منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تمهلْ .. قبل اتخاذ القرار ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2010, 09:11 PM
  #1
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
تمهلْ .. قبل اتخاذ القرار ..

تمهلْ .. قبل اتخاذ القرار ..




تمهلْ .. قبل اتخاذ القرار ..



تمهلْ .. قبل اتخاذ القرار ..




كتبها محب الخير لك


محمد بن محمد الجيلاني


عفا الله عنه

ما أسعد الرجل حين يظفر ببنت الحلال = المرأة الجميلة التي حازت على غالب المحاسن والصفات المحمودة التي كان يرنو إليها .. ، فقد كلّتْ نفسه وأرهق تفكيره بحثًا عن امرأة تلائمه ؛ يسأل القاصِ والدانِ لعل وعسى .. .
ثم يجد تلك ( الجوهرة ) التي تمناها ماثلة بين يديه يوم خطبتها ، فيشعر بالفرح ، ويطفح السرور على وجهه ، وترتعش أعضاؤه ، ويكاد يطير فرحًا أن تحققت أمانيه .. خصوصًا بعد أن علم بموافقتها ، وتم الاتفاق ، ووضعت الشروط .. .
ثم بعد أن أجرى عقد نكاحه قبل الدخول بها ، بدأ في مرحلة جديدة ، مرحلة مليئة بالحب والغرام .. تزداد نبضات قلبه إذا اقترب منها وحادثها وحادثته ، وضاحكها وضاحكته ، وعذاب وهيام إذا تركها وفارقها لموعد آخر ..
ينتظر بفارغ الصبر ، ويجهَّز نفسه لموعد زيارتها في أبهى حلة ، وأجمل شذى ، وأحسن لقاء ، فهي الأثيرة لديه ..
في البداية ؛ يحرص كل واحد منهما على إرضاء صاحبه ، ويتقرب إليه بالغالي والنفيس .. .
هدايا .. ، كلمات كبار في الحب والعطاء .. ، نظرات ملؤها الرضا .. ؛ ليجد كل منهما طعم السعادة الحقيقي .. .
لا يصبر على فراقها .. ، لذا هو يسلي نفسه تارة بإرسال رسائل الهاتف المحمول ، وتارة بالحديث عبر الهاتف ؛ الذي يأخذ الأوقات الطوال ـ لطيب الأنفاس ـ وكأنها لحظات عابرة انقضت في لمح البصر .. .
ويمني الزوج نفسه بقرب حفل الزفاف البهيج ، ويعد الأيام والساعات ، بل الدقائق والثواني ، ويقلب بصره دائمًا بكثرة نحو أوراق التقويم ويخاطبه بلسان حاله : عجّل عجّل فقد طال عهد حفل زفافي فمتى يحين ؟! .
فيجيبه التقويم : ولماذا العجلة يا صاح ؟! فيجبيه : لأرفل مع عروسي في ثوب السعادة والهناءة .. فلا أريد أن تفوت على نفسي أي لحظة سعيدة مع شريكة حياتي !.
ثم يشاء الله وتتم مراسيم حفل زفافه السعيد ، ويأخذ عروسه في بهجة وحبور وسرور ، والأرض لا تكاد أن تسعه فقد ظفر بمحبوبته الغالية .. ، وقد خرج من قصر الزواج بعد ما ودع الأهل والضيوف والأصحاب ؛ وخصوصًا أم العروس التي فارقتها بعد بكاء الفرح لابنتها التي كانت لصيقتـهـا في البيت ، والآن تركتها لتقيم في عش الحياة الزوجية ويصبح لها صرحًا آخرًا مع شريك حياتها .. .
وسوف يقضي الزوجان أمتع اللحظات والأوقات مع بعضهما بعضًا .. .
وهكذا .. تدور عجلة الحياة بهما وكل واحد متعلق بالآخر ..
ما أجمل أيام الزواج الأولى وما أبهجها ! ـ عند الكثيرين من الأزواج والزوجات ـ لا كدر فيها ، بل كلها أيام سعادة وهناءة .. .
بعدها .. يحصل ـ كما يحصل في كثير من البيوت ـ بعض القصور ، فيغض أحدهما الطرف عن الآخر ، ثم يتكرر خطأ ثانٍ وثالثٍ ، ويبدأ العتاب ثم يصطلحا كما كان حالهما من الحب والوئام ، ثم ترجع نفس الأخطاء ويرجع العتاب من جديد ، ثم تختلف وجهات النظر ، وتحتد الأنفاس ، ويتطور الأسلوب إلى تراشق بالتهم والكلمات النابية ، وربما ذهبت المرأة إلى بيت أبيها وتوسعت الهوة ، وازداد ت المشكلات ، فأصبحت كثيرة لا حصر لها ؛ تغلق من جانب ، وتفتح من جانب آخر ..
أُغلقت لغة التحاور بالتي هي أحسن ، وحل مكانها سوء الظن ، وتصيد الأخطاء ، وقصور في الوظائف ، وقلَّ الاحترام .
كثرت المشكلات على الرجل فلا هو مستقر في بيته مكان راحته ، ولا هو مرتاح خارج بيته بل مكدود الخاطر ، ماذا يفعل إذا رجع إلى بيته أمام ذلك الركام من المشكلات ؟! ؛ خاصة مع مرور الأيام والشهور بل الأعوام ، ووجود الأولاد ، والأمر يزداد تعقيدًا .. فما الحل ؟ الحل ـ في نظر الكثير ـ هو الطلاق .. ! .
فأقول : رويدك يا أخي فما هكذا تعالج الأمور .. .
ابتداءً أقول : من أراد بيتًا لا يخلو من المكدرات فهو يطلب المستحيل ، حتى بيت نبيك × ما خلا من المشكلات .. ، والسنة النبوية حفظت لنا الكثير من مواقف النبي × مع زوجاته .
النساء قال فيهن النبي ×: « استوصوا بالنساء خيرًا ؛ فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرًا » متفق عليه ، وفي لفظ لمسلم : « فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تُقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها » .
أخي الزوج العزيز : المرأة بطبيعتها عاطفية تحتاج من الرجل النزول إلى مستوى تفكيرها ومناقشتها بأسلوب يحاكي تفكيرها فهي في الغالب تتعامل مع الأشياء بعاطفتها لا بعقلها ، وأما طريقة الرجل في التفكير عقلية منطقية .
المرأة تريد رجلًا يتفهم نفسيتها ، يراعي أحاسيسها ، يبادلها الحنان والعطف والاحترام .
المرأة تحتاج من الرجل الحزم مع اللين .
ولا تنسَ أخي الزوج أن مسؤولية المرأة كبيرة وعظيمة تنوء بها الجبال الرواسي ، فهي تقوم بشؤون البيت بأكمله ، ولا يخفاك أن عمل البيت مضنٍ وكثير ؛ من غسل الملابس وكيها ، وطبخ الطعام وغسيل الصحون ، وكنس البيت ورعاية الأولاد طوال اليوم وغسلهم .. إلخ من أمور لا تنقضي .
فالزوجة تحتاج إلى من يقدر جهدها ويثني عليها وعلى عملها ، ولاشك أنه قد يحصل شيء من القصور فينبغي للزوج أن يغض الطرف عن ذلك ، خاصة أيام دورتها الشهرية فإن وضعها النفسي والجسدي سيء للغاية ، فتحتاج إلى من يقف بجانبها ويراعى حالها .. وهذا مما يجهله الكثير من الأزواج مع الأسف .. .
إذا كان الله I أسقط عنها عبادتين عظيمتين في حال دورتها الشهرية : الصلاة والصيام رحمة بها ، أفلا تخفف من طلباتك لها ، وتغفر تقصيرها في ذلك الحين ؟! ، وتخيل نفسك مكانها أما كنت تتمنى أن تُخفف عنك الأعباء حتى ترتاح ؟!.
ولا يُنكر أن كثيرًا من الأمور التي تصدر من كثير من الزوجات ـ هداهن الله ـ خطأ محض ، بل بعضها مخالف للشرع .
لكن ما دورك أنت أخي الزوج تجاه تقصيرها في حق الله أولًا ثم في حقك أنت وبيتك ثانيًا ؟
الله I وضع لنا منهاجًا للتعامل مع المرأة إذا وجد منها تقصير فقال :
{وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء:34]

هل وعظتها بالتي هي أحسن فيما أخطأت فيه دون المساس بكرامتها وعزة نفسها ؟ ، أم جرحتها فزادعصيانها ؟
الخطأ لا يعالج بالخطأ أبدًا ، بل الخطأ يعالج بالحكمة والرفق .
انظر موقف النبي ×حينما قُذفت عائشة في حادثة الإفك [ اتهامها بالزنى ] ماذا قال لها النبي × ؟ قال لها :
« يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنتِ بريئة فسيبرئكِ الله ، وإن كنتِ ألممتِ بشيءٍ فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب ؛ تاب الله عليه » .
الله أكبر .. ما أعظم هذا الأسلوب من هذا النبي
الكريم × وهو في أمر يختص بالشرف والعرض ، فما بالك فيما هو دونه ؟! .
ولا أظن أخي الزوج العزيز أن زوجتك وصل خلافك معها إلى مسألة العرض والشرف البتة .
__________________
محمد بن محمد الجيلاني
مهتم بالكتابة حول شؤون الأسرة