وهذا لا يعني أن يُترك المريض يموت ، بل يوجد من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ممن يتبرّع ، أو ممن لا يأخذ بهذا القول ، ويأخذ بالقول الآخر القائل بالجواز .
وإنما تكون الفتوى في حق المؤمن الحيّ أو المؤمن الْمَـيِّت .
أما غير المسلم فلا يشمله الحكم .
ألم يقُل النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر " الحديث ؟
وقال : " لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر " الحديث
ومثله قوله : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر " الحديث
وهذا يعني أن الأحكام يُخاطَب بها من كان يؤمن بالله واليوم الآخر .
فيوجد من لا يؤمن بالله واليوم الآخر أو من ضعف إيمانه بالله واليوم الآخر من يُخالف ذلك .
إذاً الفتوى لا علاقة لها بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما ذكر ان كسر عظم الميت ولم يحدد هل الميت مسلم ام غير ذلك فالمفروض هو ان تعمم الفتوى الانسان ككل لإن الله كرم بني آدم .
ثم ان المتبرع الكافر لن يتبرع الا بمقابل على عكس المسلم الذي يتبرع لوجه الله طالباً الاجر والثواب .
اتمنى ان اطرح هذه الاسئلة لأجد الجواب .
كما أن بعض الناس يقيس التبرّع بالأعضاء على التبرّع بالدّم ، وهذا خطأ في القياس ؛ لأن الدم يتجدد والأعضاء لا تتجدد .
ولكن الكبد يتجدد ... فالعلماء يجب ان يستعينوا بمرجع طبي قبل اصدار الفتوى لأن الموضوع يتحدث عن جسم الانسان وهنا وجب الاستعانة بطبيب ليتفق مع كلامهم
وهذه معلومة معروفة للجميع ان من يتبرع بجزء من كبده لمريض الكبد فإن المتبرع يتجدد لديه الجزء المفقود تلقائياً بعد تبرعه
فالكبد يستطيع أن يعوض أكثر 75% مما فقد منه إن وجد 25% منه فقط ، ولولا هذه المقدرة الهائلة على إعادة البناء لما أمكن عمل عملية جراحية واحدة في الكبد كإزالة ورم أو سرطان أو حتى إزالة جزء غير صالح مثل ما يحدث بعد إصابات السيارات.
وكان الإمام أحمد رحمه الله يقول : أكثر ما يُخطئ الناس في التأويل والقياس .
ولا يصح قياس التبرّع بالأعضاء على معالجة المرض ، فإن التداوي مأمور به ، بخلاف التبرّع .
والله تعالى أعلم .
وعندما يكون التبرع نوع من التداوي كما في حالات الفشل الكبدي الحاد والفشل الكلوي وغيرها مما يستحيل العيش مع هذا المرض الا بعد التبرع للمريض ؟
س : (( وسمعت أن لكم رؤية معينة في نقل الأعضاء ، افيدونا أثابكم الله ؟ )) .
ج : (( أنا أرى أن نقل الأعضاء محرم ولا يحل ، وقد صرح فقهاء الحنابلة بأنه لا يجوز نقل العضو حتى لو أوصى به الميت فإنه لا تنفذ وصيته فالإنسان لا يملك نفسه هو مملوك ، ولهذا قال الله عز وجل : { ولا تقتلوا أنفسكم } ، وحرم على الإنسان إذا كان البرد يضره أن يغتسل فليتيمم حتى يجد ماءا دافئا ، وليس لإنسان أن يأذن لشخص فيقول يا فلان اقطع إصبع من أصابعي فكيف بالعضو العامل كالكلية والكبد وما أشبه هذا ، والله أنا أعجب كيف يتبرع الإنسان بعضو خلقه الله فيه ولا شك أن له مصلحة كبيرا ودورا بالغا في الجسم ، أيظن أحد أن الله خلق هاتين الكليتين عبثا ؟!! ، لا يمكن ، لابد أن لكل واحدة منهما عمل ، ثم إذا نزعت إحداهما وأصيبت الأخرى بمرض أو عطب ماذا يكون ؟ ، أجيبوا يا أطباء ، أقول ماذا يكون ؟ ، يموت أو يَزرع ، قد لا يتسنى .
فالذي أرى منع هذا وأن لا تجعل الأوادم كالسيارات لها ورش وقطع غيار وما أشبه ذلك ))
، ولا نُسلط منطق الكفار ونتقرب إلى الله به ، وهذا هو عين الضلال .
وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين )) .
ولكن في الفتوى السابقة اجازوا ان نأخذ الاعضاء من الكافر بمعنى ان نذهب لبلادهم وان نأخذ منهم ونمشي على قوانين بلدانهم في التبرع فكيف الان ينهى عن منطق الكفار ؟
هذه فتوى كبار علمائنا في السعودية بالنسبة للتبرع بالأعضاء حال الوفاة أو في الحياة
و حقيقة حاولت أن أجد فتوى من مصدر موثوق للشيخ عبد العزيز آل الشيخ و لم أجد
و بالنسبة لفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
أذكر مداخلته عن طريق الهاتف في برنامج على التلفزيون السعودي
و كان حازما صارما في الحكم و كان يتحاور مع دكتور سعودي من مستشفى القوات المسلحة