لقد أغرورقت عيناي بالدموع عندما قرأت ما خطته يداك واشتعل قلبي نارا لعظيم جرمك وسوء نيتك بزوجة أخيك لكني لم أرى منك توبة صادقة بدليل أن الذي حملك على كتابة الموضوع ليس هو ضميرك الذي قتلته يوم أن قذفت المرأة بالفاحشة وشهدت عليها شهادة الزور لتكمل الإجهاز على الضحية....بل الذي حملك للكتابة هو الحلم المتكرر الذي أعاد الحياة لجزء من ضميرك الميت!!! لأني أعتقد أنك  قتلت ضميرك منذ مدة من الزمن لكن زوجة أخيك أيقظتك من سكرتك التي كنت غارقا فيها  لتريك أن الله حاضر يمهل ولا يهمل، و لو لم ترى الحلم المتكرر لما بادرت  للتفكير في التوبة وإصلاح ما أفسدته.
كن على ثقة أن التائب الصادق هو الشجاع المستعد للاعتراف بما جنته يداه أمام الملأ ليكون بذلك طاهرا من كل ذنب، و لا تقول أنه لا يكن أصلاح ما تكسر فالنبي يوسف عليه السلام  لم يخرج من السجن  إلا بعد أن تمت تبرئته من تهمة ارتكاب الفاحشة، لن تصلح الأمور دون أن تتحمل مسؤولية استهتارك وطيشك أيها المراهق الفريد من نوعه... لأني لم أعرف شخصا مثلك ول أرى أغرب منك كيف تنام قرير العين وشمل عائلة أخيك مشتت أمام ناظريك!!! وكيف يمكن لك أن يطيب لك الطعام وأنت ترى قلوب محروقة لزوجين يحبان بعضهما بعضا وطفل إن ضاع لتشتت الأسرة فأنت السبب... نعم أنت السبب يا من تريد أن تحل الموضوع لكنك لا تريد أن تتشوه سمعتك!!!
أتخاف على سمعتك وأنت رجل تستطيع الزواج ممن تريد بعد التوبة الصادقة لكنك لم تفكر كثيرا في تلك المرأة المظلومة منك، التي شوهت سمعتها بين اهلك وأهلها وربما بين الناس.... صدقني انك ستكون كبيرا في نظر جميع الناس إذا كنت شجاعا وصادقا في معالجة كل ما أفسدته..... نعم قد يحتقرك اهلك لبعض الوقت لكنهم سيرضون عنك إن كنت صادقا في التوبة... وكما دافع الله عن زوجة أخيك فأنه لن يخذلك ولن يكلك إلى المخلوقين بل سيكون عونك ونصيرك في كل شدة بشرط أن تطلب رضي من أحرقت قلوبهم وفرقت بينهم...
لا داعي لذكر تحرشك بزوجة أخيك بل قل لهم الحقيقة أنك أخطأت مع الخادمة فرأتك زوجة أخيك لكن لخوفك من الفضيحة وعدم إدراكك للأمور فعلت ما فعلت...
تب توبة صادقة إلى الله قبل فوات الأوان وقبل أن يستجاب لدعوة المظلوم...
لقد صدمتني وأتعبتني قصتك التي آلمت قلبي وذكرتني بالله الذي يمهل ولا يهمل