منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - عـذبني حُـبه .
الموضوع: عـذبني حُـبه .
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-2010, 02:30 PM
  #6
شاطئ المحبة
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية شاطئ المحبة
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 2,644
شاطئ المحبة غير متصل  
أختي الكريمة ...

كنت من أوائل الذين قرؤوا موضوعك ..

لكنني أخرت الرد والتعليق إلى أجل ..

فموضوعك هذا لا يليق به أي رد عابر ..

ولذلك من الإجحاف بهذا النص أن يقابل ببعض عبارات المواساة ويكتفى بها دون التعليق على الأسلوب القصصي المحكم ..

وإني أستأذنك في أن أبدي بعض التعليقات الخاصة وإن لم أكن أهلا للنقد الفني ..

المستوى اللغوي عالي ... والكلمات مترابطة مفصحة عن المعنى في جلاء ووضوح ..

والأفكار متسلسلة يأخذ بعضها برقاب بعض .. والأهم في القصة هو عنصر التشويق وذلك ما لم يخلُ منه أي سطر من سطور القصة ..

عنصر المفاجأة أيضا موجود بقوة ... والتلاعب بمشاعر القارئ وجعله في حيرة عارمة كان حاضرا في قصتك ...

فأنت حين ذكرت أمر الفتاة اللعوب وتغيرك الجذري بعد معرفتك بها جعلت عقلي الباطن ينتظر نهاية كنهاية الفتيات اللائي يسلكن هذا المسلك ..

والذي أجج في داخلي مثل هذه النهاية أن عنوان الموضوع كان يدعم هذه الفكرة ..

وحين أتيت على ذكر زياد وذكرت قبلها أنك شخصية عنيدة ومن الصعب أن يؤثر فيك مؤثر ظننت أن زيادا لن ينجح معك ...

ومجددا كان عقلي الباطن يرسم نهاية أخرى كأن لا يتم توافق وتنتهي القصة بالطلاق وما شابه ...

لكن المفاجأة المدوية هو أن زيادا قد نجح في ترويض غرورك والمفاجأة الأكبر هي وفاته - رحمه الله رحمة واسعة -

فعنصر المفاجأة في القصة ألهب حرارة التشويق فيها ..




ونأتي الآن إلى لب الأحداث والتعليق عليها ..

أختي الكريمة ..

أعظم الله أجركم .. وغفر لميتكم .. وألهمكم الصبر والسلوان ...

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ...

وأسأل الله تعالى أن يغفر لزياد ويرحمه وأن يكرم نزله ويوسع مدخله وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ...


أختي الفاضلة ...

الابتلاء قد سنه الله في الدنيا ليمتحن المؤمنين ، ويختبر الصابرين ...

وأبشري !! فإن المؤمن هو من يختاره الله تعالى ليبتليه ...

وذلك من علامات محبة الله تعالى للعبد ، فأي شرف أعظم من أن يحب الله عبده ؟

ففي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط "

وأبشري ببشرى الله - عزوجل - لك إن صبرت واحتسبت ..

قال تعالى : (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))


وإن زيادا إن مات جسده فلم تمت ذكراه الطيبة ، فهو ما زال حيا في نفوس محبيه بأخلاقه ونخوته ومكارمه ..

وصدق الشاعر حين قال :

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** ومات قوم وهم في الناس أحياءُ


ولم يمت زياد بما خلفه لك من أثر طيب نسأل الله أن يجعله من الصالحين وأن يتمم مسيرة والده وأن يبارك فيه وفي أخيه ..

وهذا مصعب بين يديك فاجعلي منه زيادا آخر ... واغرسي فيه وفي أخيه ماكان يتمتع به زياد من خصال الخير والكرم ...

أسأل الله أن يحقق لك في أبنائك ما تطمحين ...

وأسأل الله لك حياة خالصة في طاعته مع زوجك الحالي ..

دمت في حفظ الله ..









__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 24-07-2010 الساعة 02:35 PM