منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - نهاية نوال حافظة القرآن ....!!
الموضوع
:
نهاية نوال حافظة القرآن ....!!
عرض مشاركة واحدة
06-07-2010, 08:28 AM
#
3
ثنيـــــان
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1,189
وفي أحد الأيام رأت والديها يهمسان في الكلام فتقدمت إليهم .. وعلمت الخبر السعيد الذي تنتظره كل فتاة ..
علمت من والدتها أن أحد زملاء والدها في العمل تقدم لخطبتها لولده ..
لم تمضِ أيام إلا والأسرتين قد اتفقتا على كل شيئ وحدد يوم الجمعة 12/ 3/ 1431هـ الموافق 26 فبراير 2010م موعداً للزفاف ..
ولازال قلب البُنَيّـه ينبض ويرقص فرحاً .. هي في وادْ وغيرها في وادْ ..
هكذا هو الانسان حين يريد الله له الخير وحين يحقق الله سبحانه وتعالى له دعوة مستجابه ..
قبل الفرح بأسبوع رنّ الهاتف الجوال لوالد نوال فإذا المتصل العريس
سلم على نسيبه وبعد حديث طويل ألمح الزوج بأن سبب الإتصال يريد أن يستشير عروسه بأي الدول تريد ماليزيا أو تركيا أو المغرب ..لقضاء خمسة عشر يوما هناك حتى يتسنى له أن يتمم إجراءات الحجز وخلاف ذلك .. فطلب الوالد منه مهله حتى يتشاور مع ابنته التي لم تغادر الاراضي الاماراتيه منذ ولدت وهي الآن تُخير ما بين أفضل الدول سياحة .. صُدمت نوال بهذه الخيارات التي لم يكن من بينها مكة المكرمة ..
فطلبت من والدها على استحياء أن يطلب من زوجها بأن يكون السفر أولاً للعمرة وبعدها الى أي دولة يختارها العريس ..
هو يريد ماليزيا وهي تريد مكة ، طلب من والديها إقناعها بأن العمرة عند العودة من السفر ، فتحججت بأن تكاليف السفر هناك مكلفة وهي لاتريد أن تكلف على الزوج فالسفر الى مكة قد لا يحتاج إلا إلى نصف النفقة الى ماليزيا أو أقل بكثير من ذلك ..وأخيراً ومن هذا الباب اقتنع الزوج وألغى فكرة السفر ..أو لعله فضّل أن يستجيب لطلب عروسه ومن ثمّ يغادر إلى أي جهةٍ شاء فيما بعد..
يالله .. تمضي الساعات ويمضي القدر الى حيث تشاء هذه البنت الصالحه .. فؤادها وقلبها معلقٌ بالبيت الحرام ..
كيف لا ؟؟
وهو مهوى الأفئدة ومحط أنظار المسلمين ..
ماشعورك ايها المسلم وأيتها المسلم حين تكون هناك ..
في الساعة الحادية عشر ليلاً وأنت أمام الكعبة المشرفة تتلو ماشاء الله لك أن تتلوه من الآي الحكيم ..
أما ينفتح قلبك وكأنما تعيش في بقعة من الجنّـة..
أما تنسى الدنيا ومشاغلها ...!!
بل تنسى همومها .. وعذاباتها ..
هو البيت الآمن ..
يلجأ إليه المهموم فبإذن الله يزيل همه ..
يلجأ إليه المريض فبإذن الله يكون بُرْءوه..
يلجأ إليه المحتاج فبإذن الله تنقضي حاجته..
هو هذا ما أشعل فتيل قلب هذه الشابة الصالحه ..
إن كنت لست معي فالذِّكر منك معي = يراك قلبي وإن غُيّبت عن بصري
العين تبصر من تهوى وتفقدهُ = وناظِرُ القلب لا يخلو من النّظَرِ
يامن هناك لك في كل يوم نظرة الى الكعبة المشرفة ..
يامن يصلي الصلوات الخمس وناظره للكعبة المشرفه ..
يامن يمرّغ وجهه في أطهر بقعة على وجه الأرض ..
ابلغها سلامنا وحبنا لها ..
أبلغ تلك الأماكن الطاهرة شوقنا واشتياقنا لها ..
قبِّل تلك الأماكن عنـّا ..
اشرب من ذاك الماء زمزم ففيه البركة والخير الكثير ..
اسجد وطُف ولاتنسى الصفا والمروة من السعي .. مابدا لك .. !!
فبذلك المكان يحلو الكلام..
يحلو الدعاء..
يحلو التهجد..والصيام..
يحلو الذكر والتسبيح وقراءة القرآن ..
يحُنُّ إلى أرضِ الحِجازِ فؤادي ×× ويحدوا اشتياقي نحو مكةَ حادي
ولي أملٌ مازال يسمو بهمتي ×× الى البلدةِ الغراء خيرَ بـلادِ
بها كعبةُ الله التي طاف حولها ××عِبادٌ هُمُ لله خير عبادِ
أطوفُ كما طاف النبيون حوله ×× طواف قِياد لاطواف عِنادِ
واركع تلقاء المقام مصلياً ×× صلاةً أرجّيها ليوم معادِ
وأسعى سبوعاً بين مروة والصفا××أُهلّ لربي تارةً وأنادي
فياليتني شارفتُ أجبلَ مكةَ ×× فبتُّ بوادٍ عند أكرم وادي
وياليتني رويت من ماء زمزم ××صدا خاله بين الجوانحِ صادي
إنها روحانية عجيبة تأخذ بالألباب ما إن تدخل حدود مكة المكرمة ..
مضت الأيام وتمّ الزواج وبقيت نوال في أحدِ فنادق الشارقة مُدّةَ خمسة أيام وسط ابتهاج العائلتين .. كانت إجراءات السفر تسير على مايُرام ..
وفي اليوم الخامس من الزواج غادرا مطار الشارقه بعد أن ودّعت والديها بدموعٍ حـرّى ....
ساعات والطائرة قد حطّت رحالها في مطار جدة .. نزل المسافرون من عليها ..
القلب في شوق .. واضطراب ..
سيارة الأجرة تشقّ الطريق باتجاه مكة المكرمة ..
الصمت خيّم على قائد السيارة وزوجها بعد حديث عابر ..
اليوم الخميس 18 / 3 / 1431هـ = 4 مارس 2010م الوقت الساعة الخامسة و عشرين دقيقة عصرا .. حيث تبقى ساعة و7 دقائق على أذان المغرب ..فتح السائق الإذاعة على اذاعة القرآن الكريم فإذ بإمام الحرم المكي الشيخ
علي جابر
[1]
رحمه الله يتلو سورة التوبة على الآيه ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه ....)
زاد خفقان قلبها إنها قريبة من أرض الحدث ..
إنها تعيش أروع لحظاتها .. لم تستطع حبس دموعها وهي تقول في نفسها صلى الله عليه وسلم ..
هاهي البلاد وهاهي الأرض وذاك الجبل وتلكم الغار المعني بالآيه ..
[1]
-
توفي رحمه الله في
12
-
1426هـ = 13 /12 / 2005م
__________________
__________________
كيف اقاوم الهم والألم. بالسجود راحة واطمئنان
.
نهاية نوال..!
ثنيـــــان
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ثنيـــــان