السلام عليكم
هذا سؤال وجه لفضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يحصل بيني وبين زوجي خصام في أكثر الأحيان وذلك بسبب غيرتي عليه ، فأنا أغار عليه وأراقب نظراته ، وإذا لمحت منه أي نظرة أو اشتبهت فيها غرت عليه ، وهو يحتج عليَّ دائماً بأن الغيرة المحبوبة إلى الله هي الغيرة في محارم الله ، وأما الغيرة التي تقع مني فهي تسبب الطلاق ، ولم أقتنع بكلامه لأنني أعتقد أن من حقي أن أغار عليه حتى ولو لم يقصد، علماً أنه ملتزم ولا أشك فيه، وجهني بما تراه وفقك الله ؟
فأجاب : "أوجه هذه السائلة أن تخفف من غيرتها ، وإلا فإن من طبيعة المرأة أن تغار على زوجها ، وهذا دليل على محبتها له ، ولكني أقول : الغيرة إذا زادت صارت غبرة وليست غيرة ، ثم تتعب المرأة تعباً شديداً ، لذلك أشير على هذه المرأة أن تخفف من غيرتها ، وأشير على الرجل أيضاً أن يحمد الله على أن هيأ له امرأة صالحة تحبه ، لأن هذا -أعني: التحاب بين الزوجين- مما يجعل الحياة بينهما سعيدة ، وإلا فإن الغيرة أمر فطري لا بد منه . أرسلت إحدى أمهات المؤمنين إلى النبي عليه الصلاة والسلام طعاماً في إناء ، وهو في بيت إحدى نسائه ، فلما دخل الخادم بالطعام والإناء فرحاً به يهديه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكن من امرأة أخرى ، هذه المرأة التي هو في بيتها غارت فضربت يد الخادم وسقط الإناء وتكسر وتبعثر الطعام ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوبخها ، بل قال: (غارت أمكم) أو كلمة نحوها ، أخذ الطعام والإناء وأخذ طعام المرأة التي هو في بيتها وإناءها وقال: (إناء بإناء، وطعام بطعام) وأرسله مع الخادم ، لأن الخادم إذا رجع وقال : إن المرأة هذه فعلت كذا وكذا سوف تتكدر المرسلة ، فإذا جاءها إناء ضرتها وطعام ضرتها سوف تبرد ، وهذا من حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام. المهم أن الغيرة بين النساء أمر لا بد منه ، وأرى أن من نعمة الله على الزوج أن تكون المرأة تحبه إلى هذا الحد ، ولكني أقول للمرأة : خففي من الغيرة لئلا تشقي على نفسك وتتعبي ، وأقول للرجل : احمد ربك على هذه النعمة ،
ولا يزداد ذلك إلا رغبة في أهلك ومحبة لهم . أما مسألة الطلاق فلا تذكره أبداً عند المرأة ، الرجل إذا ذكر الطلاق عند المرأة صار هذا الشبح أمام عينها نائمة ويقظانة ، وهذا غلط ، ولهذا من السفه أن بعض الناس يذكر كلمة الطلاق لامرأته ، حتى ولو للتهديد . يا أخي : هددها بغير هذا ، تهددها بالطلاق فيبقى الشيطان دائماً يعمل في قلبها حتى تؤدي النهاية إلى الفراق والعياذ بالله " انتهى من "اللقاء الشهري" (31/13).
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
وهذا رأي آخر من موقع استشاري
لابد و أن يعرف الرجل أن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بمحافظتنا على أعراض الآخرين، وقد ذكر ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ قصة ذلك الشاب الذي سافر وترك أخته مع أبويها فأوصاه والده بضرورة أن يعف نفسه عن الحرام؛ لأن ذلك صيانة لعرضه! ولأن الأبوين كانا كبيرين فقد كان بعض الباعة يأتيهم بالماء، وكانت الأخت تقابله وتستلم منه الماء في أدب واحترام، إلا أنه في يوم من الأيام حاول أن يمسك يدها فذكرت الخبر لأبيها فأمرها بحفظ الوقت والتاريخ الذي وقعت فيه الحادثة، فلما رجع الابن سأله أبوه عن الوصية وركز على أمر الأعراض فقال: "إلا في يوم من الأيام جاءتني امرأة لتشتري مني فأمسكت يدها" فقال له الأب: "دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا".
وليعلم الرجل أنه إذا أطلق بصره في أعراض الناس فسوف يسلط الله عليه من ينظر إلى أخواته وأهله وزوجه فإن الجزاء من جنس العمل، وإذا كان يفعل هذه المخالفة مع محاولاته الجادة في إخفاء ذلك على زوجته ، فهذا دليل على أنه يحترم مشاعرها، وأن فيه شئ من الحياء، ومن واجبنا أن ننمي هذه الجوانب من الخير مع ضرورة تذكيره بأن الله لا تخفى عليه خافية فهو سبحانه ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) وخائنة الأعين هي أن ينظر الإنسان إلى ما حرم الله دون أن يشعر به أحد أو يستخدم هذه الجارحة في السخرية والهمز واللمز لمسلم أو مسلمة.
انسخيهم وخليه يقرأهم او انصحيه بيهم في وقت يكون هادئ واهم شئ الدعاء .
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 16-06-2010 الساعة 02:03 AM