خرج الصغير متوجهاً إلى البيت وهو يردد مع نفسه إلا إذا ماذا ؟
ماهذا الحظ ؟ ما الذي كان سيقوله العم محمد كي نسترد فلسطين والمسجد الأقصى ؟
ما الذي جاء بهذا الرجل وفي هذا الوقت بالذات ؟ يا الله ما الذي كان يريد العم محمد قولة..
لم يهنئ الصغير في ذلك اليوم ولم يستريح حتى أنه لم يذق طعم النوم قضى الليل كله يفكر
فيما أراد قوله العم محمد ... ومع حلول الصباح أنطلق مسرعاً إلى بقالة العم محمد
يريد أن يسأله إلا إذا ماذا ؟
وصل إلى البقالة فوجدها مغلقة هنا قال الصغير في نفسه لقد حضرت مبكراً لكني سأنتظر هنا حتى يفتح العم محمد بقالته....
راح الصغير يلعب أمام البقالة ويمارس حماقاته عل الوقت ينقضي ويظهر العم محمد
لم يترك لعبة لم يلعبها وأخذ ينتقل من هنا إلى هنا حتى أنه بدأ في ملاعبة القطط , يفعل كل هذا وعينه على البقالة منتظراً قدوم العم محمد... بدأ الوقت ينقضي والساعات تمر والبقالة لا تزال مغلقة حتى أنه أحس بحرارة الشمس تكاد تحرق رأسه وهنا سمع صوت الأذان في مسجد الحي فقد دخل وقت الظهر ولم يحس الصغير بذلك .. بدأ القلق يساوره كيف أن العم محمد لم يفتح البقالة الى الآن ؟
هنا لمح أحد المارة ذاهباً إلى المسجد فسأله : يا عم لماذا لم يفتح العم محمد بقالته إلى الآن ؟
رد الرجل يا ولدي لن تفتح البقالة اليوم فعمك محمد
توفاه الله ليلة البارحة وسنصلي عليه بعد صلاة الظهر وندفه رحمة الله عليه
هنا قال الصغير : ولكن يا عم لماذا يموت إنه لم يخبرني إلا إذا ماذا ؟ ..
هنا لم يفهم الرجل ماذا يقصد الصغير فربت على رأسه وأنطلق إلى المسجد .
وقف الصغير . في حيرة من أمره كيف يموت لقد كان أمس بصحة جيدة وهو
يحدثني عن فلسطين .. بدأ الصغير وهو يجلس بالقرب من البقالة في طرح الكثير من الأسئلة على نفسه دون أن يجد لها إجابات ...وفي هذه الأثناء لمح رجال الحي وهم يحملون النعش متجهين إلى المقبرة والتي تقع خارج الحي فما كان منه إلى أن أنطلق خلفهم يحث الخطى لا يعلم إلى أين يتجهون بالعم محمد , جرى خلفهم حتى أعياه التعب أبتعد عنه الرجال كثيراً ولكنه لم يتوقف ظل يجري وهو يحس بالخوف وبالحزن , والأسئلة تدور داخل رأسه شعر بالارتباك وبالتشتت وهو على تلك الحال ولكنه لم يتوقف , أستمر يجري ويجري حتى وصل إلى المقبرة ولكن متأخراً , وصل وقد انتهى الرجال من دفن العم محمد , حتى إن بعضهم غادر المقبرة بعد أن قدم واجب العزاء لأبناء العم محمد رحمه الله .. لم يبقى بجانب القبر إلا بعض عمال المقبرة يرشون الماء وينهون أعمال الدفن
أحس الصغير بالخوف ولكنه تشجع وأخذ يمشي بين جموع المعزين يشق طريقه قاصداً قبر العم محمد , توقف قريباً من القبر , وهنا أحس بالحزن ولم يستطع أن يفسر كيف وبهذه السرعة ينتقل الإنسان من فوق إلى تحت الأرض , التفت حوله فلم يجد أحد الجميع غادروا المقبرة ,
أحس بوحشة تلف المكان أخافه الصمت المطبق وهذا السكون الذي يزيد من وحشة المكان ,
جلس على ركبتيه فوضع يده على القبر
ثم قال : إلا إذا ماذا يا عم محمد ؟ ما الذي كنت تريد قوله ؟ لماذا يا عم ذهبت ولم تكمل
إلا إذا .... ماذا ؟ وكيف أعرف هذا الشيء ومن يخبرني عنه بعد أن ذهبت يا عم محمد
وإذا رجع الرجال ليأخذوني معهم إلى فلسطين ماذا أقول لهم ؟ ما الذي نفعله حتى نسترد فلسطين والمسجد الأقصى ؟ ....لماذا تركتني يا عم محمد ....
يا عم ذهب رجال المنظمة ولم يرجعوا ليأخذوني معهم إلى فلسطين
ثم رحل العم (أبو رائف) وترك الحي وباع المحل , حتى أنت يا عم تتركني الآن ولم تكمل لي
إلا إذا ..... ؟ ماذا ؟
رحمة الله عليك يا عم محمد
وقف الصغير وبدأ بإلانصراف من المقبرة ولكنه توقف قبل أن يصل إلى بوابة الخروج
التفت إلى قبر العم محمد ثم قال :
وتلك الضربة بالعصى يا عم محمد سامحتك عليها والله
النهاية
بقلم شقيق معدن الرجولة الصغير