستطيع ان يعتمد على أبنائه كالسابق فلا بد أن يهتم بكل شيء بنفسه ... الأم عندما تطلب من بناتها المساعده تتعذر البنت بالمذاكره أو بالإرهاق وتقول إئتوا بخادمة كي تساعدكي أمي ... الأولاد لم يعودو يبقون في المنزل همهم أصحابهم وخرجاتهم ومواعيدهم ... والبنات همها صديقاته والتلفون ... الأبناء أولاد وبنات اصبحوا متطلبين زيادة ... نريد ونريد ولا يراعون حالة الوالد المادية حتى لو كانت صعبة ... أهم شي هم ونفسهم وبس ... وكله على راس الوالد المسكين ...
بعد أن يكبران الأبوان في السن ويتفرق الأبناء الذي تزوج والذي توضف في مدينة أخرى والي مازال يدرس ... تبدأ الأم في تعويض مافاتها من زيارات وخرجات وإهتمام بنفسها وتعود وكأنها مراهقة ... كلو من الفراغ الذي تعيشه ... تبدأ زيارات ومشاوير وحفلات وسهرات ... والأب المسكين يبقى لحاله لا من أنيس ولا ونيس ... وتصبح مهمته مابين التوصيل لهذه المشاوير أو بشراء حاجيات المنزل ولا شيء آخر يفعله ... والزوجه لم تعد تعمل له أي حساب لا في إستئذان ولا في أي شيء وتجد هذا من ابسط حقوقها لأنها حرمت سابقا من متعتها ...
ماذا يفعل هذا الأب المسكين ... أين ملاذه ... إلى أين يهرب وكيف يقضي فراغه ... حتى أبسط حقوقه الشرعية من زوجته لا يجدها ويجد الصد والحرمان دائما ...
والله إني لا ألومه في أي تصرف يتصرفه ... أو حتى أي تفكير يفكر في أن ينفذه ... فلا يجد أمامه إلا ثلاث حلول ... إما أن يترك المنزل بكامله وأن يسكن لوحده ... ويترك منزله لزوجته وأبنائه ... أو أن يتزوج بإمرأة أخرى ويكون شرطه أن لا تحمل لأنه في سن كبيرة ولا يستطيع تحمل مسؤوليات أبناء جدد ... والحل الأخير أن يكبت مايحصل له في كبره بداخل قلبه حتى يصيبه شيء لا سمح الله ...
رجاءً لا تعترضون على كلامي ... لأني لاحظته في معضم الأسر التي حولي وكنت أستغرب من تصرف الأب بعد مايكبر أن يتزوج أو أن يسكن لوحده ... ولاكني عرفت السبب الآن لأني أعيش هذه الحالة بواقعها المرير ...
في إنتظار مشاركاتكم الهادفة والنيرة من أصحاب العقول النيرة ...
مع فائق إحترامي وتقديري ...
أختـكم : شمـــــــــوخ ...