في احد صباحاتي المشرقة وجدت بجوار طاولة سريري مجموعة نملات جميلات ونشيطات وصاحبات همة عالية فكل واحدة منهن على ضآلة جسمها إلا أنها تحمل مايفوق حجمها
فبدأت اراجع نفسي وأحدثها كيف هي همتي؟؟!!
هل انا صاحبة همة عالية؟
وكيف ارفع همتي؟
وجدت أن من أكثر الامور التي ترفع همتي " هي تذكر ماكان عليه والدي ووالدتي رحمهما الله واسكنهما الفردوس الاعلى"
فوالدي رحمه الله كان رجلاً صالحاً ولا أزكي على الله احداً وكان اكثر مايداوم عليه وان قل , الصدقة , وحتى عند وفاته رحمه الله في حادث سيارة, مات وهو ينقل بسيارته ارزاق لأقارب لنا في قرية بعيدة واحسبه والله حسيبه مات على حسن خاتمة وختم له ربي بأفضل عمل كان عليه.
ووالدتي رحمها الله كانت تحب مجالس الذكر وكانت ايضاً صوامة وكثيرة الدعاء سراً وجهراً
فكانت تحرص على إقامة درس ببيتنا كل يوم خميس , فيجتمع الجارات والصديقات وبعد ان يتناولن الصائمات منهن الافطار , تطلب مني بعدها أن القي عليهن درساً عاماً, وقبل وفاتها لم يتيسر لنا أن نجتمع يوم الخميس فتأجل ولكن العجيب لم يتأجل للخميس القادم مثل كل مرة ,بل تأجل ليوم السبت وكان يوافق اليوم الثالث من البيض , فبعد أن صمنا هذا اليوم بفضل الله , اجتمعنا نتناول طعام الافطار وكنت ارى في تلك الليلة نظرة في عيني والدتي غريبة , لم أعلم أنها نظرة وداع , فكان هذا اخر مجلس ذكر في حياة والدتي رحمها الله ,ففي صباح الاثنين من نفس الاسبوع توفت رحمها الله وهي على فراشها تذكر ربها وتردد سبحان الله والحمدلله والله اكبر ولا إله إلا الله, واذكر احدى صديقات والدتي رحمها كانت تبكي في العزاء وتقول امك ستفطر هذه المرة في الجنة..
فكلما تذكرت ذلك علت همتي وارتفعت فهما قدوتي بعد سلفنا الصالح
فأحرص مااستطعت أن لا ينقطع مجلس الخميس ولو أنه الآن ليس كل اسبوع لكن احاول ان يستمر بشكل دوري
واحرص على صيام التطوع وكل عمل صالح يقربني لربي
واسأل الله ان يختم لي بصالح اعمالي وهو راضٍ عني غير غضبان.
وكان سفيان الثوري , امير المؤمنين في الحديث , وصاحب الخشية والورع ,وصاحب الهمة العالية
يقف في اليوم مرات يخرج من جيبه ورقة فينظر إليها ثم يعيدها، يفعل ذلك في اليوم مرات
ماذا تتوقعون أن يكون مكتوباً في هذه الورقة؟!
مكتوب :يا سفيان ! اذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل. سبحان الله!
علم أن هذه النفس تغفل، فأراد أن يؤدبها ، فكتب هذه العبارة في هذه الورقة،
فكلما همت نفسه بمعصية أو غفلت، أخرجها فنظر إليها وقرأها فتذكر الآخرة، ,وعلت همته...
يقول ابن القيم رحمه الله:- "لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه، وعلمٍ يبصره ويهديه".
وقد قيل: "كن رجلاً رجله في الثرى وهمته في الثريا، وقيل : ما افترقتِ الناس إلا في الهمم من علت همته علت رتبته، ولا يكون أحد إلا فيما رضيت له همته".
أنت أخي العضو / وانتِ اختي العضوة
كيف هي همتـــــــــك/كِ؟
وهل من عبــــارة أو موقـــف تذكرهـ/ينه يرفع من همتك/كِ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته