حقيقة موضوعك أخي أبو فراس ذو شجون سواء إشارتك للبنية التحتية و التخطيط الميداني و الحضاري للبلد
لكن لن أناقش أبدا هذه المسألة و لن أنظر أبدا و أن مؤمن تماما أن العمل أولى من الكلام
لكن صدقني لا يوجد لدينا عجز مادي و إنما عجز فكري وعجز بشري نوعي و أننا و صلنا لنقطة بعد الطفرة لم نستطع تجاوزها أو الإضافة عليها
لكن قضية الزحام و تملل الكثير هي ما شدني
هل تعلم أني فعلا أستمتع بالزحام و أي إستمتع
أعيش كل لحظة فيه و أكتسب منه مهارات حياتيه جديدة
أنا تربيت و عشت في مدينة صغيرة يعرف عن أهلها الطيبة الزائدة و الكرم و الفزعة و الحمية و حب الوناسة
لكن يتم تميز أهلها و التعرف عليهم بالعصبية الزائدة جدا جدا جدا جدا

و عملي في الرياض و عيشي فيها و الزحام الخانق لدى البعض كان بالنسبة لي مساحة من الحرية و الإنطلاق نحو تجارب و مهارات حياتية إكتسبتها من الزحام و خنقة السيارات
تعلمت الصبر و التحكم بأعصابي تعلمت التبسم و الهدوء و ردة الفعل الإيجابية تعلمت عدم تضخيم الأمور
تعلمت إحترام كل شخص و إعطاء كل شخص حقه تعلمت الإحساس و الشعور بالآخرين و إعطاءهم حق التعبير عن أنفسهم و تعلمت معرفة التصرفات الصواب منها و الخطاء
تعلمت المعنى الحقيقي لعامل الناس كم تحب أن يعاملوك و كل معاملة ضايقتني تعلمت عكسها
تعلمت إحتواء عصبيتهم و إنفعالاتهم
تعلمت المعنى الفعلي لدقائق الإنتظار إملاءها بالإستغفار
صدقني الضيق أو الشعور بالخنقة هو شعور داخلي
يمكن ترويضه و الإستفادة منه و لكن يجب عدم وضع حاجز نفسي و ضيق فكري
صدقني أشعر بمتعة لا يعادلها متعة و أنا في ذروة الزحام أفتقدها كثيرا عند قضائي إجازتي في مدينتي الصغيرة