منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - % مرافئ التميز % (عزيزي الزوج)
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2004, 10:53 AM
  #2
الكنز الثمين
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 515
الكنز الثمين غير متصل  
عزيزي .. كم هي جميلة في قلبي ورنانة في مسامعي كلمة : شكراً يا أم فلان ..
إن الكلمة الطيبة مع عموم المسلمين صدقة ، فكيف بها معي ؟!!
أريد دعماً نفسياً لما يُستقبل من الزمن وحتى أحقق لك ما أردت .. حقق لي ما أريد !! ولا أريد إلا الشكر ، والثناء والإشادة بهذا الفعل وإن كان قليلاً .. فالحوافز النفسية تدعم الطرف الآخر فيستجيب لاحقاً لكل ما يطلبه الطرف الأول ..



أما تذكر عزيزي الزوج .. عندما عدنا ذات ليلة من زيارة لمنزل والدي وبمجرد دخولنا لغرفة النوم والتي هي بالنسبة لي السكن النفسي والحنان والدفء ، والعاطفة بدأت تبدي ملاحظاتك على والدي ..، ومن ثم والدتي وإخواني ..
بل وفوق ذلك كانت علامات السآمة والملل على وجهك شبه دائمة طيلة هذه الزيارة .



عزيزي .. لا تعكر صفو زيارتي هذا اليوم في آخر اللحظات .. إن كنت تُقدرني فقدِّر أهلي ، وإن كنت تحترمني فاحترمهم ، وإن كنت تحب أطفالك فكن على عناية بأطفالهم .


عزيزي .. كما تكون لي أكون لك ، فإن كنت لي عبداً صرت لك أمة .. وإن كنت لي سماءً كنت لك أرضاً .. وأنا أطالبك بما به تطالبني ، فأنت تطالبني باحترام أسرتك وأنا كذلك ... ، وهكذا ..



أما تذكر عزيزي الزوج .. مراتٍ ومراتٍ أطلت فيها الغياب عني وأكثرت السهر خارج المنزل ..
نعم .. أنت مع زملائك وأصدقائك ، في رحلات وأمسيات ومناسبات وأنا بؤساً لحالي كأنني قطعة أثاث منزلية عفا عليها الزمن وأكل عليها الدهر وشرب .. وليس العجب في هذا ..
وإنما العجب العُجاب عندما تأخرت ذات يومٍ كعادتك فأحببت أن أفاجئك .. فأعددت العصير ، ورتبت المنزل ، وأخذت كامل الزينة لك , ونثرت عطرك المفضل في جنبات المنزل ..
فإذا بي أفاجأ بوجهٍ عابسٍ ، وجبين مقطب ، و خُلُق فض .. دعيني .. أتركيني .. همومي ومشاغلي أتعبتني .. لست متفرغاً لهذا الهراء ، أنا متعب ، أريد النوم ..
كانت هذه هي آخر عباراتك الفضة التي سكبتها في مسامعي ، وتوليت للنوم .. وتركتني وحيدة ..



عزيزي .. أنا لست برجل آليّ ، ولا بمسترجلة ، ولكنني زوجة لها حقوق عليك .. أنت تخطب ودَّ أصدقائك ، وأصحابك وأنا أخطب ودك ، وليت شعري ..
لا تعجب عزيزي .. كم تمنيت أنني في مقام وتقدير ، واحترام أحد زملائك ..

عزيزي الزوج .. إن علاقتنا .. علاقة زوج بزوجته .. آسفة.. أظنها علاقة جارٍ بعيد بجار آخر ..
إن العلاقة المطلوبة عزيزي ، هي علاقة المحبة والألفة ، والمشاورة والمصاحبة والحنان والعطف ..
نعم أنا بحاجة لك ، فعُد .. نعم .. عُد إلى بيتك يا عزيزي .. فأنا والأولاد جميعاً في انتظارك ..



لا أذكر عزيزي الزوج .. أنك أعطيتني فرصة لمشاركتك في همومك .. ولا أذكر أيضاً أنك استشرتني في شيء يخصك ، بل لا أذكر منك أي اعتذار عن كثير من أخطائك ، بل ولا حتى أذكر أنك فكرت يوماً ما .. تساعدني برأي ، أو بفكرة في منزلنا .. بل لا أذكر عزيزي الزوج .. أنك تفوهت يوماً من الأيام بكلمة حب ..، أو عبارة حنان ، أو لمسة حانية ..
أين أنت ممن يقول في زوجته ..

الصبا والجمال مُلكُ يديك *** أيُّ تاجٍ أعزُّ من تاجيك
نصب الحُسن عرشه فسألنا *** من تراها له ، فدلَّ عليك

أين أنت ممن يقول في زوجته لما تبدت له :

أأغصان بانٍ ما أرى ، أم شمائلُ *** وأقمار ثمّ ما تضمُّ الغلائل
وبيض رِقاقٌ أم جفونُ فواترٌ *** وسمر دقاق أم قدود قواتلُ
وتلك نبالٌ أم لحاظٌ رواشق *** لها هدفٌ مني الحشا والمقاتلُ



عزيزي .. أنا لا أطالبك بأن تكون شاعراً ، ولكنني أطالبك بهمسة حنان ، وكلمة ثناء ، وعبارة شكر فهي تصنع فيَّ الكثير .. كم تمنيت أن أجد " كارتاً " على منضدة غرفتي فيه شيء من الكلام المعسول ، والغزل المباح ..
حاول عزيزي .. فأنا بحاجة .. ولتبدأ من الليلة ...



أما تذكر عزيزي الزوج .. حينما كنت أتحدث لك بشغفٍ عما مر بي في سابق حياتي من ذكريات ومشاعر وأحاسيس ، فتفاجئني بأنك سارح الفكر مرة ، وأخرى تقاطع حديثي بالنوم ، أو أنك تعبث بأناملك في " جوالك " ، أو أنك تشتغل بالجريدة اليومية عني ..


عزيزي .. هذه الفعلة تؤذي مشاعري ، وتجرح كرامتي ، نعم .. أنا أشعر فيها بالإهانة والاستصغار .. بل إن تكذيبك لي يقتل في قلبي محبة الجلوس إليك .
حتى أنَفَتُك المزعومة من الجلوس معي على الطعام ، أو المزاح والمداعبة أو حسن المعاملة تقتل في قلبي محبة الجلوس إليك ، كيف لا !! وأنت تبادرني بالنفور والعبوس والجفاء .
" رفقاً بالقوارير" .. رفقاً بالقوارير .. قالها المعلم الأول ، والزوج الأمثل محمد صلى عليه وسلم .



أما تذكر عزيزي الزوج .. قول النبي صلى الله عليه :" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي .


أما تذكر عزيزي الزوج .. سوء حالك وإهمال جمالك ، وعدم الاستعداد والترتيب والتنظف والتطيب وتسريح الشعر وترتيبه ..
أما سمعت قول الحق جل وعز : {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} .. علماً بأنك تطالبني وبإلحاح أن أضع كامل الزينة لك ، وأن أرتب شعري كاللاتي تراهن في القنوات الفضائحية .. لي عواطف ، ولي أحاسيس ولي مشاعر ولي فطرة ولي غريزة ... فلست مجرد قطعة لحم مرمية على سرير ، ولا موضعاً لقضاء النهمة والغريزة فقط ..
لا .. يا عزيزي ..
أريد منك كما تريد مني أنت . . وبالتلميح يفهم الفصيح ..


أما تذكر عزيزي الزوج .. عندما عدت من سفرك الأخير .. كان الوقت متأخراً ، ولم تخبر أحداً بعودتك حتى سمعنا الباب يطرق .. وليس العجب في هذا ، وإنما العجب في غضبك مني وإتهامك لي بأنني لم أستعد لك ، وأنني مهملة لحقوقك .. وتزعم أنك آخر ما أفكر فيه ..
وأنت عزيزي لم تمهلني .. وحقيقة .. عودتك للمنزل كانت في حين غرة مني .. ألم تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي في صحيح مسلم إذ يقول عليه الصلاة والسلام :" أمهلوا ، لا تدخلوا ليلاً حتى تمتشط الشعثة ، وتستحد المغيبة " ..




يتبع>>